ارتدت مصر السواد، أمس، وودعت 21 شهيدًا من رجال القوات المسلحة اغتالتهم يد الإرهاب فى هجوم غادر بالوادى الجديد، مساء أمس الأول، ليتأكد أن التهديد الإرهابى على الجبهة الغربية لا يقل خطورة عن التهديد على الجبهة الشرقية فى سيناء. وجاء الهجوم ليطرح «أسئلة صعبة» عن كفاءة الاستعدادات لمواجهة جرائم الإرهاب، خاصة أن الموقع نفسه فى نقطة الكيلو 100 على طريق «الفرافرة -الواحات» سبق أن تعرض لهجوم مماثل فى 31 مايو الماضى أسفر عن استشهاد 5 جنود وضابط، قبل أن تتم زيادة قواته إلى سرية كاملة من 25 فردًا، استشهد أغلبهم فى الهجوم الثانى، ورصدت «المصرى اليوم» شهادة عن وصول بلاغ تحذيرى من الهجوم الجديد لم يحل دون تنفيذه.
وأكد عز عبدالرحيم، صاحب شركة سياحية بالواحات البحرية، أنه أخطر جهة سيادية مختصة قبيل وقوع الحادث الإرهابى بـ5 دقائق بوجود سيارتين متوقفتين قبل موقع السرية بـ500 متر، وفى إحداهما أسلحة والأخرى ترفع علماً أسود، حيث رآهما أحد السائقين المتعاملين مع الشركة.
وروى أحد الضباط فى الموقع تفاصيل الحادث لـ«المصرى اليوم»، مؤكدًا أن قائد الكمين الشهيد النقيب محمد درويش، طلب قوات احتياطية لصد الهجوم وصلت إليه بعد نحو ساعة من مكان يبعد 60 كيلو متراً، بقيادة ضابط برتبة رائد استهدفه الإرهابيون أيضًا فور وصوله بقذيفة «آر بى جى»، ما أدى لإصابته بجراح خطيرة.
وقالت مصادر عسكرية إن تنسيقاً يجرى على أعلى مستويات القيادة بوزارة الدفاع لدراسة نقل لواء كامل بأسلحته ومعداته من المنطقة الجنوبية العسكرية إلى المناطق الحدودية الغربية لدعم جهود حرس الحدود.
وأشارت إلى أن مروحيات عسكرية تمكنت عقب الحادث من قصف سيارة تحمل مواصفات السيارات المشاركة فى الحادث، وأطلق مستقلوها أعيرة نارية صوب المروحيات العسكرية التى بادلتها إطلاق النار، وتم تدميرها وقتل من فيها بالكامل، كما تم ضبط أحد المتورطين الذى اعترف بانتمائه لجماعة أنصار بيت المقدس.
وكشفت تحقيقات النيابة العسكرية أن إحدى السيارات المستخدمة فى الهجوم مسروقة من ضابط بحرس الحدود قبل شهرين فى المواجهات التى استهدفت الكمين نفسه.
وكشف مسؤول رفيع المستوى عن أن مجلس الدفاع الوطنى الذى انعقد، أمس الأول، برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسى، شهد مناقشة تقرير مفصل عن الحادث قدمه الفريق أول صدقى صبحى، وزير الدفاع، وتم التأكيد على أهمية زيادة تأمين الحدود المصرية الليبية، والاتفاق على تنفيذ عملية تمشيط كاملة للحدود خلال الأيام المقبلة.
من جانبه، تعهد المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، بمحاسبة الجناة، وقال: «القصاص قادم وعنيف.. ولن يهرب منه أحد».