لله در السيد حسن نصر الله، أبو الشهيد، لم يعز ابنه (هادى) على الشهادة، فى نعيه وقف نصر الله مهيباً قائلًا: «إننى أشكر الله سبحانه وتعالى على عظيم نعمه، أن تطلع ونظر نظرة كريمة إلى عائلتى فاختار منها شهيدا»، «نحن لا نوفر أولادنا للمستقبل.. نفخر بأولادنا عندما يذهبون إلى الخطوط الأمامية.. ونرفع رؤوسنا عاليا بأولادنا عندما يسقطون شهداء».
وضرب نصر الله مثلا، عجبا لماذا يضن قادة حماس بأنفسهم وأبنائهم وأحفادهم عن الجهاد.. ولا يترجون الشهادة؟.. لم نر وجه أحدهم حتى معفرا بالتراب على الخطوط الأمامية، لم نسمع عن آيات من جهاد ابن مشعل، ولا قبس من بطولات ابن هنية، ولا ورد اسم ابن الزهار فى قائمة الفخار، شهداء أحياء عند ربهم يرزقون، اختفوا وأولادهم وأحفادهم، وتركوا الغلابة فى مهب ريح إسرائيلية صرصر عاتية.
ونعم القادة، يتواصون بالهرب، شايلنكم لعوزة، ليس سرًا أن غالبية ضحايا الجرف الإسرائيلى من الغلابة الصامدين الذين لا يدرون من أمر أنفسهم شيئا، أما القادة فهم غائبون ميدانيا، هاربون من أرض المعركة، يناوشون من بعيد لبعيد بطلعات صحفية عنترية ذراً للرماد فى العيون، يتنادون على الجهاد فضائيا، وينسون أنفسهم ساعة الوغى.
قادة حماس بترتيب خاص، وبحرس خاص، كل منهم يلقى كلمة فى العزاء المنصوب، ويغادر مسرعا إلى فندق يأويه، يستحم، دش دافئ برغاوى الصابون مستورد، ومزيل عرق، وعطر من زيت المسك، ومسواك من فاخر الأنواع، والفطور على تمر قطرى، يدوب فى الفم دوب، وسحور بزبادى خالى الدسم لزوم الدايت، وبعدها يبدأ الجهاد إلكترونيا، يشيّر صور الضحايا غارقة فى دمائها، تتصعد أرواحها إلى السماء صائمة، يغرد، يتوت، يدون، ويلقح جتته على الجيش المصرى، ولا ينسى الدعاء ساعة الفطور لإخوانه فى مصر بالثبات فى وجه جيش مصر!!.
راجع أسماء ضحايا الإجرام الإسرائيلى، لن نجد حرفا يشير إلى مشاركة، أو جرح، أو حتى استشهاد ابن أو ابنة أو حفيد أو حتى شخص يمت بصلة قرابة ولو من بعيد لأى من قيادات حماس، لا نتمنى لهم شراً ولكن.. الأقربون أولى بالمعروف، الأولاد أولى بالجهاد، الأحفاد أولى بالشهادة، نفخر بأولادنا عندما يذهبون إلى الخطوط الأمامية، ونرفع رؤوسنا عاليا عندما يسقطون شهداء.
ليتها وقفت على غيبة الأولاد والأحفاد، هروب القيادات من أرض المعركة أصبح طقسا لا تخطئه عين، فين هنية، فين الزهار، معلوم مشعل فى الدوحة عند موزة.. الله يرحم الشهداء المجاهدين وإمامهم الشيخ ياسين، كانوا طالبى شهادة ليسوا طالبى هدنة من تل أبيب.