منافسة شرسة شهدتها ملاعب البرازيل بمونديال 2014 لم تقتصر فقط على أقدام ورؤوس لاعبي المنتخبات الـ32، بينما كانت هناك منافسة لا تقل قوة خارج الخطوط عبر المدربين، سواء في الخطط والإبداعات التكتيكية أو لقوة الشخصية، ورغم الأرقام القياسية العديدة التي تحققت على أراضي السامبا سواء على صعيد التهديف أو عدد المشاركات للاعبين والمنتخبات، كان هناك رقم أسطوري تم تعزيزه بإنجاز جديد وهو المدرب الوطني الذي نال كل ألقاب بطولات كأس العالم منذ انطلاقها عام 1930.
وبالعودة إلى أول بطولة كأس عالم شهدتها اللعبة الأكثر شعبية، وذلك على أراضي أوروجواي، تمكن أصحاب الأرض من الحصول على اللقب تحت قيادة فنية محلية مع المدرب ألبرتو سوبيسي، وفي مونديالي 1934 و1938، حقق المنتخب الإيطالي اللقب مع مدربه فيتوريو بوزو، وعاد منتخب أوروجواي للفوز باللقب مرة أخرى عام 1950 مع المدرب المحلي خوان لوبيز.
ويأتي المنتخب الألماني عام 1954 ويحقق أول ألقابه تحت قيادة سيب هيربرجر، ومن بعدها البرازيل في مونديال 1958 وتحصد اللقب مع المدرب فنسنت فابيولا، وبعد مرور 4 أعوام يتمكن راقصو السامبا من إحراز لقب جديد تحت قيادة المدرب إيمو موريرا، وفي عام 1966 يحرز منتخب إنجلترا لقبه الوحيد تحت قيادة الإنجليزي ألف رامسي.
ويعود المنتخب البرازيلي ليسجل ثالث ألقابه مع كأس العالم تحت قيادة ماريو زاجالو عام 1970، بعدها يقود المدرب الوطني هيلموت شون الماكينات الألمانية لثاني ألقابها عام 1974، ويأتي ثم المدرب الأرجنتيني سيزار لويس ميونتي، الذي اعتلى بمنتخب بلاده منصة التتويج عام 1978، قبل أن يحرز الأزوري لقب عام 1982 تحت قيادة إنزو بيرزوت.
وفي عام 1986 فاز المنتخب الأرجنتيني بلقب البطولة مع مدربه كارلوس بيلاردو، ثم الألماني فرانز بيكنباور مع الماكينات عام 1990، ليأتي بعد ذلك البرازيلي كارلوس ألبرتو بيريرا، الذي توج بلقب المونديال مع السيليساو للمرة الرابعة عام 1994، ليظهر الديوك الفرنسية عام 1998 ويحصدون اللقب تحت قيادة إيمي جاكيه، ويعود بعدها راقصو السامبا بآخر ألقابهم عام 2002 تحت قيادة المدرب الحالي لويس فيليب سكولاري، قبل حصول الإيطالي مارشيللو ليبي على لقب مونديال 2006 مع الأزوري، ثم المخضرم فيسنتي ديل بوسكي على لقب مونديال 2010 الأخير بجنوب أفريقيا مع الماتدور الإسباني.
ويأتي مونديال 2014 بالبرازيل، ومعه 18 مدربًا وطنيًا قدم أغلبهم عروضًا قوية خلال البطولة، وتمكن 6 منتخبات منهم من الوصول إلى دور الثمانية، هى فرنسا وألمانيا والبرازيل وبلجيكا والأرجنتين وهولندا، ومن بعد ذلك تكملة المشوار إلى دور نصف النهائي ليكون تحت قيادة فنية وطنية خالصة بين منتخبات الأرجنتين وهولندا والبرازيل وألمانيا.
وبفوز المنتخب الألماني التاريخي على البرازيل بسبعة أهداف لهدف، وتفوق الأرجنتين على طواحين هولندا بركلات الترجيح، تتجه أنظار العالم إلى نهائي مثير للمونديال بعقول وطنية، حيث يدرب الماكينات الألماني يواخيم لوف، ويدرب راقصي التانجو الأرجنتيني أليخاندرو سابيلا، ليكون بانتظارنا مدرب وطني جديد يعتلي منصة التتويج حاملًا كأس أكبر وأقوى بطولة على وجه الأرض.