إذا أردت البحث عن معنى «الصوفية» فستجد تعريفات شتى، فهناك من يراها مرتبطة بعلاقة العبدبربه على مبدأ «أن تعبدالله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك».
وهناك من يراها منهجًا أو طريقًا يسلكه العبد للوصول إلى الله، أي الوصول إلى معرفته والعلم به، بينما يلخصها الشيخ الراحل، محمد متولي الشعراوي، بعلاقة «الحبيب والمحبوب»، التي يعشق كثير من المصريين مشاهدها، الأمر، الذي دفع صناع مسلسل «السبع وصايا» إلى الاستعانة بموشحاتها في التتر الخاص بهم.
واستعان «السبع وصايا» بكلمات الصوفي محيي الدين بن عربي، المعروفة باسم «الفراديس»، والتي تقول:
«فللهِ قومٌ في الفراديسِ مذ أبتْ قلوبهم أن تسكن الجوَّ والسما
ففي العجلِ السرُّ الذي صدعتْ له رعودُ اللظى في السفلِ من ظاهر العجى
وأبرقَ برقٌ في نواحيهِ ساطعٌ يجلِّلُهُ من باطنِ الرجلِ في الشوى
فأولُ صوتٍ كان منه بأنفه فشمته فاستوجبَ الحمدَ والثنا
وفاجأهُ وحيٌ من اللهِ آمرٌ وكان له ما كان في نفسه اكتمى
فيا طاعتي لو كنتِ كنتُ مقرباً ومعصيتي لولاكِ ما كنتُ مجتبى
فما العلم إلا في الخلافِ وسرِّه وما النورُ إلاَّ في مخالفة النهى»
ومحمد بن على بن محمد بن عربي أَبوبكر الحاتمي الطائي الأندلسي، معروف باسم محي الدين بن عربي، وهو فيلسوف يوصف بأنه من «أئمة المتكلمين في كل علم».
ولد في مرسية بالأندلس وانتقل إلى إشبيلية وخرج في رحلة زار خلالها الشام وبلاد الروم والعراق والحجاز، وأُنكرت عليه «الشطحات»، التي يكتبها، فعمل بعضهم على إِراقة دمه، وحبس فسعى في خلاصه على بن فتح اليحيائي، واستقر في دمشق ومات فيها.
و«الفراديس» باب في دمشق وهو أحد الأبواب السبعة الرومانية، ويقع في شمال دمشق.
وبنى الرومان باب «الفراديس» على أنقاض باب يوناني، الذي بُني على أنقاض باب آرامي.
ويتألف من بابين، داخلي وخارجي يمتد بينهما سوق العمارة حاليًا، ويُطلق عليه اسم «باب العمارة»، ويشير موقع «اكتشف سورية» إلى أن «هذا الباب منسوب إلى كوكب عطارد، وهو رسول الآلهة عند اليونان واسمه لديهم هرمس (Hermes)، وهو أيضاً إله الفطنة والحيلة والفصاحة واللصوصية والموازين والمقاييس وأحرف الهجاء واختراع الأدوات الموسيقية، ويقابله لدى الرومان الإله ميركوري (Mercury)».
ويضيف: «سُمي أيضًا باب الفراديس قبل الإسلام نسبة إلى محلة الفراديس، التي كانت قبالته، وكانت هذه المنطقة مليئة بالقصور والحدائق والبساتين».
وتشير وزارة الأوقاف المغربية إلى أن «ابن عربي اختار باب الفراديس، وهو أجمل مكان بدمشق مقرًا له، يتفرج منه على المدينة، ويخلو فيه للبحث والدرس، ويلجأ إليه عندما تطارده هموم الغربة والوحشة»، ناقلة قوله: «عنده – وليس في الأرض مثله، كان مقري، وإليه من الوحشة كان مفري، وإليه كان انفرادي للدرس والتقري»، فيما يعود أصل التسمية إلى «كثرة البساتين المقابلة له قديمًا».
واحترقت ««الفراديس» وتهدمت أثناء فتنة القرامطة والفاطميين، وفي العهد الأيوبي جُدد الباب أيام الملك الصالح نجم الدين أيوب، وبلغ ارتفاع الباب نحو 4 أمتار وعرضه 3 أمتار ونصف ولا يزال مصفحًا بالحديد حتى الآن.