يعيش الفنان عمرو يوسف هذه الأيام حالة من السعادة والخوف، بعدما حقق مسلسله «عد تنازلى» ردود فعل جيدة، عمرو أكد أن المسؤولية أصبحت كبيرة عليه بعد النجاح الذي حققه العمل، وأن شخصية «سليم» أرهقته ذهنياً وبدنياً، ورفض في حواره لـ«المصرى اليوم» تصنيف العمل على أنه «ساسبنس»، لأنه يقدم دراما متنوعة بين الأكشن والتراجيدى والرومانسى، وأوضح أنه كان مرعوباً من السيناريو والعمل في البداية، وتحمس له لأن إيقاعه سريعاً وأحداثه دسمة، وقال إنه ينتظر عرض فيلمه «التمن» للمخرج هشام العيسوى.. وإلى نص الحوار:
■ متى بدأت قصتك مع «عد تنازلى»؟
- عرض على العديد من السيناريوهات لكتاب كبار ورفضتها لأننى لم أتحمس لها ولم أؤمن بها، وشعرت بأننى لن أضيف لنفسى من خلال هذه الأعمال وقررت عدم خوض أي تجربة لمجرد التواجد، وألا أقبل إلا عملاً جيداً «عاجبنى ومكنش عندى مشكلة إنى ماشتغلش»، وبعد فترة طالت عرض علىّ السيناريست تامر إبراهيم سيناريو «عد تنازلى»، ومع قراءتى الأولى له جذبتنى الحالة واستمتعت بها، ولم أنم حتى قرأت كل حلقاته، وقلت لنفسى هذا هو ما أبحث عنه، وقتها لم يكن للعمل شركة إنتاج تتبناه، وتحمس له أحمد حلمى وإيهاب السرجانى، ورشحنا المخرج حسين المنباوى، وكنت سعيد جداً بالتعاون معه لأنه مبدع ومتميز، رغم أنه يخوض أولى تجاربه الإخراجية، ومن هنا بدأت قصة «عد تنازلى».
■ ما سر تحمسك لهذا العمل دون غيره؟
- لأن إيقاعه سريع جداً، ويحتوى على العديد من الأنماط الدرامية، من تراجيدى لساسبنس وأكشن ورومانسى، من خلال قصة الحب التي تجمع بين سليم وغادة، الشخصية التي تجسدها كندة علوش، وكيفية التحول فيها وتفاعل الجمهور مع ابتعادهما عن بعض، والأكشن من خلال المطاردات، والصراع بين سليم وحمزة، العمل يحتوى على تفاصيل كثيرة، وأرفض تصنيفه على أنه ساسبنس فقط، لأنه عميق في تفاصيله، بعيد عن السطحية، مسلسل دسم ملىء بالأحداث.
■ ألم تخش المسلسل ومن تجسيد شخصية «سليم»؟
- خفت جداً لأن الشخصية بها العديد من التحولات، ومرهقة في أدائها، لكنه يطرح قضايا مهمة، ويبرز مدى تأثير موقف على حياة ليس عائلة فقط ولكن على بلد بأكملها، بالإضافة إلى أن شخصية «سليم» شائكة جداً خاصة في هذا التوقيت، لكنى كنت واثقاً من ذكاء المشاهد وإدراكه أننا نقدم نمطاً ونماذج من الحياة لشخص تعرض لمعاناة في حياته تسببت في تحوله من شخص إلى آخر، وكنت مرعوباً من تحمل مسؤولية بطولة مسلسل لأول مرة في رمضان و«ركبى كانت بتخبط في بعضها» وحسبت كل شىء بدقة حتى يخرج العمل بشكل ممتاز، يتفاعل معه الجمهور ويقدر المجهود المبذول فيه.
■ هل كان لك بعض ملاحظات على الشخصية؟
- في الحقيقة تامر إبراهيم كان جاهزاً، ولم يمنحنى فرصة لإبداء أي ملحوظة، وكتب سيناريو بمنتهى الحرفية والدهاء، لكن كانت هناك بعض اللمسات البسيطة على بعض الجمل أو الألفاظ، نجتمع عليها مع مخرج المسلسل، ويتم تعديلها بالاتفاق، وبمرونة، لأننا جميعاً كان لنا هدف واحد هو النجاح.
■ ماذا عن أصعب مشاهدك في المسلسل؟
- دور سليم كان صعباً، جميع مشاهده متعبة على الصعيدين الجسدى والذهنى، به تمثيل عالٍ وأكشن احتاج منى وقتاً ومجهوداً غير طبيعى، وخاصة مشهد التعذيب داخل المعتقل، ومحاولة الانتحار وتأثيرها النفسى، مشهد قتل أحمد نجل سليم، ومشهد سقوطى من أعلى أحد الجبال، وبصراحة الشخصية لا يمكننى التوحد معها، وسأحتاج لوقت حتى أنساها، نتيجة الإرهاق الذهنى.
