«تمرد»الشعب.. الورقة التى أسقطت دولة الإخوان

كتب: محسن سميكة الأربعاء 02-07-2014 21:06

تمرد، حملة أطلقها شباب من اتجاه سياسى واحد، قبل 3 أشهر، من هذا التوقيت فى العام الماضى، لإسقاط حكم الإخوان، والدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة وسرعان ما تفاعل الشعب معها وأصبح هو «المتمرد» الذى يقود الثورة. وبعد مرور أكثر من عام على تأسيس «تمرد»، تغير الحال داخل الحركة وخارجها؛ فلم يعد الحال كما كان عليه لحظة تدشينها منهم، فالأصدقاء الثلاثة، محمود بدر ومحمد عبدالعزيز وحسن شاهين، أصحاب براءة الاختراع، المتمثلة فى استمارة، وقع عليها ملايين المصريين لم يصبحوا فى خندق واحد، بسبب الانتخابات الرئاسية التى فرقت بينهم؛ فالأول أيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، وأعلن ومنسقو الحركة فى المحافظات تأييدهم «السيسى»، وفضل الثانى والثالث الانضمام لمعسكر المرشح المنافس، حمدين صباحى، مؤسس التيار الشعبى، ومنذ ذلك الوقت انقسمت «تمرد» على نفسها.

أما خارج الحركة؛ فتستعد «تمرد» لتأسيس حزب سياسى ويستهدف منسقها الحالى، وأحد مؤسسيها تأسيس حزب معترف به من قبل لجنة شؤون الأحزاب، للمنافسة على عدد لا بأس به من مقاعد مجلس النواب المقبل.

وعن «تمرد» كفكرة، وخطوات خروجها إلى النور يقول حسن شاهين: «الفكرة خرجت منه شخصيا، أثناء عضويته بحركة كفاية، مشيرا إلى أن الاسم مشتق من مجلة سورية وأنه عرضه على أصدقائه؛ منهم محمود بدر ومحمد عبدالعزيز، والدكتور يحيى القزاز والمهندس محمد الأشقر، قيادات حركة كفاية وبعدها كتبت رؤية سياسية للحركة.

وقال شاهين، على حسابه الشخصى، عبر موقع «فيس بوك»، يوم 29 أبريل الماضى، قبل الاحتفال بالذكرى الأولى لتدشين الحملة: «شاءت الأقدار بعد أمور تنظيمية داخل الحركة أن تطرح تمرد نفسها؛ كحملة شعبية مستقلة لسحب الثقة من محمد مرسى، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، ولها مجموعة إدارة، وليسوا منسقين، حتى لا يكون هناك شكل تنظيمى واضح، من أجل السماح للأعضاء والكيانات السياسية التحرك بكامل الحرية، وكان الهدف الأوحد، الحشد ليوم ٣٠ يونيو».

وأشار «شاهين» إلى جهد الجنود المجهولين والمغمورين، وأن «تمرد»، كانت بمثابة مظلة شبابية لكل القوى المنتمية للثورة والموجودين فى قلب الشعب المصرى، الذى احتضن الحملة بكل فئاتها، وفى القلب منه كل القوى المجتمعية المنتمية للثورة.

وأكد «شاهين»، أن الترتيبات السياسية التى استهدفت نجاح الحملة، جرت من خلال إشراف المناضل، حمدين صباحى، داخل منزله أحياناً، ما أدى إلى تسليم الثورة، السلطة إلى حكومة انتقالية، لحين إجراء انتخابات، تصل الثورة من خلالها إلى السلطة، مع وعود من القائد العام للقوات المسلحة، بعدم التدخل فى الشؤون السياسية.

فيما يقدم محمد عبدالعزيز نفسه باعتباره «ناشطا سياسيا»، وهو التعريف الذى اختاره لنفسه عقب الثورة، إلا أن مشاركته، فى ثورة يناير، لم تكن النشاط السياسى الأول له، ففى فترة دراسته الجامعية، كان يقود الحركة الناصرية، وكان عدد أعضائها محدودا للغاية، بين الطلاب، قبل التحاقه بحركة كفاية، فى ٢٠٠٥، ليكون ضمن جيل الشباب بالحركة، ويتمكن من شغل منصب المنسق المساعد، وأمين الشباب بها، ما جعل الكاتب الصحفى عبدالحليم قنديل، يوليه اهتماما، ويخصه بالذكر فى بعض كتبه.

