الفرافرة.. والخروقات الأمنية والإخوان

سعيد السني الجمعة 25-07-2014 21:22

الهجوم الإرهابى على كمين الفرافرة،وما تلاه من شماتة إخوانية «منبوذة» على مواقع التواصل الاجتماعى.. يكشف بوقائعه وتفاصيله، عن خروقات أمنية متكررة، وعن مدى الخسة والحقارة والغدر والنذالة والخيانة، التى تتمتع بها جماعات «الخوارج» المنسوبة إلى «الإسلام» غشا وتدليساً، ويدق أجراس الخطر بعنف، علَّنا نفيق من سباتنا، ونتَشدد بوسائل ومعايير تأمين رجال الجيش والشرطة، الذين يخدمون بالمواقع الأمنية، سواء بالمدن، أو النقاط البعيدة والمتطرفة عن العمران، بعد أن امتدت أيادى الإرهاب الغادر بـ«التفجير» إلى مقرات أمنية بعمق البلاد، مثلما جرى سابقاً، بمديريتى أمن القاهرة والدقهلية وكمين مسطرد، ومؤخراً على عتبات القصر الرئاسى.. وجاءت «الفرافرة»، بما أسفرت عنه من استشهاد 21 من جنود وضباط جيشنا العظيم، لتعيد إلى الأذهان مشاهد وبشاعة مذبحة رفح الأولى لـ17 جندياً بالجيش فى رمضان 2012، أثناء الحكم الإخوانى، ورفح الثانية لـ28 من جنود الشرطة.. وفى كل مرة بكينا، وصببنا اللعنات على الإرهاب وجماعاته، وأقمنا للشهداء -وهم يستحقون أكثر- جنازات رسمية وعسكرية تليق بتضحياتهم.. لكن.. هل كُتب علينا أن يتفرغ «رجال الحكم وقادتنا»، للمراسم وتشييع جنازات ضحايا «الإرهاب»، بينما يواصل هو مسيرته، ونظل نكتوى بناره فى خيرة شبابنا؟.. أم الواجب عليهم أن ينتبهوا إلى الأهم، وهو السعى الجاد وبشكل علمى وعملى لبناء منظومة أمنية فعالة تمنع «رجال الجيش والشرطة» من أن يكونوا صيداً سهلاً لهؤلاء الفجرة، وتشمل إمدادهم بالخبرات ووسائل الاستطلاع المتقدمة، والتركيز على اختراق هذه الجماعات معلوماتياً، وتسخير كل إمكانات الدولة لتوفير ما يلزم من طائرات وكاميرات وأنظمة رقابة لوضع حدود البلاد وشوارعها تحت السيطرة الأمنية، وكلها نُظم تكنولوجية معروفة ومعمول بها فى الكثير من بلدان العالم، ومتاحة منذ زمن بعيد.. ولنتذكر أن الجناة فى مجزرة رفح الأولى، عندما خطفوا مدرعة واتجهوا بها صوب الأراضى المُحتلة لاختراقها، كان الرد الإسرائيلى فى ثوان معدودة بتفجير المدرعة قبل أن تتوغل.

وعلى سيرة الاختراق.. فقد فجرت الزميلة الصحفية والكاتبة أمانى موسى بموقع «الأقباط متحدون» مفاجأة صادمة..إذ رصدت ونشرت عن صفحة «فيس بوك» خاصة بأحد المجندين، ضحايا الفرافرة، وينتمى لحزب الوسط، وصفحته باسم «محمد عبدالنعيم أوكا»، ويبين منها أن المجند «ربعاوى»، يعادى قادة الجيش، وكان حريصاً على كشف هويته، ونشر على الصفحة بيانات سرية «الكمين» بالتفصيل، مع أنها وحدة عسكرية محاطة بالسرية.. لكنه الولاء للجماعة الذى يعلو فوق الوطن.. وهو ما يوجب تطوير سُبل الوقوف على هويات وانتماءات المجندين الجُدد، وضرورة التحرى عنهم أمنياً قبل إلحاقهم بالخدمة العسكرية، منعا لاختراق أى تنظيم إرهابى الجيش، فى ظل هذه الحرب الشرسة مع الإرهاب.. إذ إن الخائن داخل الصفوف أخطر على الأمة كلها من الجيوش المعادية.

لا يفوتنا أن موقعة الفرافرة جاءت بعد أربعة أيام من عملية إرهابية مشابهة تماماً فى توقيتها ساعة الإفطار، وطريقة تنفيذها وتسليح المهاجمين، وجرت فى جبل الشعبانى بتونس، وأسفرت عن مقتل وإصابة 34 جنديا، بالجيش التونسى الذى يتعرض هو الآخر لهجمات إرهابية.. بما يكشف عن مركزية التخطيط الإجرامى لمثل هذه العمليات، والتى تهدف إلى إسقاط الجيوش والشرطة بمصر وتونس، وإظهارها كمؤسسات أمنية عاجزة عن حماية رجالها، وهوما يعنى بالبداهة أن «الإخوان» هم الذين يقفون وراء مثل هذه الجرائم، حتى يسهل لهم الاستفراد والعودة لمقاعد الحكم، أو هكذا يتوهمون.. بما يفرض على حكامنا، مزيداً من اليقظة.. نسأل الله السلامة لمصر.