انتقد الكاتب الأمريكي، ديفيد إجناتيوس، تقاعس الإدارة الأمريكية عن اتخاذ أي رد فعل عنيف مع «داعش»، مشيرا إلى أن المدعي العام الأمريكي، إيريك هولدر، حذر من أن هذا التنظيم يشكل «تهديدا قاتلا»، قائلا إن الرئيس الأمريكي يعاني من بعض أوجه القصور في سياسته الخارجية.
ورأى إجناتيوس ، في مقال نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية تحت عنوان «أوجه القصور في السياسة الخارجية لأوباما»، أن التأخير في صياغة خطة ذات مصداقية لوقف «داعش» يعتبر جزء من القلق الأكبر تجاه السياسة الخارجية التي يتبعها «أوباما».
وأشار إجناتيوس إلى طلب الإدارة الشهر الماضي صرف 500 مليون دولار للجيش الأمريكي لتدريب وتجهيز المعارضة السورية المعتدلة لتحقيق الاستقرار في المناطق المحررة من المتطرفين، معتبرا أن تلك الفكرة جيدة، وتمت بمباركة شخصية من الجنرال مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الأركان الأمريكي، الذي كان يتشكك في بعض المقترحات الأخرى لتدخل الولايات المتحدة في سوريا، ولكن بعد أشهر من التردد، دعم البيت الأبيض تلك الخطة.
وتابع عن المقترح الأمريكي: «ولكن بعد تنصيب البرنامج في الكونجرس، اتفقت الإدارة مع بعض النقاد داخل الكونجرس بأنه لا يزال هناك الكثير من الأمور العالقة، لذا قررت العودة إلى العمل على كيفية تجنيد المتمردين وتدريبهم ونشرهم».
ولكن إجناتيوس اعترض على تأخر تنفيذ البرنامج حتى سبتمر المقبل، قائلا إن «الرئيس أوباما يحتاج إلى تعبئة الحكومة الأمريكية، بعد ما قاله المدعي العام بشأن وجود خطر واضح وقائم، ويحتاج إلى اتخاذ قرار بشأن إتباع استراتيجية معينة وتنفيذها، كما عليه التواصل بشأن خططه بشكل واضح للأمة الأمريكية».
ورأى إجناتيوس أن بعض القلق بشأن سياسة «أوباما» ربما يكون مبالغا فيه، قائلا إن استجابة أمريكا للعدوان الروسي في أوكرانيا كان ثابتا وناجحا بشكل عام، وأضاف أن «قراره بالسعي لتشكيل حكومة وحدة وطنية في العراق قبل شن الغارات الجوية الأمريكية كان صحيحا، وأيضا نجاح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في نهاية الأسبوع الماضي في التوسط في حكومة وحدة في أفغانستان».
واعتبر إجناتيوس أن ما يحتاجه أوباما هو الوضوح والتأثير، وهو ما يتطلب اتباع «أوركسترا الفريق القومي لنوتة موسيقية مكتوبة جيدا مع وجود مايسترو يجيد الحفاظ على سير اللحن».
وقال إجناتيوس إنه إذا تعلق الأمر بالسياسة الخارجية، فإن المايسترو هنا هو مستشار الأمن القومي الأمريكي، سوزان رايس، مضيفا أنها في حاجة إلى مساعدة أوباما لتحسين الأداء في الفترة المتبقية من ولايته الثانية، مع فريقه الحالي أو واحد آخر.
وتابع إجناتيوس: «من الأمثلة على ذلك العلاقة بين الولايات المتحدة وألمانيا.. لقد عرفنا أن الألمان شعروا بالضجر بالكشف عن تجسس وكالة الأمن القومي عليها، وكل ذلك قد يكون سببا أكبر كي تدار أنشطة الاستخبارات الأمريكية أن تدار على نحو فعال من قبل البيت الأبيض».
وشدد المفكر الأمريكي أن إلقاء خطب استراتيجية جيدة كل بضعة أشهر لن يكون كافيا بالنسبة لـ«أوباما»، موضحا أن البيت الأبيض يحتاج إلى التواصل بشأن خططه واتجاهاته كل يوم، باستخدام 100 طريقة، حسب قوله.
واختتم إجناتيوس مقاله بالقول: «يمكنك التعاطف مع وضع البيت الأبيض في عالم فوضوي يتعطش لمقت القيادة الأمريكية، لكن عندما يتعلق الأمر بمصالح الأمن القومي الأساسية للولايات المتحدة الأساسية، كما هو الحال في مكافحة الدولة الإسلامية، أو الحفاظ على أقوى تحالف ممكن مع ألمانيا، فإن البيت الأبيض يجب أن يخترق أي مقاومة يواجهها».