يوم ١١ فبراير ١٩٢٠، ولد الملك فاروق الأول، الذي بالغ والده الملك فؤاد فى أسلوب تربيته، فأحاطه بدائرة ضيقة تضم أمه وإخواته الأميرات والمربية الإنجليزية الصارمة، مس تايلور.
ولم يكن لفاروق في تلك المرحلة أي صداقات من أبناء الأمراء أو الباشوات، مما أفسح المجال لتقرب آخرين في القصر منه، وكانوا لا يرفضون له طلبًا وكانوا يفسدون ما تقوم به المربية الإنجليزية.
وعندما كبر فاروق طلبت بريطانيا سفره إلى أراضيها، ليتعلم في كلية إيتون، إلا أن صغر سنه ومعارضة الملكة نازلي حالا دون ذلك، فاستعيض عن ذلك بمدرسين إنجليز ومصريين.
ولما بلغ الـ14 من عمره، سافر فاروق إلى بريطانيا للدراسة ورافقه أحمد باشا حسنين، رائدًا، وعزيز المصري نائبًا له وكبيرًا للمعلمين، وغيرهما.
كان وجود أحمد باشا حسنين مشجعُا لـ«فاروق» على الانطلاق دون ضوابط، مما كان مثار اعتراض عزيز المصري، الذى أراد أن يجعل من فاروق رجلًا عسكريًا ناجحًا مؤهلًا لأن يكون ملكًا.
وفاروق كان يميل إلى أحمد باشا حسنين، وينفر من تعليمات عزيز المصري.
وأثناء وجود فاروق في بريطانيا، اشتد المرض على الملك فؤاد، الذي استشعر دنو أجله، فطلب أن يرى ابنه وقبل أن يقلع فاروق كان والده قد لقى ربه في ٢٨ أبريل سنة ١٩٣٦.
ووصل فاروق إلى مصر فى ٦ مايو سنة ١٩٣٦، ولكونه لم يبلغ بعد السن القانونية تم تشكيل مجلس وصاية استمرت وصايته نحو عام وثلاثة أشهر، وخافت والدته الملكة نازلى أن يطمع الأمير محمد على (شقيق فؤاد) فى العرش، فحصلت على فتوى من الشيخ المراغى بحساب عمر فاروق بالتاريخ الهجرى، ليتم تتويج فاروق ملكاً رسميًا على حكم مصر «زي النهاردة» في ٢٩ يوليو ١٩٣٧.