«مغامرة مثل روايات جول فيرن، كاتب الخيال العلمي الشهير»، وصفت بها صحيفة «جارديان» البريطانية مغامرة فابيان كاستيو وفريقه في العيش تحت الماء لمدة شهر كامل، للتأكيد عمليا على أن حياة الجنس البشري ستكون في المستقبل داخل أعماق المياه، بسبب الزيادة السكانية الحالية، وهي النظرية المرعبة التي ينتظرها البشر.
وذكرت الصحيفة أن «كاستيو» حقق رقما قياسيا، حيث عاش تحت الماء في مختبر أبحاث صغير على عمق 63 قدما أو ما يعادل 19 مترا تحت موجات مدينة فلوريدا، وبقى هناك في كابينة محصنة تتبع مركز «فلوريدا كيز البحري» لمدة 31 يوما، للإثبات بالتجربة العملية أن هذه ستكون حياتنا في المستقبل.
وقال «كاستيو»، الناشط في مجال البيئة والأفلام الوثائقية، إن مصير البشر المحتم هو العيش في مدن تحت الماء، نظرا للزيادة السكانية المطردة، مؤكدا أنه يؤمن بما قدمته أفلام الخيال العلمي والروايات الخيالية عن استكشاف الفضاء وعالم الأعماق للمحيطات والبحار، وأن الحياة في قاع البحار أقرب للتحقيق حاليًا من العيش في مستعمرات فضائية كالمريخ.
وأوضح «كاستيو» أنه تواجد في الكابينة تحت الماء لأغراض علمية ولجمع قياسات مناخية، مضيفا أننا في السنوات القليلة القادمة سنشهد مستعمرات تحت الماء، بصورة تجريبية على الأقل.
وذكرت الصحيفة أن «كاستيو» وفريقه العلمي أجروا عددا من التجارب، ورصدوا قياسات تكفيهم، بعد فحصها لكتابة ما يقرب من 10 ورقات علمية، وهي مادة تكفي 3 سنوات من الدراسة.
وقال «كاستيو» للصحيفة: «لدينا الآن رؤية أفضل في مواضيع مثل تغير المناخ والقضايا المتعلقة بالتلوث، ودرسنا سلوك الأخاطيب وأسماك القرش المطرقة وسمكة النسر والإسفنج»، موضحا أنه رأى هجوم أسماك الوقار والبركودة الكبيرة الذي لم يسبق له مثيل من قبل.
وأضاف «كاستيو»: «لاحظنا السلوكيات الحيوانية الجديدة، مستخدمين الحركة البطيئة في التصوير الفوتوغرافي، والتقطنا 20 ألف لقطة للحصول على رؤى جديدة في كيفية التحرك والمطاردة بين الأسماك، ولنعرف أمورا لا يمكن أن ترى بالعين المجردة».
وأوضحت الصحيفة أن مغامرة «كاستيو» شملت التجارب الممتعة الأخرى مثل تكسير البيض في الماء لمعرفة ما يحدث، ووجد أنه يطفو بشكل مخيف، قبل أن يأكله السمك، وكذلك جرب الفريق فتح زجاجة من الكولا التي تم رجها، على سبيل التسلية.
وتابع «كاستيو» أن التجربة كانت تحديا حقيقيا جسديا، ورغم أن الجسم يتكيف مع المحتوى العالي من النيتروجين والمزيد من الضغط، فإن هناك آثارا جانبية مثل فقدان الشعور بالطعم وخدر طفيف، وأن الجسم يحرق 3 أضعاف ما يفعله على الأرض ليبقى فقط دافئًا.
وأشارت الصحيفة إلى أن الفريق عانى من 24 ساعة قاسية حدث فيها عطل في أجهزة التكييف لتصل الحرارة إلى 98 فهرنهايت، و100% رطوبة، لكن رغم كل المخاطر استطاع الفريق أن يجمع ما يحتاج من معلومات ويعود سالمًا.