الأميرة هيا بنت الحسين تكتب «رسالة تخيلية» من والدها إلي «نتنياهو»

كتب: منة الله الحريري الأحد 27-07-2014 16:57

«والدي كان يكتب بانتظام لرئيس الوزراء بينيامين نتنياهو، وغالباً ما كان يشير إليه في الخطب والمقابلات.. وبعد ما يقرب من 20 عاماً، مازالت كلماته لها صدى وتكشف كيف لم يتغير شيء في سياسات الشرق الأوسط».. بهذه الكلمات بدأت الأميرة هيا بنت الحسين، ابنة ملك الأردن الراحل، مقالاً في صحيفة «هافنجتون بوست» الأمريكية، تحت عنوان «رسالة من أبي الحسين إلي نتنياهو».

وقالت الأميرة هيا إن «الأحداث الجارية في غزة دفعتني أن أجمع خطاباً، كان أبي يمكن أن يرسله لنتنياهو لو كان بيننا الآن»، مشيرة إلي أن الكلمات المستخدمة في الخطاب مأخوذة حرفياً من بعض خطب ومقابلات للملك حسين.

وجاء في الخطاب: «يبدو لي مما يحدث الآن في إسرائيل أنك تحاول إعادة عقارب الساعة إلى الخلف وتجاوز جميع الاتفاقيات الموقعة مع العرب. وقد نجحت بعض القوى في تخويف إسرائيل لإبعادها عن السلام. ما هو البديل؟ البديل هو المزيد من القتل والوفيات والدمار والخراب.. فالأسلحة لا تميز بين جندي ومدني، بين إنسان وآخر، رجلا كان أو إمرأة فهل هذا هو المستقبل الذي نتوق إليه؟».

واتهم الملك حسين، في الخطاب التخيلي نتنياهو، بمحاولة تدمير الاتفاقات بين إسرائيل والفلسطينيين، وتغيير جميع أوجه عملية السلام، مشيراً إلي أن محاولاته تركزت على زرع الخوف من السلام في المجتمع الإسرائيلي، بدلاً من بذل تحرك جاد نحو إيجاد وسيلة لإزالة جميع أسباب الخوف، وغرس عناصر الاحترام المتبادل والثقة والتعاون بين الطرفين.

وأضاف الخطاب: «هناك جدار بيننا، إذا نقل أو أزيل سنجد أننا جميعاَ بشر يعانون من مشاكل مماثلة، من المصاعب والمحن.. هناك أشخاص متطرفين ضيقي الأفق من الجانبين، لا يريدون السلام ويعارضونه بشدة، وعلى الجانب الآخر، يتضرر غالبية الناس من الطرفين أيضاً من الحروب وسفك الدماء والخسائر، وهو ما يجعل هناك حاجة إلى إجراء الحوار والمناقشات».

وتابع: «من المفارقات أنه رئيس الوزراء الأقوى في تاريخ إسرائيل، إلا أن انني أري صورة إسرائيل بشكل غير مسبوق في حالة من عدم اليقين، ووجهات النظر المختلفة، والصراع الداخلي، والتحرك في اتجاه السلام، ثم في الاتجاه المعاكس.. حالة من الارتباك تقريباً».

وأعرب الملك حسين في الخطاب التخيلي عن اعتقاده أن هناك معسكر للسلام، وهناك آخرون يعارضونه، ويماطلون ويحاولون تدمير فرص التقدم، مشيراً إلي أنه يشعر بالإحباط أكثر وأكثر مع مرور الوقت.

وانتهي الخطاب بقول الملك حسين بأنه ينتظر أن يفاجئه نتنياهو بتحقيق السلام بين الشعبين وإزالة الحواجز حتى تحصل أجيال المستقبل علي حياة يستحقونها.