قال الدكتور جمال عصمت، أستاذ الكبد بمستشفى قصر العيني، عضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، إن اللجنة انتهت من وضع الضوابط العامة لتحديد المرضى الأولى بالرعاية والعلاج، بالدفعة الأولى من عقار فيروس «سي» الحديث، المنتظر وصول أولى دفعاته في سبتمبر المقبل، حيث تصل 50 ألف جرعة خلال الستة أشهر الأولى، يتبعها 100 ألف جرعة أخرى.
وأشار عصمت، في تصريحات لـ«المصري اليوم» السبت، إلى أن اللجنة ستطرح تلك الضوابط في لجنة الخبراء التي تضم ممثلين لأساتذة الكبد بمختلف الجامعات، 16 أغسطس المقبل، للتوافق أو التصويت على ضوابط العلاج بالعقار الجديد .
وأضاف عصمت أن المريض الذي يرغب في العلاج بالعقار الجديد سيتوجه أول سبتمبر المقبل إلى أقرب مركز كبد تابع للجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، وعددها 26 مركزًا بمختلف المحافظات، ويقدم بطاقة الرقم القومي وملفًا يشمل تفاصيل الحالة الصحية، وسيقوم المركز بتكويد الطلب وعمل تقرير شامل بشأنه وإرساله للجنة الخبراء لدراسته واتخاذ قرار بشأنه، مع مراعاة أن الملف لن يشمل اسم المريض، للقضاء على الوساطة وإعمالا للشفافية، وفي حالة توافق الشروط الموضوعة على الحالة سيتم التصديق عليه والموافقة على علاجه بالعقار الجديد في أحد المراكز التابعة للجنة القومية.
واستبعد أستاذ الكبد حدوث تكدس من قبل المرضى على مراكز الكبد للحصول على تأشيرة العلاج، مشيرًا إلى أن عدد مرضى فيروس «سي» بمصر يبلغ 8 ملايين شخص، وأن 5% فقط هم الذين يعلمون إصابتهم بالفيروس، بما يعادل 400 ألف مريض، وسيتم وضع خطة لاستيعابهم في حال توجههم جميعًا إلى المراكز التابعة للجنة.
وأضاف أن اللجنة وضعت خطة تهدف لعلاج 250 ألف مريض سنويًّا، موضحًا أن تكلفة علاج المريض 10 آلاف جنيه، ما يعني أن إجمالي التكلفة المطلوبة لعلاج المرضى بالعقار الجديد تصل لـ2.5 مليار جنيه، وأن وزارة الصحة ستتحمل ثلث التكلفة، وبعض المرضى القادرين سيتحملون الثلث الثاني، وتقترح اللجنة إنشاء صندوق تبرعات يخضع لرئيس الوزراء ووزير الصحة، لتمويل الثلث المتبقي، وأشار إلى أن التبرع بمبلغ 10 آلاف جنيه يعني علاج 4 مواطنين، لأن الإحصائيات تؤكد أن كل مريض بالفيروس يصيب 3 أشخاص آخرين خلال فترة إصابته.
وأوضح عصمت أن العلاج بالعقار الجديد ونسبة الشفاء به التي تتجاوز 90% سيساهمان في توفير مبالغ مالية، فتكلفة علاج المريض بالإنترفيرون التي تستمر لمدة 48 أسبوعًا تتكلف 12 ألف جنيه ونسبة الشفاء 55%، بينما العقار الجديد مدة العلاج 12 أسبوعًا في بعض الحالات مصحوبًا بالإنترفيرون وتكلفته 9600 جنيه، ومن لا يناسبه الإنترفيرون ستكون مدة العلاج 6 أشهر بتكلفة 13 ألف جنيه، مضيفًا أن اللجنة تقترح عدم الاعتماد على أخذ عينات من الكبد لتحديد مدى التليف ودراسة بدائل أخرى وتحليل معملية متطورة، لوجود صعوبات في الحصول على عينات كبد من المعدل المستهدف علاجه والمقدر بـ250 ألف مريض سنويًّا.