التقى جمهور معرض فيصل للكتاب الذي تقيمه الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة د.أحمد مجاهد، بأرض الهيئة بشارع فيصل، مع الفنان الكبير محمود حميدة في لقاء مفتوح حول مشواره الفنى. وشهد اللقاء الذي أدره «مجاهد» تكريم «حميدة» وأهداءه درع هيئة الكتاب.
بدأ اللقاء بفيلم تسجيلى يتضمن سرد لمشوار حياته مع عرض لقطات من أبرز أعماله الفنية. وتحدث بعدها «مجاهد» قائلا: «قد تعرفون عن الفنان محمود حميدة أكثر مما أعرف فالمعرفة ليست بالتواريخ والأرقام إنما المعرفة بالوصول إلى القلب، ومحمود حميدة استطاع أن يصل إلى قلوب جمهوره، وإلى جانب أنه فنان كبير فهو مثقف كبير أيضا وكلنا نعلم ولعه بأشعار فؤاد حداد، وهو ممثل سينمائى يؤمن برسالة السينما ولذلك انشأ مجلة الفن السابع، وقام بتجربة انتاج فيلم (جنة الشياطين)».
وبدأ «حميدة» حديثه قائلا: «مجلة الفن السابع لم تكن فكرتي، وإنما فكرة هيئة التحرير وكان من المفترض أن يكون معى خمس شركاء ثم انسحبوا وقمت باستكمال المشروع وحدي، وأرى ان السينما يجب أن يكون لها مجلة تعلن عن الصناعة نفسها، وكنت مهتم فقط بهذا الموضوع، وقررت تمويلها من الألف إلى الياء، وهو ما أدى إلى توقفها نظرًا لعدم وجود شركاء إضافة إلى رفضهي قبول نشر إعلانات للسجائر والخمر، بقيمة 40 ألف دولار شهريًا».
وتابع: «لا أحب العمل في التليفزيون، لأنه يعمل على محو الوعى النقدي لدى المشاهد، لذا أطالب بعمل قانون انشائي متخصص في صناعة السينما، واتحاد للمنتجين، لأن قانون الصناعة هو المسؤول عن توصيف الوظائف، ولولا القانون ستظل السينما في حالة تدهور، كما أن نجومنا قديما كانوا مشهورين في الصين وروسيا، وفن السينما صناعة في المقام الأول وصناعة السينما في الستينيات كانت كبيرة جدًا، وهناك منتجين لا نعرف عنهم شئ الآن لأن لهم تجربة واحدة».
وعن علاقة المخرج بالممثل وأثر المخرجين على مهنته كفنان، قال «حميدة»: «أنا شخص تعلمت التمثيل قبل دخولي للسينما ولدي معلومة أن المخرجين عندهم قصور في تعليم الممثل من حيث المعرفة العلمية وهذا ما يسمى بفن توجيه الممثل ولم يدرسه أحد عندنا. وعندما تعاملت مع المخرجين تعاملت مع كل مخرج على قدره وأفهم ما يريده وأعطيه له وتعاملت بسلاسة شديدة ولم يحدث مشاكل كثيرة إلا فيما يتعلق برسم الشخصية العام .
وعن الرقابة على المصنفات الفنية قال «حميدة»: «مفهوم الرقابة الرسمي غير مفهوم، ويجب التفرقة بين مفهومها الرسمى ومفهوم الرقابة في العرف العام لأننا تربينا على تقاليد معينة. ولاتوجد صناعة سينما أو صناعة فيديو بدون رقابة رسمية وإن كانت غير معلنة والرقابة يجب أن تكون متفهمة طبيعة العمل، ويبقى الحق كامل للسيد الجمهور عام أو متخصص أما صانع القطعة الفنية فعليه أن يصمت».
وعن ثورة 25 يناير قال: «لا نعلم كيف قامت، أولادنا هم الذين قاموا بها و18 يوم ثورة لا مثيل لهم في التاريخ، خاصة أن تلك الأيام أخرجت أنبل ما في المصري لكن بعد ذلك حدث العكس، لم نكن نعرف أولادنا ولا نعرف آمالهم ولا أحلامهم وقلت وقتها أن من هو فوق الخمسين عليه أن يصمت ولا يتحدث عن الثورة، وقد عشت عهد ثورة عبدالناصر وبها بذور الفساد الاجتماعي والسياسي وفي عهد السادات ظهر هذا الفساد ثم عهد مبارك الذي ترعرع فيه الفساد وأصبحنا نتنفسه فظننا أننا صالحون».
واختتم حديثه قائلا: «احرصوا على تعلم اللغة العربية فإذا لم نتعلم هذا اللسان فلا صلاح لنا، اللغة وعاء للفكر ووسيط بين البشر ولا سبيل لفهم ما تقوله وما تقرأه إلا بتعلم اللغة العربية».