عزيزى القارئ، من فضلك لا تقرأ هذا المقال الصغير!! فكل شىء يبدأ صغيراً، ويكبر عدا الحزن يبدأ كبيراً، ويفتر، ولأننا شعب عندنا وافر فى الفتور، ونقص فى الفطور، ومن حسن الحظ أننا أكبر شعوب الأرض عمراً وأصغرها تقدماً، ولكننا نحتفظ بصورة من شهادة الميلاد، وصورة قيد الأسرة التاسعة التى تثبت أننا فراعنة، وليس كأى فرعون، بل من فرعنا الفرعون نفسه، وعلى رأى المثل «يا فرعون مين فرعنك؟» قال مالقيتش حد ما يفرعنيش!!، ولأننا شعب أصيل ونحب الـ«أصالة وعمرو دياب»، ونحب الأغانى القديمة فدائماً نبحث عن عادات «ريمة» اللى رجعت تلبس جزمتها القديمة.. ففى العقد المنصرف كان الحاكم يتعامل مع الشعب كأنه إله، والشعب عبيد، والحكم بيد من حديد، ولأن الحديد فى مصر يعنى «عز» يبقى أنت اللى قتلت بابايا!! قامت الثورة وما قعدتش لأنها مش لاقية كرسى فاضى تقعد عليه، وفى هذا المساء الجميل أنت البطل وأنا التمثيل، فالمشهد السياسى والاجتماعى الحالى يدل على أن الشعب يحب المسلسلات التركى ويعشق الأفلام الأبيض والأسود، وما زال يستمع لعبدالحليم، وكلهم رائعون عدا أن نكون فاشلين فى صناعة الكبريت وناجحين فى صناعه اللهب، والنار تأتى من مصدرين، الأول مجرم لديه طاقة، والثانى مواطن بدون بطاقة، والمواطن الوحيد الذى لا يسأله أحد عن البطاقة فى مصر على وجه الخصوص هو «السيد الرئيس» وهذا هو بداية صناعة الفرعون، ونهاية صناعة الكرتون، وفرعون ليس هو الإله الوحيد الذى صنعه شعبه، فالشعب كله آلهة فى تأليه الحاكم، والمشكلة ليست فى الحاكم المتأله، بل فى الشعب الذى يؤله الحاكم، وما يحكمش علينا ظالم!!
بولا حسنى- القاهرة