مازال المواطنون في مختلف المحافظات يشكون من سوء الخدمات، والأزمة المتلاحقة في مختلف المرافق، خاصة مرفق المياه، ففى الجيزة شهدت عدة مناطق، أمس، انقطاعات في المياه استمرت عدة ساعات، فيما استمر الانقطاع بمنطقتى المريوطية والكوم الأخضر بفيصل لليوم الرابع.
وقالت فاطمة على، من سكان من منطقة المريوطية: «نعانى منذ شهرين من انقطاعات متكررة في المياه، ومنذ 4 أيام لم نر نقطة مياه واحدة، والصيام وارتفاع درجة الحرارة أديان إلى تفاقم الأزمة بشكل كبير».
وأدانت فاطة تصريحات المهندس ممدوح رسلان، رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى، التي أشار فيها إلى توصيل عربات محملة بالمياه للمناطق التي تعانى من الانقطاعات بشكل كبير، مؤكدة أن هذا الحل لا يتفق مع كرامة الإنسان، مضيفة: «لو زوجة المحافظ هتنزل تملى ميه من عربية في الشارع يبقى ننزل إحنا كمان».
من جانبه، قال الدكتور على عبدالرحمن، محافظ الجيزة، إن السبب في انقطاع المياه هو كسر في إحدى مواسير الخط الكبيرة قطرها ألف ميللى، لكن تم إصلاحه منتصف ليل الأحد.
وفى بنى سويف، حدثت مشاجرات بالخرطوش والشوم والعصى بين أهالى عزبة العشش الواقعة على الطريق الدائرى، وأهالى قرية منقريش بمركز بنى سويف، بسبب محاولة منع أهالى العشش شركة مياه الشرب والصرف الصحى توصيل ماسورة مياه شرب من الخط المار أمامهم، لأهالى القرية، التي انقطعت المياه عنها لمدة أسبوع كامل، وقطع أهالى منقريش الطريق الدائرى بمدينة بنى سويف، وتمكنت قوات الشرطة من فض الاشتباك بين الأهالى العزبة، وألقت القبض على 2 منهم وأصيب أحد المخبرين أثناء عمليات فض الاشتباكات.
كان أهالى قرية منقريش قدموا أكثر من 20 شكوى إلى مسؤولى شركة مياه الشرب والصرف والصحى ببنى سويف، لانقطاع مياه الشرب عنهم أكثر من أسبوع.
وقال حسن هنداوى، عمدة القرية، إن شركة المياه لا تعرف التوصيلات الخاصة بالمياه، سواء للعزبة أو القرية، مؤكدا أنها السبب الرئيسى في الاشتباكات التي وقعت بين الأهالى.
وأكد العميد أحمد زكى رأفت، سكرتيرعام مساعد محافظة بنى سويف، أن المحافظ قرر تشكيل لجنة عاجلة، برئاسة العميد محمود عطية، رئيس شركة مياه الشرب لحل المشكلة في أقل من 12 ساعة للقضاء عليها نهائيا.
وفى البحيرة، انقطعت المياه عن بعض مناطق مراكز كفر الدوار وأبوحمص وحوش عيسى وأبوالمطامير، فيما تواصل انقطاعها عن مركز إدكو بالكامل للأسبوع الثانى على التوالى، حيث لا تتوافر المياه بقرى المركز إلا لمدة ساعة واحدة يومياً بالتناوب مع سكان المدينة، فيما لجأ أغلب الأهالى إلى شراء المياه من محافظة الإسكندرية القريبة أو الشرب من الطلمبات الحبشية.
من جانبه، شدد اللواء مصطفى هدهود، محافظ البحيرة، على سرعة تشغيل محطة مياه أبوحمص وإجراء توسعات بمحطة شرق النوبارية للقضاء على مشاكل وصول المياه إلى المواطنين بأطراف الشبكات، خاصة بمراكز أبوحمص وكفر الدوار وحوش عيسى وأبوالمطامير.
وفى دمياط، استمر مسلسل انقطاع المياه في مراكز فارسكور والزرقا وكفر سعد، فيما هدد عدد من المواطنين في قرى الشعراء والسنانية والسيالة والبصارطة، بالإضافة لمنطقتى السنانية والشيخ سديد بمركز دمياط بعدم سداد فواتير المياه، مطالبين المحافظ بسرعة التدخل لحل المشكلة.
وفى البحر الأحمر، تشهد مدينة الغردقة أزمة حادة في الحصول على مياه الشرب، بسب العجز الشديد في كمية المياه المخصصة للمدينة، التي لا تتجاوز كميتها 52 ألف متر مكعب يوميا، حيث تعتمد الغردقة بشكل أساسى على خط المياه القادم من محطة الكريمات على نهر النيل في رحلة يصل طولها عبر الخطوط إلى نحو 700 كيلو متر.
وأكد مسؤولو شركة مياه الشرب بالغردقة أن الاحتياجات الفعلية للاستهلاك بالمدينة تصل إلى 102 ألف متر مكعب يوميا، وتسبب نقص مياه الشرب في ظهور سوق سوداء لبيع المياه للأهالى والقرى السياحية، حيث تراوح سعر المتر المكعب ما بين 30 و45 جنيها.
وأشار المهندس ناجح محمد أحمد، رئيس مجلس إدارة شركة المياه، بأن نسبة العجز في الاحتياجات وصلت إلى 50%، حيث تحصل الغردقة على نصف احتياجاتها من المياه، بالإضافة إلى وجود عجز بنسبة 15 % بسبب انخفاض الجهد، وانقطاع التيار الكهربائى بمحطة مياه الكريمات، التي تغذى الغردقة بمياه الشرب، مما أدى إلى وقف عمليات الضخ لعدم قدرة التيار الكهربائى على تشغيل ماكينات المحطة. وأكد أن الاحتياطى الاستراتيجى لمياه الشرب بعدد من الخزانات لا يكفى إلا لمدة 48 ساعة فقط، موضحاً أن محطة اليسر للتحلية بالغردقة خرجت من الخدمة منذ أشهر، حيث كانت تنتج 3 آلاف متر يوميا.