■ كيف كانت استعدادك لهذه الشخصية؟
- استعديت للدور من خلال أكثر من محور، أولها أننى تعايشت مع الورق وبدأت أرسم له ملامح، شكله وملابسه في كل مرحلة، وأسلوبه في التعامل مع المواقف، شعرت أنه شخص بسيط دائماً مبتسم ومساعد لكل من حوله، شخص إيجابى جداً، وفجأة يتعرض لمشكلة مع أحد ضباط أمن الدولة، فيتحول وتتغير شخصيته، وكنت أحاول أن أقدمها بشكل مناسب، وبالصدفة قرأت كتاباً مؤخراً يتحدث عن كيفية صناعة الإرهابى، وكيف أنه في بعض الأحيان تكون لديه الرغبة في التحول، وكيف يتم دفعه لذلك، «سليم» ليس إرهابياً، وهو ما سيكتشفه الجمهور في الحلقات المقبلة، سليم يبحث عن الانتقام، واجتمع بأشخاص يساعدونه على ذلك بمبدأ المنفعة المتبادلة.
■ البعض انتقد فكرة الفلاش باك في الأحداث كيف تراها؟ وهل تهتم بردود فعل الجمهور؟
- الفلاش باك كان بشكل سلس وواضح وليس صعباً، ولم يؤرق المشاهد، والحمد لله رد فعل الجمهور يؤكد ذلك، وبالطبع اهتم بآرائهم، لأننى في النهاية أمثل للجمهور وليس لنفسى، والحمد لله بشهادة الكثيرين أن «عد تنازلى» من أهم الأعمال هذا العام.
■ التعاون مع مخرج لأول مرة ألم يكن مغامرة؟
- لم أشغل بالى بهذا الأمر، رغم أننى لم أتوقع أن يقدم «المنباوى» العمل بهذه الجودة، لكنه أبهرنى وفاجأنى وفاجأ الجميع، لكنى أتابعه منذ أن كان مساعد مخرج، ومؤمن بموهبته، وهذه ليست المرة الأولى التي أخوض فيها العمل مع مخرج لأول مرة، وعملت من قبل مع محمد بكير في المواطن إكس وأعتقد أننى محظوظ بهذه التجارب.
■ كيف كانت كواليس التصوير؟ ومتى تنتهى من المسلسل؟
- طارق لطفى وكندة علوش قدما مجهوداً ضخماً، وسيد رجب من الممثلين الذين أبهرونى، استمتعت بكواليس التصوير، وكان العمل يستمر لاكثر من 20 ساعة يومياً، وكلنا كنا حابين التصوير وهو أحد أسرار النجاح، ومن المقرر أن ننتهى منه خلال 10 أيام، وبدأنا تصويره من منتصف شهر فبراير، وكانت كل مشاهده داخل مصر ولم نصور مشهداً واحداً خارجها.
■ هل كانت هناك ضغوط مع أي جهات أمنية؟
- أشكر كل الأجهزة الأمنية التي أتاحت لنا فرصة التصوير في الشوارع، وقدموا لنا مساعدات عديدة، وعرض السيناريو على الجهات الرقابية وقرأوا المسلسل ولم يبدوا عليه أي ملاحظات.
■ كيف ترى الخطوة المقبلة بعد «عد تنازلى»؟
- ليس لدى توقعات وأفضل أن أركز في كل خطوة على حدة، ولم أدرس خطوتى المقبلة، ربنا بيوفقنى منذ 5 سنوات، وسأتمهل في كل شىء، لأننى لا أقبل المغامرة ولن أتراجع عن المستوى الذي قدمته.
■ كيف ترى المنافسة هذا الموسم وهل تتابع أعمال غيرك من الفنانين؟
- بعيداً عن المنافسة، أفضل العمل وأن أجتهد جداً وأترك الباقى على الله، ومؤمن بأن الله لن يضيع مجهودى، وغصب عنى لا أستطيع متابعة أعمال زملائى لأننى مشغول في التصوير، الغيرة في الفن جيدة تدفعك وتحمسك لتقديم الأفضل.
■ ما رؤيتك لوضع الدراما هذا العام؟
- الدراما التليفزيونية تأثرت بالثورة تأثيراً إيجابياً وارتفع مستواها بشكل ملحوظ السنوات الماضية، عكس السينما التي عانت السنوات الأخيرة.
■ برأيك هل سحب التليفزيون البساط من السينما؟
- التليفزيون برىء من هذه التهمة، والسينما عائدة بقوة خلال العامين المقبلين، وعن نفسى انتهيت مؤخراً من فيلم «التمن»، وسيعرض في برلين قريباً، وبعدها يعرض في مصر وهو من الأعمال الجيدة للمخرج هشام العيسوى، إنتاج شريف مندور، من تأليف أمل عرفة، ويشاركنى البطولة صبا مبارك وصلاح عبدالله وعبدالعزيز مخيون، وبالنسبة لفيلم رسالة حب مع الأستاذ داوود عبدالسيد، تم تأجيله لفترة ولم نحدد موعداً بدأ تصويره.
■ هل يمكن أن تعود إلى كرسى المذيع؟
- خطوة ليست في حساباتى ومؤجلة لحين إشعار آخر وتركيزى حالياً في التمثيل فقط.