«أبوالعزايم»: رمضان 2012 وقفنا ضد الإخوان وبـ 2014 سيشهد إنهائنا السلفية

كتب: أسامة المهدي الثلاثاء 01-07-2014 19:47

هو الشيخ محمد علاء ماضى أبوالعزايم، الزعيم الصوفى، الذى قاد ثورة مشايخ الطرق الصوفية ضد حكم الإخوان، بعد استحواذ الإخوان على الأغلبية داخل مجلس الشعب المنحل، دقّ أبوالعزايم ناقوس الخطر فى شهر رمضان قبل الماضى، عارضا على القوى المدنية ومعارضى الإخوان منع سيطرتهم على الحكم بعد مخالفة تعهدهم بعدم الدفع بمرشح رئاسى ليكون شهر رمضان وقتها انطلاقة حقيقية لتفعيل دور الصوفية وطنياً بتنظيم أول مليونية لتدعيم مصر المدنية لا الإرهابية.

■ أين كانت الصوفية من الأحداث الساخنة التى مرت بها مصر فى حربها مع الإرهاب؟

- الطرق الصوفية دائماً تتصدر المشهد فى حربها مع الإخوان، ففى الوقت الذى وضعت فيه قوى سياسية تحالفاً مع الإخوان فى الانتخابات البرلمانية وقفت الطرق الصوفية موقف الناصح الأمين الذى ظل يحذر من أن يستحوذ الإخوان على أغلبية مجلس الشعب المنحل، وهو ما أجبرنا على دخول مضمار السياسة للتصدى لهم.

■ معنى ذلك أنكم دخلتم السياسة للتصدى للإخوان وليس طمعاً فى الحكم؟

- الطمع فى السلطة ليس هدفنا ودخولنا فى هذا العالم بتأسيس أحزاب وائتلافات، رغم أن خبرتنا دفعتنا لكى نقف مع القوى المدنية ضدهم والحمد لله ما حذرنا منه من أن هؤلاء دعاة عنف لا دعوة ودين تحقق، فنحن على مدار 80 عاماً منذ ظهور الوجه القبيح لحسن البنا، مؤسس الإخوان، ونحن نراقبه ونحذر منه ومن فكره المنحرف الشبيه باليهود والصهاينة، وأكد مخاوفنا ما فعله أبناؤه فى التسعينيات وأحفاده فى القرن 21 بقتل جنودنا من الجيش والشرطة.

■ ولماذا لم نجد الطرق الصوفية يداً واحدة ووجدنا من يتهمك بإثارة الفتنة؟

- هناك كارثة فى بعض المشايخ الذين يفتقرون إلى رؤية بعيدة، فمنهج هؤلاء ضد منهجنا، فهم يكرهون الأضرحة وآل البيت والصحابة ويعتبرون الصلاة فيها حراما شرعا ويعتبرون التصوف كفرا، وبالتالى مهما خدعونا بأنهم لن يقتربوا منا، فهو موقف مؤقت لحين وصولهم لمرحلة التمكين من مفاصل الدولة، بعد ذلك يحاربوننا بتشريعات من البرلمان الذين يسيطرون عليه وميليشيات مسلحة تقتلنا داخل بيوتنا لذلك قلت نحاربهم بطريقتهم بتأسيس حزب يتصدى لهم.

■ لماذا لم تستجب لمبادرات الصلح التى تتم داخل البيت الصوفى؟

- لأن هناك بعض قيادات مشايخ الطرق الصوفية بالمجلس الأعلى للطرق الصوفية خانت البيت الصوفى ووقفت مع الإخوان ومنعت إصدار أى بيانات ضدهم وضد الكوارث وباعوا أنفسهم، فعلى سبيل المثال اتفقنا على بيان لرفض دستور الإخوان 2012، ورغم ذلك البيان حتى الآن مختفى ولم يصدر رأى موحد للصوفية، ثم طلبنا دعم الفريق أحمد شفيق، فى وجه مرشح الإخوان فى جولة الإعادة فرأينا موقف صامت، رغم موافقة جميع المشايخ على الوقوف ضد شفيق ونجحنا فى جمع كلمة المتصوفة فى آخر لحظة لتأييد ودعم شفيق لهذا هناك قيادات لن أضع يدى فى يدها.

■ هل تستمر حربكم مع السلفيين والإخوان حتى مع تولى الرئيس السيسى الحكم؟

- رجال الصوفية أقسموا على مواجهة أفكار الإخوان وأنصارهم السلفيين التدميرية فى الوطن العربى والإسلامى التى تهدف إلى تنفيذ المؤامرة الأمريكية التى بدأ بها الرئيس الأمريكى بوش تحت مخطط مسمى الفوضى الخلاقة.

■ البعض أخذ عليك تشبيه ثورات الربيع العربى بالخريف؟

- والله هذا أفضل توصيف، فنحن أول من بايعنا مظاهرات الشباب وقلنا هذا حقهم، لكن ما ثبت حاليا أن ما حدث فى الوطن العربى يؤكد أنها ثورات ربيع الإخوان الذين تسلموا زمام السلطة فى كل دولة حدث بها الثورة الخلاقة، لذا قلت على منصة التحرير فى أغسطس قبل الماضى يجب أن نكون أمام المخطط الصهيونى الإخوانى بالمرصاد لمنع تقسيم الوطن العربى إلى دويلات صغيرة، بما يحقق هدف إسرائيل فى تأسيس دولة من النيل إلى الفرات والتوسع أكثر.

