«يسرا»: البعض يراني صورة طبق الأصل من الوالدة باشا في «سراي عابدين» (حوار)

كتب: أحمد الجزار الإثنين 07-07-2014 05:30

لفتت الفنانة يسرا الانتباه إليها من خلال دور «خوشيار هانم» أو «الملكة باشا» في مسلسل «سراى عابدين» فهى المرة الأولى التي تجسد خلالها دور المرأة التركية التي تعود لعصر أسرة محمد على من خلال مسلسل يسرد حياة الخديو إسماعيل في مصر ورغم أن المسلسل حقق نسب مشاهدة مع عرض حلقاته الأولى إلا أنه نال قدرا من الهجوم بسبب الأخطاء التاريخية الموجودة في السيناريو وعن تفاصيل ذلك كان لنا هذا الحوار مع النجمة يسرا:

■ كيف ترين رد الفعل الذي حققه المسلسل؟

-بصراحة نجاح المسلسل فاق توقعاتى، لأنه نجح في أن يحقق نسب مشاهدة مرتفعة على مستوى الوطن العربى بأكمله حتى إنه أصبح في المركز الأول بين المسلسلات الأكثر مشاهدة لدرجة أن هناك ألف تويتة في الدقيقة الواحدة حول المسلسل وهذا ما يؤكد أن الجمهور ينجذب إلى العمل الجيد والمختلف مهما كان نوعه.

■ ولكن رغم هذه المشاهدة إلا أن البعض هاجم العمل بكل تفاصيله؟

-هذا متوقع وكنت أعرف منذ البداية أن هناك من سيتربص بالعمل وسيهاجمه مهما كانت درجة جودته وهذا بصراحة اعتدت عليه في معظم أعمالى فعندما قدمت مسلسل «قضية رأى عام» وبعد عرض الخمس حلقات الأولى تعرض المسلسل لحملة هجوم كبيرة ثم في نهاية رمضان وصفه البعض بأنه الأفضل في رمضان لذلك فأنا تمرست على هذا الهجوم، وأعرف أن هناك أشخاصا بعينها تنتظر أي عمل لى حتى تبدأ حملاتها وأعرفهم بالاسم ولهذا بصراحة هذا لم يعد يهمنى طالما أن الجمهور مستمتع بالعمل.

■ ولكن العمل يضم أخطاء تاريخية؟

-نحن منذ البداية ونحن نعلم أننا بصدد تقديم عمل تاريخى درامى وليس عملا تاريخيا وثائقيا وهناك فرق كبير بين العملين لأن الشكل الأول يتيح لك أن تبعد بخيالك وتقدم شخصيات وأحداثا لم تكن موجوده في التاريخ، أما النوع الثانى فهو يلزمك بالتاريخ والحقائق كما هي ومن مصادرها، لذلك فأنا أعترف بأننا لم نقدم قصة الخديو إسماعيل كما هي مكتوبة بالحرف ولم نلتزم بالشخصيات الموجودة داخل القصر لأنه قد تكون هناك شخصيات في المسلسل غير موجودة في الحقيقة مثل شخصية الزوجة «صافيناز» وقد تكون هناك شخصيات أخرى أيضا فرضتها الدراما لذلك وهذا موجود في كل الأعمال الدرامية التي تسرد حياة الشخصيات التاريخية أو فترات في حياة شخصيات بعينها، كما انه لا توجد وثائق متاحة حول العلاقات الموجودة داخل القصر خلال هذه الفترة،وهذا ما جعل الدراما تفرض أحداثها، كما أن هذه الأعمال في حد ذاتها معروفة بقراءتها المختلفة فكم من الكتب والأعمال الفنية أظهرت الملك فاروق بأنه سكير وقمرتى حتى قدمت لميس جابر مسلسل الملك فاروق الذي غير العديد من المفاهيم حول هذه الشخصية.

■ لكن البعض هاجم المؤلفة هبه مشارى وقال إنها تقدم الخديو بالطريقة الكويتية؟

-هذه عنصرية لا أحبها إطلاقا، وهبه قبل أن تكون كويتية هي فنانة عربية تعلمت ودرست في مصر وتعتبر أن مصر بلدها الثانى ويحسب لها أنها كتبت عملا تاريخيا بشكل وبصورة مختلفة تماما عن الأعمال التقليدية، كما يحسب لسمو الشيخ وليد الإبراهيمى صاحب شبكة إم بى سى عزمه تقديم مثل هذا العمل بهذه الميزانية الضخمة والذى يعد الأكبر إنتاجا في تاريخ الدراما التليفزيونية حتى الآن عن مصر وعن تاريخ مصر لا عن تاريخ لبنان أو سوريا مثلا وهذا يحسب له تماما لأنهم أشخاص يعلمون أهمية وتاريخ ودور مصر في المنطقة ولذلك فأنا أشكرهم على ذلك، ويجب أن ننظر للأمور بإيجابية لأن الصدام والغيرة لن يفيد بشىء.

