«نساء المتعة» في كوريا الجنوبية تقاضين حكومتهن لاستخدامهن كعاهرات للجنود الأمريكيين

كتب: رويترز الإثنين 14-07-2014 12:29

رفعت نساء كوريات جنوبيات قضايا تعويض على الحكومة، واتهموها بإجبارهن على العمل في تجارة الجنس للجنود الأمريكيين إبان الحرب العالمية الثانية، وطالبن بالتعويض.

وإحدى تلك النساء هي، شو ميونج جا ، التي هربت من منزلها في كوريا الجنوبية، عندما كانت مراهقة خوفا من تعنيف والدها وضربه لها في أوائل الستينات، لكنها سرعان ما وجدت طريقها إلى حي الدعارة في بلدة كانت تستضيف حامية عسكرية أمريكية كبيرة.

فبعد هربها من منزل ذويها باعها قوادها إلى واحد من المواخير التي تصرح لها الحكومة بتقديم الخدمات الجنسية للجنود الأمريكيين.

وقالت «شو» (76 عاما) «كانت حياة صعبة وكنا نصاب بالأمراض»، في مقابلة في غرفتها التي تسودها الفوضى في كوخ خارج معسكر «همفريز» العسكري الأمريكي جنوب العاصمة سول.

ولكن في 25 يونيو الماضي، وبعد 64 عاما من اندلاع الحرب الكورية، انضمت «شو» إلى مجموعة من 122 إمرأة من اللواتي ما زلن على قيد الحياة ورفعت معهن قضية على حكومتهن لاستعادة كرامتهن الإنسانية والتعويض المناسب.

وتعد هذه القضية مسألة محرجة للحكومة الكورية الجنوبية، التي دفعت اليابان إلى التعويض بشكل مناسب لما وصفته بأنه فظاعات الحرب العالمية الثانية، ومن ضمنها إجبار النساء، غالبيتهن كوريات، على العمل في تجارة الجنس لجنودها.

وتزعم تلك النساء أن الحكومة الكورية الجنوبية دربتهن، وعملت مع القوادين على إدارة تجارة الجنس خلال الستينات والسبعينات للجنود الأمريكيين كما شجعت النساء على الدعارة وانتهكت حقوقهن.

وأودعت القضية في محكمة سول المركزية، وترد فيها الاتهامات ضد الحكومة والمطالبة بتعويضات قدرها 10 ملايين وون (9800 دولار أمريكي) لكل مدعية.

وقال متحدث باسم القوات الأمريكية في كوريا الجنوبية تعليقا على القضية «إن قواتنا لا تتسامح على الإطلاق في قضايا الدعارة والاتجار بالبشر. إن هذبن الأمرين قاسيان ومهينان ولا يتفقان مع قيمنا العسكرية الأساسية».

وسعت الحكومة الكورية الجنوبية بشتى الطرق في الستينات لإبقاء الجنود الأمريكيين بعد حرب مدمرة ولكن غير محسومة مع جارتها الشمالية وأرادت من النساء أن يقمن بدورهن «كمواطنات» و«دبلوماسيات مدنيات».

غير أن الألقاب التي تبدو فاضلة في ظاهرها لم تكن تؤثر كثيرا على حياتهن الفعلية.

وقالت النساء إن «القوات الكورية الجنوبية أجبرتهن على الخضوع لفحوص دورية مذلة للكشف عن الأمراض المنقولة جنسيا، وكانت تحتجزهن بشكل انفرادي إذا ما ثبت إصابتهن بها حتى تصبحن جاهزات للعمل من جديد».

وبعد تلك الفترة تركت النساء ليتدبرن أمرهن ويعشن في فقر مدقع، بجانب اتهامهن بأنهن كن يعملن «مومسات» في حين تستمر المئات منهن في العيش حول القواعد العسكرية في كوريا الجنوبية وتعانين من العوز والمرض.