بعض هؤلاء ينحصر تفكيرهم فى الحرية والديمقراطية فى أشياء محددة، دون تفرقة بين حرية الإبداع والإباحية، وحرية الرأى والتعبير، وحرية الإسفاف والسب والقذف، ولا فرق بين التظاهرة السلمية والفوضى، وليس لديهم تحديد لأى واقعة يمكن الاستشهاد بها، ولا أقول كلهم بل بعضهم فيقول مثلاً اعتقالات ولا يحدد من الذين اعتقلوا، ويقول عنف الشرطة والإفراط فى استخدام القوة، ولا يتكلم عن الطرف الثانى المسلح بالخرطوش والمولوتوف، ونهضة الوطن بالنسبة إليه لا تتمثل إلا فى هذه الأشياء، فضلاً عن التدخل فى أحكام القضاء، ولم أر أو أسمع أحدا منهم يتحدث عن التنمية والاقتصاد، وكيفية استخراج الطاقات عن طريق توعية المواطن بأن أهم شىء فى الحياة هو العمل، فإذا ما نهض الوطن اقتصادياً وارتفع مستوى المعيشة فعلينا أن نتكلم فى حق المواطن فى السكن والعلاج والوظيفة وحقه فى الإجازة والراحة، وحقه أن يبدى رأيه فيما يخصه ويخص أولاده فى التعليم الجيد والوظيفة المناسبة.. هؤلاء النخبة عليهم استنهاض الأمة وليس إحباطها فى التحدث فى موضوعات البرج العاجى الذين يتثاءبون فيه ويخرجون لنا زفرات لا تسمن ولا تغنى من جوع.
إبراهيم طه إبراهيم سعد- المحامى بالإسكندرية