كان جيمس ماديسون، الرئيس الرابع للولايات المتحدة، وقد شغل منصب الرئاسة في الفترة من 4 مارس 1809 حتي 4 مارس 1817 وقد جاء خلفا للرئيس توماس جفرسون، وقد عرف باسم «أبوالدستور» حيث لعب دوراً هاماً في وضع دستور الولايات المتحدة في 1787 بالتعاون مع ألكسندر هاميلتون وجون جاي.
وفي 1788قام بإنشاء الحزب الجمهوري الديمقراطي في منتصف التسعينيات من القرن الثامن عشر بالتعاون الوطيد مع توماس جفرسون وأسس حركة جراس رووتس (جذور العشب) ذات النشاط السياسي والتي انتصرت في انتخابات 1800 والتي يشار إليها بثورة 1800 وقام بمضاعفة مساحة الدولة عندما قام بصفقة شراء لويزيانا من فرنسا أثناء توليه منصب سكرتير دولة.
وعندما أصبح رئيساً أعلن الحرب على بريطانيا التي عرفت في بريطانيا بحرب 1812 أو الحرب الأمريكية والتي انتهت في 1815 وسادت بعدها البلاد روح قومية.
أما عن سيرة «ماديسون» فتقول أنه مولود في 16 مارس 1751 في ميناء كونواي بولاية فيرجينيا، وكان أكبر أشقائه الـ12 وأحد السبعة الذين عاشوا حتى وصلوا مرحلة البلوغ.
وكان والده الكولونيل جيمس ماديسون ووالدته إلينور روز من مالكي العبيد ومن الملاك الأثرياء لمزارع التبغ في مقاطعة أورانج بولاية فيرجينيا حيث أمضى معظم سنين طفولته وتربى على مبادئ الكنيسة الإنجليزية (الاسقفية البروتستانتية).
عاش حياة زراعية بفضل جده الأكبر جيمس ماديسون الذي استفاد من نظام تقسيم الأراضي بفيرجينيا والذي سمح له بجلب العبيد للعمل في أرضه مما ساعده على تجميع مساحات كبيرة من الأراضي، فكان كأسلافه مالكا للعبيد وفي 1769 ترك الزراعة والتحق بكلية نيوجيرسي والتي أصبحت تعرف فيما بعد بجامعة برنستون.
أنهى دراسته في سنتين بدلاً من أربع سنين، حيث أجهد نفسه بالعمل الإضافي كي يحقق هذا الإنجاز، ثم عمل في الهيئة التشريعية للدولة من 1776 حتى 1779 حيث أصبح معروفا كتابع لتوماس جفرسون ومحمياً بنفوذه، وبهذه الصفة أصبح من الأعضاء البارزين سياسياً في ولاية فيرجينيا.
ساعد في وضع مسودة لإعلان الحرية الدينية في الولاية وإقناع الولاية في التخلي عن المناطق الشمالية الغربية للمجلس القاري والتي أصبحت فيما بعد تعرف بولاية أوهايو وإنديانا وإلينوي، ولكنه سرعان ما أثيرت مخاوفه اتجاه هشاشة الوثيقة الكونفدرالية، فقد كان من المؤيدين بشدة لوضع دستور جديد أثناء انعقاد الاجتماع الدستورى بولاية فيلادلفيا عام 1787، وأصبحت مسودته لخطة فيرجينيا ونظامه الثوري الفيدرالي ذو الأفرع الثلاثة القاعدة التي وضع على أساسها الدستور الأمريكي الحالي.
ومن أجل الأسراع في التصديق على هذا الدستور انضم إلى ألكسندر هامليتون وجون جاي في كتابة الصحف الفيدرالية والتي أصبحت التفسير الوحيد للدستور بين التشريعيين والدارسين. وكانت المقالة العاشرة التي كتبها هي المقالة التي استشهد بها كثيراً والتي فسرت كيف ليمكن لبلد كبير ذو اهتمامات متنوعة وأحزاب مختلفة دعم النظام الجمهوري بصورة أفضل من بلد صغير تهيمن عليه اهتمامات خاصة محدودة، حتى أصبح تفسيره للدستور الجزء الرئيسى الجامع للآراء السياسية الأمريكية.
وعندما كان يعمل كنائب في المجلس القاري بالفترة من 1780 إلى 1783 عرف برجل المهام التشريعية الشاقة وسيد المهام البرلمانية الخاصة إلى أن توفي «زي النهاردة» في 28 يونيو 1836.