إمام الحرم المكي: الأمة تعاني من أزمات وفتن

كتب: بسام رمضان الإثنين 28-07-2014 10:55

أكد إمام وخطيب المسجد الحرام في مكة المكرمة، الشيخ الدكتور صالح بن حميد، في خطبة العيد، الإثنين، وحدة المسلمين وتعاضدهم، وحمد أمام الحرم في مستهل خطبته الله على نعمه وما أفاض عليه من نعم على الأمة الإسلامية وحث المسلمين على تقوى الله عز وجل.

وأوضح أن «الإنسان خلقه الله اجتماعياً ومحتاجاً إلى الناس في طعامه وشرابه وملبسه ومسكنه ومركبه وفي شأنه كله، زراعةً وتجارةً وتعليماً وعلاجاً وصناعةً، وما لا يحصى من الحاجات والعلاقات وترابط المصالح، مبيناً أن أخلاق الإنسان وحسن طبعه لا تظهر إلا من خلال علاقاته بمن حوله من الأقرباء والأصدقاء والغرباء، أما التقوقع والانزواء فليس من صفات الإنسان السوي فضلاً عن المؤمن الصالح».

وقال إن «المسلمين كالجسد الواحد إذا اشتكى بعضه اشتكى كله، وإذا فرح بعضه فرح كله، المسلم يفرح لفرح أخيه ويشاركه سروره وابتهاجه، كما أنه يحزن لحزنه ويصبره ويواسيه، وها هو هذا العيد يمر على هذه الأمة وهي في أنحاء كثيرة تمر بأزمات ومحن ومصائب وفتن تكالب عليها أعداؤها وأجلب عليها بعض أبنائها، فما أحوج هؤلاء المبتلين للمواساة وإدخال السرور وجلب المفرحات، وليسعد النطق كما يسعد الحال من يتامى وأرامل ومشردين وغرباء ولاجئين وفقراء ومساكين ومستضعفين.»

وأضاف أن «العيد يأتي على بعض ديار أمتنا وقد ذلّوا بعد عز وذاقوا ألواناً من البؤس، كانوا في رغد من العيش ووفرة من النعيم فحل محل البهجة الأنين ومحل الفرحة البكاء كل هؤلاء يحتاجون إلى إدخال السرور عليهم في لفتات طاهرة من قلوب مؤمنة وألسنة صادقة وأيد ندية وصدور بيضاء نقية، كل أولئك بل كل مسلم محتاج إلى أن تدخل السرور عليه».

وأوضح أن «مدخلات السرور وجالبات البهجة لا تقع تحت حصر فليس المال وحده هو جالب السرور وزارع البهجة بل أبواب الإحسان واسعة من القول الحسن والفعل الجميل والخلق الكريم والمشاركة الوجدانية، إنها أبواب واسعة بقدر اتساع نعم الله التي لا تحصى فهي كلها ميادين للفرح والسرور والابتهاج، لافتاً النظر إلى أن أول جالبات السرور تحقيق التوحيد والإيمان بالله وحسن الاعتماد عليه والتوكل عليه وتفويض الأمور إليه، وأن يوطن المرء نفسه ألا يتعلق بالناس ولا ينتظر منهم جزاء ولا شكوراً، مع عمران القلب واللسان بذكره والتفكر في نعمه وآلائه التي لا تحصى، والتحدث بهذه النعم ظاهراً وباطناً إلى جانب إظهار الفرح والابتهاج أثناء اللقاء بالإخوة وتجنب العبوس والتقطيب والكلمة الطيبة».

وأفاد بأن «العيد مناسبة كريمة لتصافي القلوب ومصالحة النفوس ولغسل أدران الحقد والحسد وإزالة كوامن العداوة والبغضاء، وكذا فرح وسرور لمن طابت سريرته وخلصت نيته وحسن للناس خلقه، كما أنه عيد لمن اتقى مظالم العباد وخاف يوم التناد، مشيراً إلى أن من مظاهر الإحسان بعد رمضان استدامة العبدعلى نهج الطاعة والاستقامة وإتْباع الحسنة الحسنة، واتّباع نهج النبي صلى الله عليه وسلم في أن يتبع المسلم رمضان بست من شوال الذي من صامها كأنما صام الدهر كله.»