أكد الكاتب البريطاني، روبرت فيسك، أن الإعلام لا يخبرنا دائماً عن الفشل في «إحراز» تقدم في الشرق الأوسط، وأنه حينما تتعلق التغطية الإعلامية بغزة أو إسرائيل أو لبنان أو إيران، فإن التاريخ دائماً ما يعيد نفسه كما لو كانت الأحداث بدأت بالأمس فقط، أو الأسبوع الماضي.
واعتبر فيسك في مقاله بصحيفة «اندبندنت»، الاثنين، أن الصحفيون يعانون من فقدان «الذاكرة المؤسسية». ونقل فيسك عن وكالة «أسوشيتيد برس» الأمريكية في أحد تقريرها نموذج للقصص المكررة عن الحرب في غزة، وهي أن «إسرائيل تتجاهل الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار، وأكدت أنها لن تتوقف عن الاعتداء علي غزة حتى يتحقق السلام والهدوء في البلدات الإسرائيلية الجنوبية الواقعة علي خط إطلاق الصواريخ الفلسطينية، فيما توجهت الوفود العربية إلي مجلس الأمن في نيويورك، وحثت الأعضاء على اعتماد قرار يدعو إلى وضع حد فوري للهجمات الإسرائيلية ووقف إطلاق نار دائم».
وأوضح الكاتب البريطاني أن الأمر الغريب أن لا أحد يذكرنا بأن «المذبحة» التي تحدث اليوم، في إشارة إلي أزمة غزة، هي «إعادة فاحشة» من الجانبين لما حدث من قبل.
وأشار إلي أن المؤرخ الإسرائيلي اليساري، إيلان بابيه، سجل كيف رصدت منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية (بيتسليم) يوم 28 ديسمبر 2006 أن هذا العام شهد مقتل 660 فلسطيني، أغلبهم في غزة، من بينهم 141 طفل، ومنذ عام 2000 قتلت القوات الإسرائيلية نجو 4 آلاف فلسطيني وأصابت 20 ألف.
وأكد فيسك أن هذا التاريخ لم يرد له ذكر نهائياً في أي من التقارير الأخيرة عن «المذبحة»» في حرب غزة. وقال فيسك: «إن الأمر متعلق بالطريقة التي تريد منا الجيوش والحكومات أن نفكر بها فيما يفعلون، أو أن ننسى»، وأشار إلي أن الأمر متعلق بـ«تغطية تاريخية»، واقتبس تعبير الصحفية الإسرائيلية، أميرة هاس، بأن الأمر متعلق بـ«مراقبة مراكز القوى».