مع دقات الساعة الثانية عشرة مساء أمس الأول، لم يكن على لسان أصحاب السيارات الخاصة وقائدى السيارات الأجرة وركابها سوى كلمة واحدة «ده خراب بيوت»، حيث تم فى ذلك الوقت تطبيق الأسعار الجديدة للوقود، ومعها ارتفعت أسعار وسائل المواصلات خاصة «الميكروباص»، ووصلت الزيادة إلى نصف الأجرة، والضعف فى بعض الأحيان، ومع حلول الساعة الثانية عشرة ودقيقة كانت طلمبات الوقود عليها الأسعار الجديدة، وهى 180 قرشاً للتر السولار، و160 قرشا للتر البنزين 80، و260 قرشا لبنزين 92، و625 قرشا لبنزين 95.
وأعرب عدد من أصحاب السيارات عن غضبهم من القرار، وقال ماجد محمود، موظف، إن تأجيل القرار لما بعد رمضان كان أفضل، بينما وصفه وائل رفعت بـ«خراب البيوت»، وقال عبدالرازق حسين، سائق تاكسى، إنه كان من الأفضل زيادة الأسعار تدريجيا مع تشديد الرقابة على المحطات وسائقى الأجرة لتفادى استغلال البعض الموقف.
وطالب «حسين» بتعديل عدادات التاكسى الأبيض لأن الوضع الحالى يتسبب لهم فى خسائر، فى الوقت الذى يلتزم فيه السائقون بأقساط للبنوك.
وقال صلاح عبدالفتاح، سائق سيارة نقل ركاب صغيرة، إنه يقوم بنقل عمال ورديات لأحد المصانع، وسيحاول تعديل العقد المبرم مع تلك الشركة بعد زيادة سعر الوقود، و«لو العقد متعدلش هقعد فى البيت»، حسب قوله.
وأكد أحمد حسن، أحد سائقى ميكروباص خط «حلوان- التحرير»، أن سائقى الخط قرروا رفع تعريفة الركوب من 2 جنيه بطول الخط إلى 3 جنيهات، وذلك بسبب زيادة سعر السولار، حيث وصلت «الصفيحة» إلى 36 جنيها بدلا من 22 جنيها قبل رفع الأسعار.
وقال أحد مديرى محطات الوقود بشارع قصر العينى بوسط القاهرة، طلب عدم ذكر اسمه، إن «الطامة الكبرى ليست فى رفع أسعار البنزين وإنما فى زيادة سعر السولار، بما يعنى أن تعريفة المواصلات وسيارات الأجرة سترتفع»، مشيرا إلى أن القرار تم تطبيقه فى جميع المحطات بداية من الساعة الثانية عشرة منتصف ليلة أمس الأول، وذلك بعد وصول إخطارات بالأسعار الجديدة وموعد التطبيق إلى جميع محطات الوقود على مستوى الجمهورية.
وقال محمد أنور، رئيس وردية بمحطة التعاون بشارع قصر العينى، إنهم لم يعلموا بالزيادات حتى الساعة العاشرة مساء أمس الأول، وأنهم تلقوا اتصالا هاتفيا من الإدارة العامة بأن مندوبين من الإدارة سيحضرون إلى المحطات قبل دقات منتصف ليلة السبت، لأن تغيير أسعار الوقود يلزم تغيير عدادات ماكينات ضخ الوقود، وذلك عن طريق إدارة الصيانة.
وقال أحمد معروف، صاحب سيارة ملاكى أمام المحطة: «زيادة الأسعار خراب بيوت، كده هنركن عربياتنا علشان نوفر ثمن البنزين ونشترى عَجَل، وكمان مش هنشغل التكييف فى البيت علشان نوفر فى الكهرباء.. مش عارفين نلاقيها من الكهربا ولا البنزين، ده تهريج».
وتوقف العمل فى محطة «التعاون» بقصر العينى مع حلول الساعة الواحدة إلا الربع صباح أمس، وذلك لضبط الطلمبات على الأسعار الجديدة، فغضب السائقون رافضين الامتثال للتسعيرة الجديدة، فردّ عليهم العاملون بقولهم: «دى أوامر، والزيادة موحدة على جميع محطات البنزين».
وقال يسرى عادل، أحد العاملين، للسائقين: «المحطة دى أرحم من غيرها، فى محطات تانية وقفوا الشغل من الساعة 10، وإحنا عبد المأمور زى ما قالوا لنا غيّرنا الأسعار».
من جانبه، قال مصطفى مؤنس، المفتش بجهاز حماية المستهلك، المسؤول عن محطة «التعاون» بوسط البلد، إن هناك تعليمات مشددة لجميع المراقبين بالنزول لمراقبة عملية البيع، ومنع تداول «الجراكن» المعبأة بالوقود مقابل رشاوى.
وانتقد أحد المواطنين، ويدعى شريف على، تواجد المفتش أمام المحطة، قائلا: «إنتوا جايين تفتشوا دلوقتى.. ما كنتوا تيجوا من كام يوم وإنتم تلاقوا الجراكن اللى كانت بتباع فى عز الضهر بشكل يومى لسواقين الميكروباصات والموتوسيكلات بعد ما يظبطوا العاملين بالمحطة»، ورد عليه المفتش قائلا: «ما تقلقش يا حاج، كله هيبقى تمام، ومفيش حاجة من دى هتحصل تانى».
وتزاحم الركاب فى موقف عبدالمنعم رياض بوسط القاهرة، مساء أمس الأول، لعدم وجود سيارات سيرفيس كافية، خاصة المتجهة إلى المعادى، وقبل أن تتحرك السيارة اشترط أحمد على، الشاب الثلاثينى، سائق الميكروباص، بلهجة حاسمة: «الأجرة 2 جنيه بدلا من جنيه ونص»، فهدده أحد الركاب المسنين، قائلا: «جوز بنتى مفتش فى جهاز حماية المستهلك، وقالنا إن الأجرة مش هتزيد من النهارده»، فردّ عليه السائق: «طب خلى جوز بنتك ينفعك بقى»، وبعد شد وجذب وافق الركاب على سعر الأجرة الجديدة.