«ميركل» و«دي كيرشنر» و«روسيف».. «النساء يصلن النهائي»

كتب: غادة غالب الأحد 13-07-2014 15:03

لأول مرة في التاريخ، وفي مفارقة غريبة تجتمع ثلاث من أقوى النساء على الأرض في ملعب كرة قدم.

ثلاث من أقوى النساء على الأرض لديهن اليوم الفرصة للاجتماع بل والتنافس في ملعب «ماراكانا» في ريو دي جانيرو، بالبرازيل حيث أكبر حدث رياضي وهو نهائي كأس العالم لكرة القدم.

وذلك بعد وصول منتخبي ألمانيا والأرجنتين إلى نهائي البطولة، حيث ستجلس في المنصة الشرفية الألمانية آنجيلا ميركل، والأرجنتينية، كريستينا فرنانديز دي كيرشنر، وبينهما سيدة حزينة وهي البرازيلية ديلما روسيف.

ألمانيا والأرجنتين والبرازيل، 3 دول تتقاسم أشياء كثيرة، لعل أبرزها حاليًا، كون منتخباتها نجحت في العبور إلى الدور نصف النهائي من بطولة كأس العالم المقامة حاليًا في البرازيل، لكن عاملًا مشتركا يجمعها بالصدفة، وهو أن نساء يتولين القيادة في كل منها.

تستضيف البرازيل، البطولة في ظل حكم رئيستها ديلما روسيف، 67 عامًا، والتي فازت في الانتخابات الرئاسية 2010، لخلافة لولا دا سيلفا، الذي حطم الرقم القياسي في نسبة تأييد لرئيس حين مغادرته السلطة، نظرًا لسياساته الاقتصادية التي قفزت بالبرازيل، اقتصاديًا، ما دعا السياسي اليساري إلى أن يرى في الوزيرة وخبيرة الاقتصاد ورفيقة النضال القادمة من أقصى اليسار، والتي نجت بأعجوبة من الموت بالسرطان روسيف، أفضل من يخلفه في منصبه.

وواجهت «روسيف» غضبًا شعبيًا جارفًا ومظاهرات كبيرة لإصرارها على استضافة المونديال وإنفاق الملايين عليه، لكن وفقا لمصادر إعلامية، فشعبية «روسيف» بدأت تزداد بشكل طفيف منذ بدء البطولة، لكن خروج المنتخب البرازيلي أثر عليها بالسلب، وسرعان ما استغل معارضوها الهزيمة بشكل سياسي للإطاحة بها، منددين بالملايين التي أنفقت دون جدوى.

لاتينية أخرى تقود بلادها، هي المحامية الأرجنتينية، كريستينا فرنانديز دي كيرشنر، 61 عاما، وتتشارك مع نظيرتها البرازيلية في 3 أشياء، أولها أنها جاءت خلفًا لرجل قوي، والثانية أن السرطان هدد حياتها، والثالثة كونها أول رئيسة منتخبة لبلادها.

وفازت «دي كيرشنر» برئاسة الأرجنيتن في 2007 متقدمة على سيدة أخرى زاحمتها في الانتخابات، وانتخبت بعد زوجها الرئيس السابق نيستور كيرشنير، الذي توفي بعد 3 سنوات على رئاستها، فقررت أن تلبس الأسود إلى الأبد.

وأعلن عن إصابة «دي كيرشنر»، بالسرطان في أواخر 2011، لكن عملية جراحية أظهرت أنها مصابة بورم حميد لا يحمل خلايا سرطانية.

واعتذرت «دي كيرشنر»، عن حضور المباراة النهائية لمنتخب بلادها أمام ألمانيا في نهائي كأس العالم، وذلك بسبب المرض، برغم اجتماعها مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الذي يزور بوينوس آيرس في البرازيل، ووفقا لمصادر إعلامية، فإنها لا تريد وضع نفسها في مشهد محرج بهزيمة فريقها، وأن توصف بالنحس، في الوقت الذي تواجه فيه مشاكل داخلية كبيرة بسبب تراجع الوضع الاقتصادي.

وتدرك «دي كيرشنر» أن هزيمة المنتخب ستجلب عليها مشاكل سياسية كثيرة وسيستغلها معارضوها في شحن الرأي العام ضدها، فالجميع يعلم أن الجو العام في الأرجنتين لا يتحمل أي مشكلة أو إحباط جديد.

وتحتاج «دي كيرشنر»، إلى أن ينتزع ميسي وأصدقاؤه كأس العالم بأي ثمن، لأن هذا يمنح الأرجنتينيين التفاؤل التي تحتاجه «دي كيرشنر»، ليصمت الشعب عن المشاكل الاقتصادية للبلاد ولتعزيز مكانة الحزب الحاكم.

وتعرف «دي كيرشنر» أن مسؤولية «ميسي» ورفاقه تتجاوز الأرجنتين إلى الدفاع عن الكرامة الكروية لأمريكا اللاتينية بعد انهيار السقف على البرازيل وخروج كولومبيا وتشيلي والمكسيك وكوستاريكا، فالمسؤولية أكبر من نيل كأس عالم ، كما يأمل الشعب الأرجنتيني في تحقيق الثأر من الألمان الذين توجوا بلقب 1990 على حسابهم، بعد أن خسروا نهائي 1986 أمام دييجو مارادونا ورفاقه.

أما ألمانيا، فهناك أنجيلا ميركل عالمة الفيزياء، وابنة أحد رجال الدين، وأول سيدة تصبح مستشارة، أي رئيسة وزراء بصلاحيات تنفيذية واسعة، وباتت بصماتها واضحة، وشعبيتها في ارتفاع، وانعكس ذلك على النتائج التي يحققها حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي تترأسه.

وتدخل الزعيمة الألمانية، 60 عاما، عامها الـ14 في قيادة أقوى اقتصاد أوروبي، بثبات ونجاح، متصدرة قائمة أقوى النساء تأثيرًا في العام 5 مرات متتالية.

ولا تتردد «ميركل» في التعبير عن رغبتها في نيل الكأس، وهو موعد يتزامن مع عيد ميلادها الـ60، والتأكيد على أن ألمانيا ليست مجرد اقتصاد قوي وتأثير في السياسة العالمية، لكنها تفرض سطوتها على الكرة في أوروبا والعالم.

وربما لا تنطبق مقولة «وراء كل رجل عظيم امرأة» على هذه الحالات، بل قد تكون عبارة «وراء كل بلد عظيم امرأة» أكثر توصيفًا لحالة البلدان الـ3، وفي الوقت الذي ننتظر فيه النتيجة الحاسمة هذه الليلة، وفيها سيسجل التاريخ اسم المنتخب الفائز بالكأس، سيتوج معه اسم سيدة الأرجنتين أو ألمانيا «دي كيرشنر» أو «ميركل».