أعلنت شبكة الجزيرة الإعلامية، الخميس الماضي، تعيين الإعلامي الأردني ياسر أبوهلالة مديرا لـقناة الجزيرة الإخبارية.
وأثار قرار اختيار الإعلامي الأردني «أبوهلالة»، لكونه منتمي لجماعة الإخوان المسلمين، تأكيد تمسك مركز القرار القطري بالإخوان المسلمين، وعدم «فسخ» العلاقة بينهما.
وفسر خبراء، في تصريحات لصحيفة «العرب اللندنية»، قرار تعيين «أبوهلالة» مديرا لقناة الجزيرة الإخبارية، بتأكيد سيطرة الإسلاميين على قناة الجزيرة، وهو بمثابة إشارة بعدم تخلي قطر عن نهجها بدعم الإخوان.
وقالوا إن «قرار تعيين إعلامي مخلص لفكر الإخوان على رأس قناة تصنع خطابها الإعلامي المحرض والدعم للحركات الإسلامية، يفند ما يتم تداوله بأن الدوحة تبحث عن مخرج في علاقتها المثيرة للجدل بالتنظيم العالمي للإخوان المسلمين الذي يتخذ من قطر مقرا له برئاسة رجل الدين المثير للجدل يوسف القرضاوي».
فـ«أبوهلالة»، الذي بدأ مشواره الصحفي في صحيفة «الرباط» الناطقة باسم الإخوان المسلمين بالأردن1990، يعتبر من أبرز مساندي الجماعة من بعد عزل الدكتور محمد مرسي، من خلال حساباته على «فيس بوك» و«تويتر»، ومقالاته في صحيفة «الغد» الأردنية، التي اعتاد فيها الهجوم على من سمّاهم بـ«الانقلابيين»، ومساندة الجماعة.
ووفقًا لسيرته المهنية انتقل «أبوهلالة» بعد «الرباط» إلى صحيفة السبيل، وبعدها إلى صحيفة الرأي وبدأ كتابة مقالات الرأي في صحف عربية أخرى تكشف عن نهجه «الإخواني»، وفي 1998 عمل مراسلا لقناة الجزيرة في عمان.
وفي تصريحات أدلى بها بعد صدور القرار، قال «أبوهلالة» إنه فخور بتعيينه مديرا للقناة التي كان دوما فخورا بعمله فيها مراسلا في الميدان، مؤكدا أنه سيسعى من موقعه الجديد للحفاظ على ريادة الجزيرة، وتصدرها المشهد الإعلامي العربي والعالمي.
وتقول «الجزيرة»، في موقعها: «عمل أبوهلالة مراسلا ميدانيا للجزيرة في دول مختلفة، كما شارك في تغطية عدد من الأحداث المهمة التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط، إذ غطى لعدة سنوات أحداث العراق قبل حرب 2003، وساهم في تغطية حرب يونيو 2006 في لبنان، ونقل تداعيات العدوان على غزة عام 2008، ومع اندلاع ثورات الربيع العربي شارك أبوهلالة في تغطية الثورة بـتونس، واعتقل عشية (جمعة الغضب) في مطار القاهرة قبل منعه من دخول مصر وإعادته إلى الأردن، كما شارك في تغطية الشرارة الأولى لانطلاقة الثورة السورية من مدينة درعا جنوبي البلاد في مارس2011، وأسس مكتبا للقناة في المدينة».
و«أبوهلالة» يعبر عن دعمه للرئيس المعزول محمد مرسي بوضوح، وينشر كلمات لقيادات «الإخوان» على صفحته على موقع «تويتر»، وتنقل مواقع الجماعة عنه العديد من التصريحات لصالح قياداتها.
وفي مقال نقلته مواقع «الإخوان» عنه بعنوان «في تاريخنا محمد بديع»، قال تعليقًا على محاكمة مرشد «الإخوان»: «لا نحب للمرشد أن يموت في سبيل الله، فالموت حق مكروه يصبر عليه المؤمن، نحب له أن ينعم بنور الحياة، في سبيل الله أيضا»، كما أضاف: «لقد جنّ الانقلابيون لأن تنظيم الإخوان تطور ونما بعد اعتقال القيادات، واتسع حضوره الجماهيري في مظاهرات لا تتوقف يوميا».
كما اعتاد «أبوهلالة»، الذي اتخذ «علامة رابعة» صورة لحسابه الشخصي على «تويتر»، الهجوم على الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ اعتلائه كرسي الحكم، فأشار في مقال له عقب تنصيب الرئيس، بعنوان «السيسي في عامه الأول» إلى أنه: «بعد عام اكتمل نصر السيسي، فبعد الانتصار الدموي على الإخوان والقوى الحليفة لهم في ميدان رابعة قضى على كل حلفائه الذين خدعهم».
وتابع «أبوهلالة»، في مقاله نشرته صحيفة «الغد» الأردنية: «في الواقع لم يستطع السيسي أن يقلد شخصية عبدالناصر ولا حتى السادات ومبارك، فأولئك جميعا تمكنوا من خلع البزة العسكرية والتعامل مع الدولة والمجتمع وفق عقلية قائد الأمة أو رئيس الدولة، وهم يعلمون أن الدولة والمجتمع يختلفان تماما عن الجيش سواء كان سرية صغيرة أم فيلقا، في الجيش سمع وطاعة وتراتيبة تحسم العلاقة بين الجندي والضابط، فأنت إما أن تؤدي التحية وتنفذ الأمر وإما أن تتلقى التحية وتصدر الأمر، وفق عقلية الآمر والمأمور يتعامل السيسي مع مصر دولة ومجتمعا، وهو ما جعله يخفق بوقت أسرع مما يتوقع».
كما اتهم «أبوهلالة» السيسي بالتخاذل ناحية غزة، معتبرًا إياه بـ«المساند لإسرائيل ضد حماس وغزة»، كما وصف مؤيدي الرئيس بـ«الصهاينة»، وقال في صفحته على «فيس بوك»، تعليقًا على لقاء بقناة «فرانس 24» عن أحداث غزة: «صهاينة السيسي أكثر تطرفا من ليبرمان، لا غرابة فمن قتلهم في رابعة أكثر ممن قتلوا في غزة، ومبادرته هي الغطاء السياسي للعدوان».
ويبدو أنه بعد تعيينه مديرًا لـ«الجزيرة»، قرر الابتعاد عن إعلان مواقفه الداعمة للجماعة، في صفحات التواصل الاجتماعي، فقال: «بعد صحبة سنوات في الفضاء الإلكتروني في الفيس بوك وتويتر، آن لي أن أرحل عن هذا المكان اﻷثير، أستأذنكم ﻷن عملي الجديد مديرا عاما لقناة الجزيرة اﻹخبارية لا يتيح لي استمرار التواصل بنفس الطريقة، وهي فرصة ﻷعبر عن اعتزازي بصداقتكم وسأظل وفيا لها، وسامحوني على أي تقصير بحقكم أو إساءة غير مقصودة».