نجاح أحمد شاكر عبداللطيف فى تقديم بعض الشخصيات فى أعمال السير الذاتية، كان آخرها فريد الأطرش فى «أسمهان» دفع المخرجة إنعام محمد على لإسناد شخصية على مصطفى مشرفة إليه لتقديمها فى مسلسل «مشرفة.. رجل من هذا الزمان»، الذى يعرض فى رمضان.. وفى هذا الحوار يتحدث شاكر عن تجربته فى تجسيد شخصية العالم المصرى رغم قلة المتاح عنه وصعوبة أدائها، واعتذار عدد كبير من النجوم عن عدم تقديمها.
■ كيف استعددت لشخصية مثل العالم الكبير مصطفى مشرفة؟
- الشخصية ليست معروفة لدى الناس، لذا قرأت عددا من الكتب، منها كتاب لمشرفة نفسه وآخر لأخيه، كما راسلت هيئة الـBBC لمشاهدة أعمال عن العلماء لأعرف طريقة تعاملهم وأدائهم، خاصة أن شخصية العالم دائما تقدم فى أعمالنا كشخص «منكوش» الشعر وملابسه «مبهدلة»، فأرسلت لى عدة أفلام، والتحضير للعمل استمر عاماً حتى نصل إلى كل تفاصيل السيناريو والأماكن التى عاش بها، والحقيقة أن أعمال السيرة الذاتية هى التى تصنع تاريخاً للممثل، والدليل أن أحمد زكى حرص على تقديم ثلاثة أعمال من هذه النوعية اختتم بها مشواره هى «ناصر 56» و«أيام السادات» و«حليم».
■ لكن ملامح وجهك بعيدة عن «مشرفة».
- حاولت المخرجة حل مشكلة تقارب الشكل عن طريق الشنب وتسريحة الشعر، حيث أخضع يومياً ولمدة ساعة كاملة للماكيير، إلى جانب نصف ساعة لتصفيف الشعر. وقد رفضت استخدام «باروكة» لسهولة كشفها، والصعوبة فى «مشرفة» ليست فى الشكل بل فى ضرورة أن يصدق الجمهور الشخصية حتى لا يتحول العمل إلى برنامج تعليمى.
■ المسلسل رشح له أكثر من ممثل ورفضه.. لماذا قبلت تجسيده؟
- بعد نجاح مسلسل «أسمهان» تحدثت معى المخرجة إنعام محمد على عن تقديم الشخصية، ترددت فى البداية لكنها طمأنتنى بتأكيد ثقتها فى أدائى وموهبتى، وأن من يجسد الشخصية يجب أن يجيد الإنجليزية والغناء والموسيقى وأن يكون مثقفاً يقدر قيمة العلم، وهذه المواصفات توافرت لى، والحقيقة أشعر بعبء كبير جداً فى هذا العمل لأننا نقدمه بعد سنوات طويلة من الصورة النمطية التى تسفه العلم والعلماء من خلال الأفلام والمسرحيات، وهناك نجوم كبار كانت مسوغات نجاحهم الاستخفاف بالعلم والعلماء، فى حين كان «مشرفة» رجلاً محباً للموسيقى وعلاقته بعبدالوهاب غيرت مسار الأخير، كما كانت له علاقة وطيدة مع طه حسين ولم يقل عنه ثقافة، وكانت له علاقات رومانسية، فبعد حبه لسيدة إنجليزية فضل الزواج من مصرية واحتضن إخوته وعلمهم بعد وفاة والديه وهو فى عمر 11 عاما. فالعمل ليس جافا كما يتصور البعض، وسأكون سعيدا حين يتأثر شاب مصرى بمشاهدة العمل ويصبح عالما.
■ عند ترشيحك للعمل.. هل توقعت نجاح تسويقه للقنوات الفضائية؟
- توقعت عدم تسويق المسلسل لأننا عندما بدأنا التحضير له فى «مدينة الإنتاج»، كان هناك تصور بأنه لن يباع لأنه عمل قومى، لذا تنازلت عن نصف أجرى احتراماً لتصدى المدينة لتقديم عمل قومى، كما أن المخرجة طلبت منى أن أكون شريكاً معها فى العمل وأن أتبناه، بدلا من أن أكون مجرد ممثل وخلاص. والغريب أن العكس حدث، فالمسلسل حتى الآن الأكثر تسويقا بين 6 أعمال تنتجها «المدينة» هذا العام، وقد تم تسويقه لـ 8 قنوات هى دريم والحياة وبانوراما دراما والتليفزيون المصرى والظافرية و«art» والكويت وقطر.
■ هل تعاونت أسرة مشرفة معكم؟
- تقابلنا مع سلوى ابنة «مشرفة» التى أخبرتنا أنها لا تعرف شيئا عن والدها، وقالت لنا «أنتم من خلال القراءة تعرفون عنه أكثر منى لأنه توفى وعمرى 3 سنوات، ولكن والدتى كانت سيدة (شيك) جدا فيجب أن تظهر بهذا الشكل»، أما ابن شقيقه الدكتور عادل مشرفة فقد تعاون معنا ولم يطلب أى مبالغ مادية لتقديم العمل، وتولى تصحيح المفاهيم العلمية والأخطاء والمعادلات وإطلاعنا على صور العائلة، والتى استفاد منها مهندس الديكور بدر تيسير فى بناء ديكور مميز.
■ تقديمك لعمل فى رمضان يجعلك فى منافسة مع النجوم الكبار.. فهل يقلقك هذا؟
- بالعكس النجوم الكبار هم أول من احتفوا بى بعد نجاح دور فريد الأطرش أكثر من أبناء جيلى وشهادة نور الشريف عند ظهوره فى برنامج «البيت بيتك» عن تقديمى شخصية الأطرش وسام على صدرى.