لم تواجه الديوك الفرنسية أي صعوبة تذكر في تصدر مجموعتها الخامسة بفوزين وتعادل وحصيلة تهديفية بلغت ثمانية أهداف وفارق إيجابي «+6»، وقد لا يمكن الحكم على مستوى المنتخب الفرنسي من خلال تلك المجموعة غير القوية، إلا أن الأداء الهجومي السلس الذي كسى الفريق باعتماده على خطتي لعب «4/3/3 و 4/2/3/1» وأحيانًا «4/4/2» كشف عن استعداد جيد للديوك وقدرتهم على الاستمرار في البطولة، ويمكن القول بأن كريم بنزيمة، مهاجم ريـال مدريد والمنتخب الفرنسي، نجح في قيادة بلاده باقتدار في الدور الأول.
منتخب فرنسا هو الأغزر في محاولاته على مرمى منافسيه «62 محاولة، منها 39 بين القائمين والعارضة»، وسجل الديوك هدفًا واحدًا كل نصف ساعة تقريبًا، كما قدم الفريق مستوى بدني مرتفع، حيث أكمل لاعبوه 324.8 كم عدوًا في الدور الأول، بالإضافة إلى تحطيمه لأسطورة الاستحواذ السلبي والتمرير الغزير غير المفيد، حيث مرر بطل مونديال 98، 1467 تمريرة صحيحة بدقة 82%، مستفيدًا من هذا الأمر بشدة في اقتناص صدارة المجموعة بـ 7 نقاط وبلا خسارة ممتلكًا خط هجوم قوي جدًا.
واعتمد المنتخب السويسري على نفس طريقة الفرنسيين إلا أن الإنتاج العام للفريق لم يتماشى مع سمعته قبل انطلاق البطولة، صحيح أن سويسرا امتلكت خط هجوم جيدا جدًا سجل 7 أهداف في الدور الأول، لكن اهتزاز الشباك بستة أهداف «منها 5 في مباراة واحدة أمام فرنسا»، يثير القلق حول مستقبلها في البطولة الحالية، فالوطني «لا ناتي» كما يطلق عليه بلغت محاولاته على المرمى 51 تسديدة وسجل خمسة أهداف من ألعاب متحركة وقدم أداءً بدنيًا جيد جدًا أيضًا بواقع 325.7 كم عدوًا في مباريات الدور الأول.
لكن على الجانب الدفاعي، ورغم تصدي الحارس بيناليو لـ14 تسديدة من منافسيه، إلا أن الفريق نفذ 19 عرقلة ناجحة فقط لاستخلاص الكرة وتشتيت 33 كرة أخرى، بالإضافة إلى استعادة 110 كرات، وهو الحد الأدنى في متوسط معدلات البطولة كلها، وكلها أمور تشير إلى عدم وجود ضغط حقيقي من خط وسط السويسريين والتمركز السيئ لمدافعيه، وكان اللاعب الأبرز في صفوفه هو شيردان شاكيري صاحب الهاتريك الخمسين في تاريخ كأس العالم، وهو ثان أغزر اللاعبين محاولة على المرمى «17 تسديدة بدقة 76%»، وهو سابع أفضل ممرر للكرات البينية في البطولة «8 تمريرات داخل منطقة الجزاء»، ومرر لاعب وسط بايرن ميونخ المهاجم 111 كرة بدقة 74%.
والحقيقة أن منتخبي الإكوادور وهندوراس لم يستحقا المنافسة بأي حال من الأحوال على بطاقتي الصعود عن تلك المجموعة، فالأخير قبع في ذيلها برصيد صفر من النقاط محرزًا هدف واحد فقط، واستقبلت شباكه ثمانية أهداف وبأداء ضعيف دفاعًا وهجومًا، بينما اعتمد المنتخب اللاتيني على مهارات لاعب واحد فقط، هو مهاجم باتشوكا المكسيكي إينير فالنسيا، والذي أحرز أهداف المنتخب الثلاثة في البطولة، إلا أنه لم يكن قادرًا وحده على دفع الإكوادور إلى الدور التالي، خاصة في غياب الفاعلية المعروفة عن لاعب خط وسط مانشستر يونايتد أنطونيو فالنسيا.