■ قلت إنك رفضت نصائح من إيران وشخصيات من دعاة التقريب فى إيران بدعم محمد مرسى فى السلطة.. لماذا؟

- إيران تصف نفسها بحكم دولة الثورة الإسلامية وأى خطاب من فصيل سياسى يدعم الأفكار والمنهج الإسلامى ويدعم التقريب بين الدول الإسلامية، أيا كانت ستجدهم يدعمونه، والإخوان كانت تنادى بالتقريب بين المذاهب وفتح العلاقات معهم لذا شكلنا لجنة من علماء الأزهر ومشايخ الصوفية للإعلان عن حقيقة منهج الإخوان وشرح كيف أن الإخوان فصيل إرهابى داعٍ للعنف وزادنا إصراراً لدعم شفيق.

■ هل تتوقع مصالحة وطنية مع الإخوان فى عهد الرئيس السيسى؟

- أحذر من الإخوان والسلفية وعدم إجراء أى مصالحة معهم، وتذكر أخطاء السادات ومبارك، حين أتاحا لهم الفرصة، غدرا بهما من أجل الوصول إلى السلطة، وتسبب ذلك فى انتكاسة لمصر جعلتها أضحوكة للعالم، بعد أن سرقوا ثورة الشباب التى تطلعت لحكم ديمقراطى وتحقيق العدالة الاجتماعية والقضاء على رؤوس الفساد السياسى.

■ هل فكرت فى خوض الانتخابات البرلمانية؟

- هدفنا هو الوقوف مع الرئيس السيسى فى البرلمان وتشكيل ظهير برلمانى لدعمه بدلا من دخول فصائل لإفشال حكمه، وعلى الرئيس السيسى والقوى المدنية الحذر منهم.

■ من هم؟

- السلفيون.. خاصة حزب النور، فهو أخطر من الإخوان فى طمع الوصول إلى السلطة، لذا على الدولة التصدى لهم، ولديهم تمويلات وتبرعات لحصد أكبر المقاعد، ثم ابتزاز السيسى والقوى المدنية، لذا فعلينا عدم تكرار خطأ التحالف معهم.

■ ما رأيك فى الصراع الذى يدور بين وزارة الأوقاف وحزب النور؟

- ليس هناك صراع بل بلطجة سلفية من أجل السيطرة على منابر المساجد وبث السموم والتطرف لنشر الإرهاب وتهديد السلم الاجتماعى، لذا علينا دعم وزارة الأوقاف ضد هؤلاء وإتاحة الفرصة للأزهر لنشر الفكر الصوفى المعتدل.

■ ما تقييمك للانتقادات التى واجهت حملة إزالة الملصقات «هل صليت على النبى اليوم»؟

- انتشار ملصقات «هل صليت على النبى محمد اليوم» وراءها الكثير من الشبهات، فهذا الملصق أصبح يطارد المواطن فى كل مكان يذهب إليه، مما يؤكد من أول وهلة أن هذا الانتشار ليس من قبيل المصادفة، وأن ملامح هذه الملصقات وطريقة انتشارها ليست جهداً فردياً، ولكنها أمر دبر بليل.

كما أن هذه الصيغة المنتشرة إذن فيها عصيان واضح لأمر رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- مما يعد مخالفة شرعية واضحة تحمل خطأ، وهى أنهم ينشرون الصلاة على سيدنا رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- بالصيغة التى وصفها- صلى الله عليه وآله وسلم- بأنها (الصلاة البتراء) وهى أن تصلى على رسول الله دون إلحاق أهل بيته به، حيث قال صلى الله عليه وآله وسلم لأصحابه: (لا تصلوا على الصلاة البتراء) قالوا: يا رسول الله وما الصلاة البتراء قال صلى الله عليه وآله وسلم (أنْ تصلوا على وتمسكوا، ولكنْ قولوا: اللهم صل على محمد وآل محمد).

■ لماذا أسست الاتحاد العالمى للطرق الصوفية؟

- فى الفترة التى تمر فيها الأمة الإسلامية بخريف عربى يظهر هؤلاء العملاء والخونة باسم الثوار كان لا بد من الوقوف ضدهم ومعاونة معارضيهم لإسقاط حكمهم.

كما أن دول الربيع العربى بدأت تصحح مسارها بظهور سيسى ليبيا، اللواء حفتر، الذى بدأ حملة تطهير لهؤلاء وهناك معلومات عن ظهور سيسى فى اليمن قريبا وتونس وغيرها، لذا اخترنا مناهضة الإخوان والسلفية، بالإضافة إلى دعم التصوف الإسلامى وتنظيمها ومساندتها فى أى هجمة تتعرض لها، خاصة أن هناك مؤامرات لهدم الأضرحة فى دول الربيع العربى.