مثلما كان يحرص والدها على الابتكار متحديا الظروف الصعبة التى تواجهه، سارت روناهى رضا على نفس دربه، فقد اختارت الطفلة، التى لم تتجاوز من العمر 13 عاماً، أن تكون أصغر فتاة فى فرقة تنورة ومولوية تدور بنفس عدد لفات شباب يكبرنها فى العمر بسنوات.
بدأت الفكرة مع روناهى عندما قرر والدها إنشاء أول فرقة للصامتين من ذوى إعاقة السمع والكلام بالمسرح الراقص، وهى الفرقة التى جالت دولا عديدة فى العالم، ثم أنشأ فرقة أخرى لضعاف البصر تحت مسمى «دموع العارفين للفن الصوفى»، وقتها فاجأت روناهى والدها برغبتها فى الالتحاق بفرقة التنورة التابعة لها.
فى البداية رفض الأب طلب روناهى، معللا رفضه بأن رقصة المولوية تحتاج لقدرات جسمانية تفوق قدرات جسدها النحيل، تقول روناهى: «بابا كان دائما يقول لى لازم تاكلى كتير علشان الرقصة دى بتحرق الدهون، فعملولى فى البيت نظام أكل مخصوص، لأنها بتحتاج قوة احتمالية، لإننا بندور فيها عكس عقارب الساعة».
بالرغم من تحذيرات والدها أصرت روناهى على تحقيق رغبتها، وبدأت بالفعل أول تدريباتها فى أوائل العام الحالى، ثلاث مرات أسبوعياً.
الدوار والقىء لم يدفعا روناهى بعيدا عن المجال الذى اختارت اقتحامه، وقالت: «بابا كان خايف عليا لدرجة إنه كان بيحضر كل البروفات معايا، كان دائما يقول لى (مش هتقدرى عليها دى عاوزة مجهود كبير)، بس كان بيشجعنى جدا كل ما يشوفنى طورت من أدائى».
كان حفل الفرقة فى احتفالية «بيت القاضى» لإحياء ليالى رمضان، فى بداية الشهر الكريم، هو أول لقاء لروناهى بالجمهور: «أخيرا اتحقق حلمى بعد 6 شهور تدريب.. عشت حالة من الإبهار فى تجربة ماشوفتهاش بعينى قبل كده، بس كنت خايفة من رد فعل الناس»، هكذا وصفت روناهى إحساسها بعد أن واجهت الجمهور لأول مرة وهو يراقب أداءها، معبرة: «كنت هموت من القلق». حرية الاختيار التى تركها لها والدها منذ بداية التجربة منحتها شجاعة فى مواجهة الجماهير الذين لاقت منهم أطرف تعليقات لم تكن تتخيل أن تسمعها، تقول روناهى: «لأول مرة أشوف ناس بتشكك فيا، دى ولد لا بنت، ومنهم اللى قال لولا الحلق اللى لابساه كنا قلنا دى ولد ولا يمكن تكون بنت».