وصف مسؤولون أمريكيون وخبراء، الإثنين، إعلان تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، (داعش)، الأحد، «الخلافة الإسلامية»، بأنه أكبر تهديد للأمن القومي الأمريكي منذ أحداث 11 سبتمبر، وأكبر تهديد على أمن دول الخليج، إضافة إلى أنه يشكل تحديا لمركزية تنظيم «القاعدة» العالمي.
وقال رئيس لجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب الأمريكي، مايكل مكاويل، إن «تنظيم (داعش) هو التهديد الأول للوطن، والتهديد رقم واحد للأمن القومي منذ أحداث 11 سبتمبر»، بحسب تقرير نشره موقع قناة «الحرة» الأمريكية.
وحدّد «مكاويل» عددا من الخيارات للتعامل مع الوضع في العراق، موضحًا أنها تتركز على توجيه ضربات عسكرية ضد التنظيم، والضغط باتجاه مصالحة وطنية بين السنة والشيعة.
وقال: «أعتقد أن علينا النظر في أمرين، الأول: توجيه ضربات جوية محددة الأهداف ضد (داعش من) دون وقوع خسائر على السنة، وثانيا: مصالحة سياسية ودبلوماسية مع السنة والشيعة، وهذا ليس بالأمر السهل».
وتشكل هذه الخطوة تحديا مباشرا للقيادة المركزية لتنظيم «القاعدة»، الذي أعلن تبرؤه من تنظيم «داعش» وتحديا للأسر الحاكمة في الخليج.
ورأى المحاضر الزائر في مركز «بروكينجز» في الدوحة، تشارلز ليست، أن إعلان الخلافة له أهمية كبيرة، مشيرا إلى أنه أيا كانت الأحكام التي ستصدر فيما يتعلق بشرعية تنظيم «داعش»، فإن الإعلان عن العودة للخلافة ربما يكون أهم تطور في «الجهاد العالمي» منذ 11 سبتمبر.
وأضاف أن «وقع هذا الإعلان سيكون عالميا لأن الجماعات التابعة للقاعدة والجماعات الجهادية المستقلة سيتعين عليها الآن أن تختار بين تأييد الدولة الإسلامية والانضمام إليها أو معارضتها».
ومن المتوقع أن تشعر دول في الخليج مثل السعودية بالقلق جراء هذا الإعلان الذي يتحدى السلطة الحاكمة هناك، وقاتلت السعودية متشددين من تنظيم «القاعدة» لعدة سنوات وتمكنت في النهاية من سحق حملتهم في 2006.
وقال الخبير في شؤون الخليج بمعهد «بيكر» في الولايات المتحدة، كريستيان أولريتشسين: «سينظر حكام الخليج للبيان باعتباره دليلا على أن المنظمة تمثل تهديدا خارجيا خطيرا على استقرارهم».
وأضاف: «قد يستخدمونه أيضا للدفاع عن أنفسهم ضد أي اتهامات غربية بأنهم يقدمون الدعم المادي واللوجستي للجماعة بالقول بأنهم يقفون في الخط الأمامي ضدها، لكن البعض استبعد أن يكون لهذا التطور تأثير كبير على منطقة الخليج».
ويعني إعلان الخلافة إلغاء الحدود بين البلاد الإسلامية وإعلان نظام اقتصادي وعملة واحدة وإنشاء جيش يدافع عنها، وفق مواقع جهادية.
وكان تنظيم «داعش» أعلن في تسجيل صوتي للمتحدث باسمه، أبو محمد العدناني، الأحد، «قيام الخلافة الإسلامية» وبايع زعيمه، أبو بكر البغدادي، خليفة للمسلمين.
وقال «العدناني» في التسجيل إن «الدولة الإسلامية» قررت «إعلان قيام الخلافة الإسلامية وتنصيب خليفة دولة المسلمين ومبايعة الشيخ المجاهد أبو بكر البغدادي، فقبل البيعة وصار بذلك إماما وخليفة للمسلمين في كل مكان».