وفور تأسيس الحركة بمشاركته ومجموعة من أصدقائه، عاد لتصدر المشهد، فى المؤتمرات العامة والمقابلات السياسية مع قيادات الجيش والسياسة.

ونجحت «تمرد»؛ فصعد اسمه مجددا، من خلال مقالات فى صحف ومواقع الكترونية، ما مكنه من كتابة عبارة «كاتب صحفى» بجوار، عضو المكتب التنفيذى بالتيار الشعبى، فى خانة المهنة، بصفحته على موقع فيس بوك.

وخرج محمود بدر، رفيق التمرد، ليعلن دعم الحركة للمشير السيسى، خلال الانتخابات الرئاسية، فيخرج محمد عبدالعزيز مكذبا أن يكون ذلك رأى الحركة، بل رأى بدر الشخصى، لتبدأ الانقسامات داخل تمرد، فيما يعلن عبدالعزيز وشاهين، رفيقا بدر، دعمهما للمرشح صباحى وحملته الانتخابية.

وفى أحد مشاهد لمؤتمر،خاص بـ«صباحى»، كان عبدالعزيز يقف جواره مع شاهين، لتصل النقاشات إلى ذروتها، وتقترب الكاميرات، وتقتحم الميكروفونات المشهد، لنجد أن أبرز من بالصورة هو «عبدالعزيز»، الذى صعد فوق كرسى ليخطف الأضواء.

ويحرص «عبدالعزيز»، على الحديث بلباقة، عن رفقاء الدرب الذين اختلف معهم؛ مثل بدر، وخانه ذكاؤه، وهو يواجه جمهور «السيسى»، عقب توقيعه على توكيل لـ«صباحى»، بترشيحه للرئاسة، عندما فاجأ الجمهور، وأخرج لهم لسانه، تهكما عليهم.

أما محمود بدر، فمن خلال ملامحه، التى توحى بصغر سنه، وحركاته السريعة؛ فبدايته الحقيقية، عندما وقف على سلالم نقابة الصحفيين فى أغسطس ٢٠١٠ مرددا مع زملائه بجريدة الدستور شعارات منددة ببيع الجريدة إلى رجلى الأعمال السيد البدوى، ورضا إدوارد، وإقالة رئيس تحريرها إبراهيم عيسى.

يعلو صوته ويقفز فى الهواء منفعلا، بما نجح فى تأليفه من شعارات، يتداخل «بدر»، وسط مجموعة من زملائه، المدافعين عن كيان يضم مجموعة من شباب الصحفيين، الذين مثلت لهم الصحيفة حلم المعارضة.

وبعد شهور قليلة من ثورته وزملائه، يظهر مجددا، أمام نقابة الصحفيين، يوم الأربعاء ٢٦ يناير ٢٠١١، محاولا أن يكون صوته الأعلى، مرددا: «الشعب يريد إسقاط النظام».

ويقفز «بدر»، فى الهواء، محاولا التحايل على قامته القصيرة، لتوصيل صوته إلى المارة فى الشارع، مطالبا بالحرية لمصر.

وبعد نجاح هتاف الشعب و«بدر»، تنحى «مبارك» عن الحكم، وأطلق إبراهيم عيسى صحيفة التحرير، لينضم إليها كل المعتصمين السابقين بالدستور؛ ومنهم بدر، الذى التحق بها محررا بقسم الأخبار، وسرعان ما نشب خلاف بينه وعيسى، انتهى بمغادرتها إلى صحيفة «الصباح»، الصادرة فى ٢٠١٢، وتولى رئاسة القسم السياسى بها.

ويشهد يوم ٢٨ إبريل ٢٠١٣ مولد حركة «تمرد»، التى أصبح بدر، متحدثا إعلاميا باسمها، ليحتل وجهه، بشكل شبه يومى، على معظم القنوات الفضائية، مرتديا «تى شيرت شبابى» بسيط، على أحد الكراسى المواجهة لرموز كبيرة بنظام الجماعة، وبلغة أقل حدة، من التى اعتادها فى المظاهرات، وبوثبة قليلة على الكرسى، يأخذ من كلام «الإخوان»، ويرد عليهم.

وتنجح «تمرد»، ذات الستين يوما بمعاونة الشعب، فى الإطاحة بالجماعة، ذات الـ 80 سنة، بعد جمعها ٢٢ مليون توقيع، لسحب الثقة من الرئيس محمد مرسى.