معركة ميسلون معركة قامت بين قوات المتطوعين السوريين بقيادة وزير الحربية يوسف العظمة من جهة، والجيش الفرنسي، بقيادة هنري جورو من جهة أخرى «زي النهاردة» في 24 يوليو 1920 وتعتبر معركة ميسلون معركة عزة وكرامة خاضها البطل يوسف العظمة الذي كان يعلم أن جيش المتطوعين الذي قوامه 3000 مقاتل ولكنه لم يستطع الصمود طويلا بمواجهة الجيش الجرار الذي كان يقوده جورو الذي كان عدده 9000 جندي ومزود بطائرات ودبابات ومدافع وإمدادت.
ومع ذلك، أراد السوريون ومن حيث المبدأ ألا يتمكن الفرنسيون من احتلال بلدهم بسهولة إذا قدرت الهزيمة للسوريين فكانت معركة ميسلون التي قاوم فيها الجيش ببسالة معركة عزة ومبادئ، وقدر عدد شهداء قوات المتطوعين السوريين بـ400 شهيد و1000 جريح, أما عدد قتلى الجيش الفرنسي 42 قتيل و154 جريح وخاض معركة ميسلون ثلة من علماء دمشق كان أبرزهم الشيخ محمد سعيد برهاني امام وخطيب جامع التوبة في دمشق وشيخ الطريقة الشاذلية
أما عن خلفية المعركة ومقدماتها فتقول أن الأمير فيصل تلقي إنذارا من الجنرال جورو الفرنسي (وكان قد نزل على الساحل السوري) بوجوب فض الجيش العربي وتسليم السلطة الفرنسية السكك الحديدية وقبول تداول ورق النقد الفرنسي السوري وغير ذلك مما فيه القضاء على استقلال البلاد وثروتها، فتردد الملك فيصل ووزارته بين الرضى والإباء، ثم اتفق أكثرهم على التسليم، فأبرقوا إلى الجنرال جورو، وأوعز فيصل بفض الجيش وعارض هذا بشدة وزير الحربية يوسف العظمة ولكن بينما كان الجيش العربي المرابط على الحدود يتراجع منفضًا (بأمر الملك فيصل) كان الجيش الفرنسي يتقدم (بأمر الجنرال غورو) ولما سئل هذا عن الأمر، أجاب بأن برقية فيصل بالموافقة على بنود الإنذار وصلت إليه بعد أن كانت المدة المضروبة (24 ساعة) قد انتهت.
وعاد فيصل يستنجد بالوطنيين السوريين لتأليف جيش أهلي يقوم مقام الجيش المنفض في الدفاع عن البلاد، وتسارع شباب دمشق وشيوخها إلى ساحة القتال في ميسلون، وتقدم يوسف العظمة يقود جمهور المتطوعين على غير نظام، وإلى جانبهم عدد يسير من الضباط والجنود وخرج العظمة بحوالي 3000 جندي إلى ميسلون مسلحين ب(بنادق إنجليزية)، ولم تضم قواته دبابات أو طائرات أو أسلحة ثقيلة.
واشتبك مع القوات الفرنسية في هذه المعركة غير المتكافئة، والتي استمرت ساعات، اشتركت فيها الطائرات الفرنسية والدبابات والمدافع الثقيلة واستبسل المجاهدون في الدفاع وكان يوسف قد جعل على رأس «وادي القرن» في طريق المهاجمين ألغاما خفية، فلما بلغ ميسلون ورأى العدو مقبلا أمر بإطلاقها، فلم تنفجر، فأسرع إليها يبحث، فإذا بأسلاكها قد قطعت.
واستشهد العظمة في معركة الكرامة التي كانت نتيجتها متوقعة خاضها دفاعًا عن شرفه العسكري وشرف بلاده، فانتهت حياته وحياة الدولة التي تولى الدفاع عنها.