«قصة ارتفاع أسعار الوقود اللى شغالة ليل نهار على التليفزيون هى اللى خلت الدنيا كده»، يفسر أحمد على سائق سيارة، 45 سنة، عملية التزاحم والتدافع بين السائقين على شراء الوقود بالسعر القديم.. «بيقولوا السعر هيرتفع ضعفين مرة واحدة، وده بمثابة ضربة كبيرة لينا، وإحنا بنحاول نلحق السعر على قديمه قبل السعر الجديد اللى هننكوى بيه».
فى محطة وقود فى أحد شوارع وسط القاهرة، وقف أحمد فى طابور امتد عدة أمتار حتى سد الشارع الرئيسى أمام السيارات الأخرى، وفى الخلفية أصوات اشتباكات بين سائقين آخرين وعاملين فى محطة الوقود على أسبقية الشراء بالأسعار العادية. يقول: «قرار الحكومة برفع أسعار الوقود فى هذا التوقيت غير مدروس. يقول: «أزمة الطوابير أمام محطات الوقود سببها الرئيسى يعود إلى الأنباء المتداولة فى وسائل الإعلام عن ارتفاع الأسعار، وهو ما دفع أصحاب المركبات إلى تخزين الوقود فى جراكن فى عدد من المناطق».
داخل محطة «التعاون» فى شارع مصدق بالدقى اختفت طوابير السيارات أمام المحطة ولم تشهد زحاماً خلافاً لمثيلاتها من المحطات، وسط حديث للعاملين داخل المحطة عن استعدادت مكثفة ليلاً لاستقبال طوابير من سائقى التاكسى قبل رفع الأسعار. يقول أحد العاملين بالمحطة، طلب عدم ذكر اسمه، إن «ارتفاع الأسعار المتوقع يجعل من البنزين سوقاً للبيزنس، من أجل تحقيق مكاسب وأرباح للعاملين».
وفسر: «الرواتب التى نتقاضاها منخفضة، ولذلك يلجأ معظم العاملين فى المحطات إلى تخزين جراكن الوقود وبيعها للسائقين لتحقيق هامش ربح إضافى، ولأن الناس مضطرة هتشترى علشان تتجنب الوقوف فى طوابير طويلة».
فى محطة الوقود التى تتوسط شارع قصر العينى ينتظر عدد من السائقين فى طوابير لشراء البنزين والغاز الطبيعى، تتخللها نقاشات عن «الفرصة الأخيرة، والتفويلة الأخيرة» قبل رفع الأسعار وعودة السوق السوداء فى تجارة الوقود.