«المصري اليوم» في منزل «خلية كرداسة» ترصد «لحظات الموت والرعب»

كتب: محمد القماش الأحد 06-07-2014 22:23

ظل طارق الليثى، عامل مصنع العبايات بشارع العتابى خلف مركز شرطة كرداسة، يحوم حول العقار رقم 12 يتفقد الحالة الأمنية للمنطقة والعقار في آن واحد، وهو يردد: «أصبحنا لا نأمن وجود الغرباء بيننا، فلم ننس ما سمعناه ليلة الخميس الماضى من أصوات الانفجارات التي دوت من الطابق الخامس بالعقار المجاور لنا».

بدا الهدوء على شارع العتابى محل واقعة القنبلتين البدائيتين اللتين انفجرتا في وجه إرهابيين كانا يعدانهما برفقة 3 آخرين ضمن خليتهم الإرهابية، ما أدى إلى مصرع زعيم الخلية فتحى سمير، مهندس ميكانيكا، وعبدالرحمن هلال، عامل، فيما لاذ بالفرار اثنان آخران، وقبض على شقيق زعيم الخلية.

طرقنا على بوابة المنزل رقم 12 بشارع العتابى، لم يجب أحد، وأكد الجيران وأهالى المنطقة لنا أن سكان العقار تركوه بعد واقعة الانفجار التي هزت أرجاء المنطقة. البعض أشار إلى أن أهل البلدة أصروا على رحيل صاحب العقار المهندس محمد أمين حتى تهدأ الأمور ويعود الحال إلى ما هو عليه، بينما فسر آخرون غياب الرجل بخوفه من ملاحقة قوات الأمن له واستجوابه.

آثار الانفجار، الذي دوى في الطابق الخامس الذي كان يقطنه عناصر خلية كرداسة الإرهابية، والتى تبين أن زعيمها متورط في قضايا عنف ومحاولة تفجير أبراج محمول بالمنطقة- ظهرت على شرفات الشقة التي تحطمت نوافذها.

هنا لا صوت يعلو فوق صوت ماكينات الخياطة. يقول محمد إسماعيل، صاحب ورشة تصنيع عبايات، إن شارع العتابى هو أهدأ شوارع منطقة كرداسة بأكملها، وربما استغلت عناصر جماعة الإخوان حالة السكون في تدبير صناعة المتفجرات التي دوت أصواتها المرتفعة في محيط الشارع، ونشرت الخوف والفزع بعد انفجارين متتاليين صدرا من شقة أعضاء الخلية، كما سمعنا عن انتمائهم لجماعات «جهادية وإخوانية».

من جانبه يقول «محمد» وهو يمسك بقطعة قماش أمامه لقصها إنه من الصعب إقصاء أي من أنصار الإخوان لأنهم كل يوم بعد صلوات التراويح يجوبون في مظاهرات ليلية يذكرون أهل البلدة بأنهم موجودون أحياء يرزقون ولا ينسون قضيتهم، وهذا الانفجار لم يؤثر على شعبيتهم بل على العكس، فالناس معظمهم مؤيد لعودة الرئيس المعزول محمد مرسى إلى السلطة.

جدران المنازل والعقارات مدون عليها عبارات مسيئة للجيش والشرطة منها:«يسقط حكم العسكر..والله زمان وبعودة ليلة أبوكم ليلة سودا»، يشير الرجل الستينى إلى أن الإخوان نشروا تلك العبارات كنوع من تحدى رجال الأمن بعدما نزلوا إلى شارع العتابى لمعاينة شقة «فتحى سمير»، بينما اختفوا من منازلهم حال المداهمة الأمنية للمنطقة قرابة الساعة 6 صباحاً، مؤكداً أن معظم محيط شارع العتابى مؤيد للإخوان، وربما يعرف معظمهم قيام «فتحى» وزملائه بصنع القنابل والمتفجرات داخل شقتهم ليلة 3 يوليو الماضى.

أحمد هارون، شاب عشرينى يعمل في ورشة تصنيع عبايات سياحى، أكد أنه ابن خال القتيل الثانى ويدعى عبدالرحمن هلال، الذي لقى مصرعه في انفجار القنبلة التي كان يعدها بمعاونة زعيم الخلية الإرهابية «فتحى»، موضحاً أن لم يعرف أن قريبه عضو في جماعة الإخوان، وبينما كان يعمل في وردية الليل التي تمتد حتى الساعات الأولى من الصباح، سمع صوت انفجار بشقة مهندس الميكانيكا، فصعد مع اثنين من السكان إلى داخل شقتة، فأصابه الذعر عندما رأى ابن خاله غارقاً في دمائه وقدماه مبتورتان.