لم تكن سلاسل روايات «رجل المستحيل»، للكاتب نبيل فاروق، و«ما وراء الطبيعة»، للكاتب أحمد خالد توفيق، مجرد روايات شيقة لمواليد الثمانينيات والتسعينيات، بل كانت جزءًا لا يتجزأ من حياة هذا الجيل، الذي عاش بعقله وخياله مع الشخصيات التي اختلقها الكاتبين، وهو ما جعل منهم من يعشق فن كتابة الرواية، ليصبحون فيما بعد من أبرز كتاب الجيل الحالي.
ثلاثة من القراء الصغار الذين اتخذوا من كتابات «فاروق» و«توفيق» طريقًا لعالم التشويق، تركوا مقعد القارئ وأطلقوا العنان لخيالهم الذي اتسع كثيرًا ليصبحوا الآن من الكتاب والروائيين، وتنال أعمالهم التليفزيونية والسينمائية إعجاب كبير من قبل الجماهير، وفي هذا الموسم يطلون على المشاهدين بثلاثة أعمال مختلفة.
عمرو سمير عاطف
هو أصغر من حصل على جائزة الدولة التشجيعية، كما أنه من صنع شخصية «بكار» والتي ثارت حديث مصر لسنوات وسنوات، اتجه من كتابة مسلسلات «الست كوم» لكتابة سيناريو فيلم «ولاد العم» عام 2009، الذي تناول الصراع بين المخابرات المصرية والموساد، وقد وضح تأثر كاتب السيناريو بما قرأه في صغره من روايات رجل المستحيل، كذلك وضح تأثير تلك الروايات على أسلوب كتابته للمسلسل الذي كتبه عام 2012 بعنوان «رقم مجهول»، حيث يدور في إطار من الغموض والإثارة والأكشن.
وبعد غيابه العام الماضي، يعود «عاطف» بمسلسل يحمل نفس الطابع وهو «الصياد»، الذي يتناول قصة ضابط شرطة يصاب إصابة خطيرة تقوده إلى التقاعد، لكن يضطر الجهاز الأمني للاستعانة به مرة أخرى لكشف غموض قضية. وتتشابه فكرة المسلسل مع فكرة إحدى روايات الكاتب نبيل فاروق، عندما قرر «أدهم صبري» بطل سلسلة «رجل المستحيل» التقاعد، لكن جهاز المخابرات المصرية يستعين به لحل إحدى القضايا.
برومو مسلسل «الصياد»:
تامر إبراهيم:
إذا كنت تشاهد مسلسل «عد تنازلي»، فبالتأكيد قرأت أسمه على تتر المسلسل، تامر إبراهيم هو أحد أفضل كتاب قصص الرعب في مصر، وهو طبيب بشري تخرج عام 2003، ومن أبرز رواياته سلسلة «عالم آخر» الصادرة عن المؤسسة العربية الحديثة، والتي كانت هي الناشر لـ«روايات مصرية للجيب» والتي تضمنت سلاسل روايات «رجل المستحيل» و«ما وراء الطبيعة»، ويبدو واضحًا تأثر «إبراهيم» بالسلسلة الثانية، التي هي أكثر قربًا لأسلوب كتابته «المرعبة».
تعاون «إبراهيم» مع أحمد خالد توفيق، كاتب «ما وراء الطبيعة» في قصص «قوس قزح» و«موسوعة الظلام»، ورغم نجاحه في كتابة قصص «الرعب» إلا أنه اختار أن يكون القالب البوليسي مدخله في الدراما هذا العام، بعد أن اختار القالب الاجتماعي في مسلسله السابق «لحظات حرجة».
محمد سليمان عبد المالك:
ما بين مسلسل «اسم مؤقت»، الذي نال نجاحًا العام الماضي، ومسلسل «فرق توقيت»، الذي يعرض هذا العام، عاملًا مشتركًا هو مؤلفهما محمد سليمان عبد المالك. لا يزال بريد القراء وأعداد روايات مصرية للجيب التي شارك بها فيما بعد، تشهد على تطور «عبد المالك» ككاتب روائي، تأثر ككثير من أبناء جيله بروايات «فاروق» و«توفيق» في صغره. ويتشارك «عبد المالك» مع «إبراهيم» في مهنة الطب، كما يشتركان معًا أيضًا في عام التخرج 2003.
وكتب صاحب الـ35 عامًا، قرابة 15 عملًا دراميًا، إلا أن نجاحه الشديد كان العام الماضي في مسلسل «اسم مؤقت»، والذي تناول قصة درامية مشوقة تدور حول شاب يعود من الخارج بعد غياب لعقد من الزمن محققًا نجاحًا ماليًا وأدبيًا إلا أنه يتعرض لحادث يفقد على إثره الذاكرة، مما يدخله في العديد من الأحداث في طريقة لمعرفة هويته الحقيقية، وقد قام ببطولة العمل الفنان يوسف الشريف.
أما هذا العام فيقوم الفنان «تامر حسني» بلعب دور البطولة في مسلسل «عبد المالك» الجديد، «فرق توقيت»، والذي يقوم على اختفاء البطل «ياسين» في ظروف غامضة ومن ثم دخوله في غيبوبة، بينما تحقق الشرطة في كيفية اختفائه، فيما يتحول كل معارفه وخاصة النساء منهن إلى متهمين ومتهمات.
روايات «رجل المستحيل» و«ما وراء الطبيعة» لا شك وأنها أمتعت جيل، واضافت بعض الإثارة على حياتهم والتي كانت حينها أكثر اسقرارًا من الآن، حيث لا تتوقف الإثارة في الشارع كي يبحث عنها الشاب في الكتب، لكنها أيضًا لم تكتفي بإضفاء المتعة على الحياة، بل أفرزت جيل جديد من الكتاب، لم يلبث وأن صعد السلم سريعًا ليصبح من أبرز من يكتب القصة في مصر والعالم العربي.