«زي النهاردة».. سقوط عكا في قبضة الصليبيين

كتب: ماهر حسن السبت 12-07-2014 07:45

اشتهرت عكا بتحصيناتها التي استعصت على كثير من الجيوش التي أرادات الاستيلاء عليها فلم يستطع نابليون بونابرت الاستيلاء عليها أثناء الحملة الفرنسية وعكا مدينة فلسطينية على ساحل البحر المتوسط شمالي فلسطين وعلى بعد ٩٥ كيلومتراً من وهى مدينة قديمة جدا ورد ذكرها في التوراة وغزاها ذو القرنين والفرنج.

ويرجع المؤرخون تأسيسها إلى الألف الثالثة قبل الميلاد على يد القبائل الكنعانية التي أطلقت على المدينة اسم «عكر» أي الرمل الحار، وفى العهدين الرومانى والبيزنطى كانت أهم موانئ البحر المتوسط، وفى ٦٣٦ وصلها الفاتحون المسلمون بقيادة شرحبيل بن حسنة وفى ولاية معاوية لبلاد الشام في عهد عثمان بن عفان وضعت نواة الأسطول الإسلامى، حيث بُنى حوض لبناء السفن، وحقق هذا الأسطول انتصارًا شهيرًا في معركة ذات الصوارى الشهيرة وفى ١٢ أكتوبر ١١٨٧ ثار الغرب عندما جاءته أنباء انتصار حطين واسترداد بيت المقدس.

وجهزت أوروبا حملتها المعروفة بالحملة الصليبية الثالثة التي تزعمها فردريك باربروسا إمبراطور ألمانيا، وفيليب أوغسطس ملك فرنسا، وريتشارد قلب الأسد ملك إنجلترا، واتجه الصليبيون إلى عكا بقيادة ملك بيت المقدس وأقام الملك الصليبى معسكره على مقربة من عكا، ووصلت مقدمات الحملة الصليبيةالثالثةوحاصرت المدينةمن البحروكان لذلك فعل السحرفى نفوس الصليبيين، فارتفعت معنوياتهم ثم لم يلبث أن جاءت قوات صليبية من صور وأحاطوا المدينة بخندق يفصل بينهم وبين صلاح الدين، وانقطع طريق المسلمين بذلك إلى عكا.

ووقعت المواجهة بين صلاح الدين والصليبيين دون أن يحقق أحد الفريقين نصرا حاسما، حتى وصلت قوات فيليب أوغسطس في أبريل ١١٩١، فجمع الصليبيين تحت رايته بعد خلافات دبت في صفوفهم وبدأت مهاجمة عكا وقصفها بلا توقف ثم وصل ريتشارد قلب الأسد إلى عكا في يونيو ١١٩١ فازداد به الصليبيون قوة وفى ١١ يوليو ١١٩١ بدأ هجوم عام كان ريتشارد من اقترحه، ورغم ما أظهرته الحامية الإسلامية في عكا من شجاعة ومقاومة برا وبحرا لكن ذلك لم يكن كافيا أمام أكبر قوتين في أوروبا، وصار محتما سقوط المدينة، و«زي النهاردة» فى١٢ يوليو ١١٩١ استسلمت المدينة، وفى ٢ سبتمبر ١١٩٢ عقد قلب الأسد صلحا مع صلاح الدين بما عرف بصلح الرملة، وظلت عكا في قبضة الصليبيين حتى حررها القائد الأشرف بن قلاوون بعد أكثر من ١٠٠ عام.