أكد سامح شكرى، وزير الخارجية، أن الزيارة التى يقوم بها جون كيرى، وزير الخارجية الأمريكى، للقاهرة تأتى فى توقيت دقيق فى إطار الجهود المصرية والدولية للتوصل إلى وقف إطلاق النار فى غزة على أساس المبادرة المصرية المطروحة والاتصالات المتواصلة التى تقوم بها القاهرة مع الأطراف المعنية كافة، منها السلطة الفلسطينية والفصائل وإسرائيل.
وقال شكرى، فى مؤتمر صحفى مشترك مع جون كيرى، وزير الخارجية الأمريكى، عقب لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، إن مصر تثمن الجهود التى يبذلها كيرى والإدارة الأمريكية تعضيداً للمبادرة المصرية فى غزة، وأشار شكرى إلى توافق الرؤى بين الجانبين بدفع الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى للاستجابة لدعوات وقف إطلاق النار حقنا للدماء وحماية لأرواح الأبرياء والنساء والشيوخ والأطفال.
ودعا شكرى الطرفين إلى تغليب العقل والاستجابة للمبادرة المصرية، والتى حظيت بالتأييد الدولى والإقليمى واسع النطاق، باعتبارها مبادرة شاملة تتضمن من العناصر ما يؤدى ويوفر احتياجات جميع الأطراف.
قال وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى إن الهدف من زيارته للقاهرة هو تأكيد دعم الرئيس الأمريكى باراك أوباما للمبادرة المصرية لوقف إطلاق النار فى غزة، مشيرا أن إلى واشنطن تدعم حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها، فى مواجهة اعتداءات حركة حماس- على حد قوله.
وأعرب كيرى عن شكره لجهود مصر والرئيس عبدالفتاح السيسى، بالتعاون مع واشنطن والأمم المتحدة ودول عديدة لتحقيق هدنة ووقف إطلاق النار فى غزة، وإقرار السلام والاستقرار فى المنطقة، مشيرا إلى أنه لن يجيب عن أسئلة، لأن العمل لايزال مستمرا لتحقيق التهدئة، وهناك عمل آخر يجب إنجازه.
وأشار كيرى إلى أنه بحث مع الرئيس السيسى ووزير الخارجية الوضع فى غزة والإرهاب، والمصالح المشتركة، وعدد من القضايا الإقليمية، من بينها ليبيا، وقال إن الولايات المتحدة تقدم خالص تعازيها للشعب المصرى وأسر ضحايا حادث الفرافرة.
ووجه وزير الخارجية الأمريكى الشكر لشعب مصر على عمله الشاق فى العملية الانتقالية من أجل التأكد من التحول إلى الديمقراطية، وقال: الشعب المصرى تحمل خيارات اقتصادية صعبة ووافق عليها، ودعم رئيسه فى محاولة إيقاف العنف فى غزة، معربا عن تقديره لقيادة مصر فى تحقيق وقف إطلاق النار، لافتا إلى أنه بحث الأزمة مع السيسى والأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، ووزير الخارجية سامح شكرى، والأمين العام لجامعة الدول العربية ومدير المخابرات الفلسطينية، كما أجرى اتصالات فى الأيام الماضية مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطينى محمود عباس أبومازن. وقال: «رغم أن هناك المزيد لتقوم به فى هذا الصدد، فإنه من الواضح أن هناك إطارا لإنهاء العنف، وهو المبادرة المصرية، وعلى مدار أسبوعين رأينا حماس تطلق صاروخا إثر الآخر على إسرائيل وتستخدم شبكة الأنفاق المعقدة لخطف وقتل الإسرائيليين، وما تفعله إسرائيل هو رد فعل وفقا لحقها فى الدفاع عن النفس، ونحن ندعم حق إسرائيل فى الدفاع عن النفس»، مشيرا إلى أن الضحايا هم مئات من المدنيين الأبرياء وشاهدنا المئات يخسرون حياتهم، لذا فإن المجتمع الدولى ونحن نعمل لأننا رأينا سفك دماء أبرياء، بمن فيهم أمريكيون، ونشاهد يوميا نقصا فى الإمدادات الإنسانية لسكان غزة من بيوت وممتلكات، لافتا إلى التزام واشنطن بتقديم 47 مليون دولار من المساعدات الإنسانية، ونعلم أن هناك المزيد الذى يجب القيام به.
وأضاف: «نتفهم أهمية إعادة الإعمار طويل الأمد وعقب إقرار الهدنة نحن مستعدون للمناقشة والعمل على حل تلك القضايا المعقدة التى أدت للأزمة»، مشيرا إلى أن خسارة الأرواح تكسر القلوب، ولا بد من نهاية فورية للعنف، والعودة لاتفاق عام 2012، وتابع: «نعلم أن هذا غير كاف، ولا بد من مفاوضات ومناقشات لبحث القضايا الأخرى العالقة التى أدت للأزمة». وقال: «أمام حماس طريق يمكن أن تمضى فيه وسيكون له أثر على شعب غزة، ومصر قدمت إطارا للحل، لتذهب حماس إلى طاولة الحوار، وأبومازن جاء إلى هنا وتحدث إلى إسرائيل ودول أخرى لتشجيع الشعب على الاتفاق».
وأضاف: «عقدت اجتماعات لبحث الأزمة وأنتوى إكمالها على مدار الأيام المقبلة، لنجد طريقة تنهى العنف وتواجه سبب الأزمة»، هذا ما وصلنا له اليوم، ومن أجل خاطر الآلاف من المدنيين نحن نعرف إلى أين يجب أن نصل، ونأمل أن نصل له قريبا وهو وقف إطلاق النار».
وفور وصول كيرى والوفد المرافق له إلى الاتحادية، تم تفتيشه من جانب أمن الرئاسة بأجهزة كشف المعادن، وأكدت مصادر رئاسية أن هذه إجراءات تفتيش روتينية تتم مع كل الضيوف.