■ ولماذا قبلت هذا الدور رغم رفضك طوال السنوات الماضية تقديم أعمال تاريخية؟

-هناك بالفعل العديد من الأعمال التاريخية التليفزيونية التي عرضت على ولكنى رفضتها جميعا لأننى أشعر فيها بقصور على مستوى الشكل أو الإنتاج، وكنت أرى أن العمل التاريخى يجب أن يقدم بصورة متكاملة حيث يجذب إليه الجمهور ولهذا لم يعد للأعمال التاريخية المصرية وجود الآن، لذلك فعندما عرض على مسلسل «سراى عابدين» كنت فخورة به وبالشكل الذي سيقدم به وبالنص ووجدت أنه فرصة جيدة أيضا لتغيير جلدى لأننى دائما أبحث عن التغير والاختلاف ولكن ليس «عمال على بطال» ولكن عندما تتاح لى الفرصة المناسبة، كما أن الشخصية أعجبتنى أكثر لأنها شريرة وهى منطقة لا تعرض على كثيرا «ومش كل يوم هتلاقيها» لذلك فكان هناك أكثر من إغراء للإقبال على شخصية الملكة باشا.

■ حتى لو كان الدور يتحدث بلغة غير لغتك؟

-هذه كانت المهمة الأصعب في هذه الشخصية وهى المرة الأولى التي أقدم فيها دورا بهذا الشكل، ولذلك فكان الدور يتطلب منى مجهودا خاصا وتحضيرا لدرجة أننى في البداية استعنت بمتخصص في اللغة التركية لفك طلاسم الدور والشخصية، وأثناء التصوير كان هناك شخص آخر يرافقنى قبل كل مشهد وبصراحة كنت مركزة جدا في الشخصية حتى تخرج بهذه الصورة وأدعى أننى أقدم أداء في المسلسل «ما يخرش الميه»، وأعتبر أن دورى في المسلسل من أصعب الأدوار التي قدمتها، لأنك تضطر أن تتحدث عربى «مكسر» ويتداخل فيه بعض الكلمات والجمل التركية وهذا متعب للغاية وتقمص الشخصية كان صعبا ولكن كان هناك رد فعل ايجابيا كبيرا لأن البعض كان يرانى صورة طبق الأصل من الوالدة باشا خاصة أن هناك تقاربا كبيرا في الشبه بيننا.

■ ولكن «خوشيار» لم تكن تتحدث العربية بهذا الشكل؟

-هذا ممكن ولكن كما قلت فنحن لا نقدم الشخصية «بحذافيرها» ولكن الأهم أن تقرب الدراما إلى المشاهد الذي سيتابع مهما كان نوعه، فقد يكون هناك اختلاف في نطق الأسماء مثلا أو طريقة الكلام ولكننا نجتهد بعض الشىء لتسهيل المهمة على المشاهد بشكل عام.

■ البعض يرى أيضا أن هناك تأثرا في الأداء بين أبطال سراى عابدين وأبطال المسلسل التركى «حريم السلطان»؟

-أنا شخصيا لم أشاهد حلقات مسلسل «حريم السلطان» كاملة فقد شاهدت بعض الحلقات ولكن أؤكد أننى عندما أقدمت على تقديم هذه الشخصية قررت أن اقدمها من وجهة نظرى وبقناعاتى الشخصية دون أن انقلها من أي مصدر سواء حريم السلطان أو غيره من المسلسلات، لأن الدراما المكتوبة هي التي تحكم طريقة وأداء أي شخصية مهما كان تصورك.

■ وما هو مصير الجزء الثانى من المسلسل؟

- لن يقدم في رمضان المقبل لأن خطة المسلسل تختلف عن باقى المسلسلات فمن المقرر أن يتم تصوير الجزء الثانى بعد رمضان مباشرة ثم يعرض في موسم منفصل تماما عن رمضان وقد تعاقدت بالفعل على هذا الجزء وأيضا معظم الممثلين وأعد المشاهدين بأن المشاهد المقبلة من المسلسل وأيضا جزأه الثانى سيحمل العديد من المفاجآت.

■ ولكن لماذا اعتذر المخرج عمرو عرفة عن تقديم الجزء الثانى؟

-لقد تحدث معى في البداية عن هذا القرار وكانت وجهة نظره أنه تعرض لحالة تعب وإرهاق خلال العام والنصف الماضيين بسبب هذا المسلسل من تحضير وتصوير ومتابعة وهذا ما اضطره إلى تعطيل أشياء أخرى كثيرة ولذلك فقد اتخذ قرارا نهائيا بعدم إخراج الجزء الثانى على أن يتولى الإشراف العام له فقط حتى يحافظ على شكل وتكوين الجزء الأول.

■ وأخيرا ما رأيك في شكل المنافسة الموجودة حاليا بين المسلسلات؟

-للأسف نظرا لظروف سفرى خارج مصر فحتى الآن لم يتسن لى متابعة الأعمال المنافسة ولكن أتوقع أن هناك العديد من الأعمال الجيدة وأشهد بأن المنافسة الفنية حتى بين المسلسلات ارتفعت بشكل كبير وأرى أن هذه المنافسة تحديدا صحية للغاية لأنها تخلق نوعا من التحدى الإيجابى لتقديم الأفضل وهذا ما سيؤدى إلى الارتقاء بالصناعة وتقديم أفضل منتج إلى الجمهور العربى وهذا ما كنا نطمح فيه طوال السنوات السابقة.

■ ولماذا عدت للإذاعة هذا العام بمسلسل «دخان شحاتة»؟

-لأننى كنت مقصرة في حق الإذاعة بعد غياب طال خمس سنوات وذلك بسبب انشغالى بأعمال درامية أخرى لأنه خلال السنوات الماضية لم يسعفن الوقت للانشغال بأى شىء آخر سوى المسلسل ولكن هذا العام كنت قد انتهيت من تصوير «سراى عابدين» مبكرا وكان لدى متسع من الوقت لتقديم عمل إذاعى وقد اخترت دخان شحاتة مع النجم صلاح عبدالله لأنه عمل كوميدى خفيف.