قوة الألمان والتنظيم الدفاعى و«نوير» يهددون حلم البرازيل

حازم إمام السبت 05-07-2014 21:55

لم أشعر بحالة القلق والرهبة لدى لشعب البرازيلى منذ وصولى إلى هنا لتحليل مباريات المونديال إلا مع انتهاء مباراة البرازيل مع كولومبيا، وإعلان تأهل السامبا إلى دور قبل النهائى لمواجهة الماكينات الألمانية، أحد المنتخبات المرشحة بقوة لحصد اللقب، وأعتقد أن الجماهير من حقها أن تخشى على منتخب بلادها، فهو سيواجه فريقاً لا يستهان به، ويختلف أداؤه عن أى فريق آخر واجهته البرازيل خلال المونديال، ووجهة نظرى أن طريقة أداء السامبا يجب أن تتغير فى هذه المباراة، فالماكينات الألمانية تعتمد على امتصاص حماس المنافس وإخراج كل ما فى طاقته خلال الشوط الأول من المباراة، ولا يوجد مانع لديهم إذا امتد اللقاء لوقت إضافى.. فهم أفضل المنتخبات فى البطولة التى تعتمد على القوة البدنية، والسرعة فى الهجمات المرتدة، إلى جانب أنهم فريق جماعى لا يعتمد على فكرة النجم الأوحد التى أصابت هذه البطولة،

فالألمان لديهم نجم فى كل مركز بدءاً من حراسة المرمى للعملاق نوير الذى هو من وجهة نظرى من أفضل حراس البطولة، ومعه الأمريكى تيم هاورد، والمكسيكى أوتشوا، لكن الحارس الألمانى يتسم بالثقة التى يمنحها للاعبيه وجماهيره، ويمكن القول إنه أحد الأسباب الرئيسية التى مكنت المنتخب الألمانى من التأهل للمربع الذهبى، وستجد فى خط الدفاع القائد جيروم بواتينج وهوملز، وفى الوسط شفانشتيجر، وثلاثى الهجوم مسعود أوزيل وموللر وماريو جودزا، ومن ثم فإن الماكينات تعتمد على الأداء الجماعى والقوة والسرعة فى بناء الهجمات، وهو أمر تصعب على أى فريق مواجهته، وهو ما حدث مع المنتخب الفرنسى فى مباراة دور الثمانية، فرغم أن منتخب فرنسا كان أحد المنتخبات التى ظهرت بشكل مميز فى الدور الأول ودور الـ16 وتوقع لها الجميع أن تصل للمربع الذهبى، بل وصل الأمر إلى أن بعض المحللين والمتابعين تفاءلوا أكثر من اللازم، واعتقدوا أنهم سيعيدون أمجاد منتخب فرنسا 98 الذى قاده زين الدين زيدان، لكنهم اصطدموا بالمنتخب الألمانى الذى استطاع أن يتعامل مع قوة خطى الوسط والهجوم الفرنسيين، وتمكنوا من إيقاف خطورة كريم بنزيمة وجيروبول بوبا، وهناك عنصر آخر يعتمد عليه الألمان، وهو صعوبة اختراق الحصن الدفاعى لهم، ومن خلفهم حارسهم العملاق نوير، وفى المقابل، فإن المنتخب البرازيلى لايزال يعتمد فى مبارياته على سلاح الأرض والجمهور وتألق نيمار وهالك فى المباريات، ولم أقتنع بفوزهم، أمس الأول،

على كولومبيا بنتيجة 2-1، والذى منح السامبا بطاقة التأهل للمربع الذهبى، فلو استطاع لاعبو كولومبيا تسجيل هدف فى اللحظات الأخيرة من المباراة، وامتدت المباراة لوقت إضافى لاختلفت النتيجة، ووجهة نظرى أن سكولارى، المدير الفنى للسامبا، أمام موعد مع التاريخ فى مباراته المقبلة مع الألمان، فالفوز فى هذه المباراة سيمنحه الدافع المعنوى الأكبر لحصد اللقب، وسيكون أكبر رد له على المشككين فى استمراره مع الفريق فى ظل حالة الخلاف بينه وبين الإعلام البرازيلى والجماهير أيضاً، ولكن الأهم من الجانب المعنوى هو ضرورة تغيير طريقة لعب السامبا أمام الألمان، فالاعتماد على قدرات ومهارات نيمار الفنية وحدها لا يكفى، فلابد أن يواجه السامبا قوة الماكينات بالهجوم المباغت من الدقيقة الأولى فى المباراة، ويجب أن يستغل لاعبوه الفرص القليلة التى ستسنح لهم أمام المرمى. هذه المباراة ستكون معقدة فنيا وبها طلاسم دفاعية وكثافة عددية فى وسط الملعب، ولن يغيرها إلا هدف فى بداية المباراة، ولو استمر التعادل السلبى فستشهد توترا كبيرا فى الملعب والمدرجات.