قابعات خلف أسوار السجون العالية، بين حسرة على عمر تضيع سنواته خلف القضبان، وأمل في الغد، على الرغم من طول ليالى السجن، وتعددت جرائمهن وحكاياتهن التي دفعت بكل واحدة منهن خلف القضبان، لكن خيوط الأمومة جمعت «وفاء» و«عبير»، المحرضتين على القتل، و«زينب»، و«عفاف» تاجرتى المخدرات، في سلة واحدة، فكلهن يردن الخروج لرعاية الأبناء وجمع شملهم.
«المصرى اليوم» استمعت في زيارة لسجن النساء بالقناطر الخيرية إلى أمنيات الأمهات السجينات في التحقيق التالى:
بين شبابها الضائع بحكم السجن المؤبد، والأمل في طلة حنان من 5 أبناء لايزالون يحبون على طريق الحياة، وهم يتجرعون كأس كراهيتها يوماً بعد يوم، ووسط عجزها عن فرصة للدفاع عن نفسها سواء في ساحات المحاكم أو حتى أمام فلذات أكبادها المعذبين على اعتقاد أنها قتلت أبيهم الموظف بديوان عام قسم الجيزة بالاتفاق مع صديقيه، في جريمة غدر خاوية الأركان لا أساس لها من الصحة، ويكفيها أن أبناءها يعلمون أنها أمهم المتهمة محبوسة في السجن لذلك السبب..المزيد..
لم تعد أسوار السجن الشاهقة مشكلة تؤرقها، رغم أنها قضت عامين فقط، من أصل 10 سنوات هي فترة العقوبة المقررة عليها، بتهمة الاتجار في مخدر الهيروين.. لكنها باتت تهرب بتفكيرها إلى ما بعد السجن وما ستفعله بعد خروجها منه، وبعد تفكير طويل وجدت نفسها معلقة في أمل أن توفر لها الحكومة «كشك» لبيع الحلوى تتكسب منه قوتها، بعد أن تقطعت سبل الحياة بها وانقطع أهلها عن زيارتها، وأصبحت أخبار بناتها الـ3 خارج السجن في علم الغيب، تمنت لو رأتهم في زيارة لمرة واحدة، بينما طفلها الوحيد الذي يعيش برفقتها، لكونه رضيعاً سيغادرها بعد عدة أشهر ليلحق بعدها ببقية أشقائه..المزيد..
نجلهتا «خلود»11 شهراً، هي التي تخفف عنها ظلمة السجن، بعدما انقطعت عنها زيارات أهلها الذين هجروها منذ حبسها بتهمة ارتكابها جريمة الاتجار في المخدرات، حالتها تتدهور من سيئ إلى أسوأ، لكنها تضرعت إلى عدالة السماء بأن تحقق لها رجاءها الوحيد، بأن يوافق المسؤولون على بقاء طفلتها معها بالسجن بعد تبرؤ أبوها منهما بسبب حبسها، ورعبها من مصير الذي يمكن أن يواجهه ابنها دون أهل أو سند بينما هي عاجزة خلف القضبان..المزيد..
سجينة بدرجة سيدة أعمال، التقتها «المصرى اليوم» داخل سجن القناطر الخيرية، لنجد فيها امرأة لا تعرف الندم، قدر إيمانها بالاستثمار والاستفادة من دروس الماضى، أيقنت أنها بصدد درس جديد على طريق حياتها مفاده «السجن تهذيب وإصلاح»، هكذا لم يتسرب إلى «عبير» المتهمة بالتحريض على القتل، وصدر ضدها حكم بالسجن 25 عاما، يأس ولا إحباط، فباتت تعمل بجد وتستغل وقتها في نسج المشغولات اليدوية وإقامة المعارض لبيع منتجاتها برفقة 400 سجينة أخرى يعملن تحت إشرافها، تتواصل إدارة السجن مع أولادها الذين تخرجوا من الجامعات ويعملون برفقة زوجها بالولايات المتحدة الأمريكية..المزيد..