بمناسبة شهر رمضان: هل يطرح الرئيس مبادرة تسامح للمنشقين قبل إسقاط الجنسية؟

صبري غنيم الأربعاء 25-06-2014 22:07

أنا من المؤيدين لإسقاط الجنسية المصرية عن كل مصرى يقيم خارج مصر ويعادى وطنه أو يبيع نفسه لدولة أجنبية ضد هذا الوطن.. إن أى منشق عنا لا يلزمنا ولا يجب أن نتركه وهو ينهش فى سيرة أمه مصر وهو يحمل جنسيتها.. هل رأيتم فى الدنيا شخصاً يمزق ملابس أمه ويخلع عنها رداءها ويفترى عليها أمام العامة؟!.. وغير معقول أن يبدى الابن العاق سعادته وهو يتشفى فى أمه مع أعدائها الذين احتضنوه ضد مصر.. أى تسمية تطلقونها على هذا الحقير، هل لا تتشككون فى بنوته.. لا يمكن أن يكون هو ابنها.

- هذا هو ما يحدث مع المصريين من جماعة الإخوان الذين هربوا من مصر واستوطنوا فى الخارج، إنهم ينهشون فى لحم أمهم مصر بعد أن فشلوا فى إدارة شؤونها وخططوا لتقسيمها واستباحوا للغرب ولأعدائها تدمير جيشها، كل هذا من أجل حفنة من الدولارات، لعنة الله على المال الذى تباع به الضمائر، ولعنة الله على كل خائن يفرط فى عرضه وهويته المصرية.. لذلك أقول: إذا كانت مصر تدرس فعلاً إسقاط الجنسية عن المصرى الذى يعادى وطنه فى الغربة فهى تسترد كرامتها وتعيد لنفسها هيبتها أمام العالم بكسر رقبة الخونة الذين تحولوا إلى أدوات تشهير بأمهم مصر.. لا يقبل أى مواطن حر أن يرى مصرياً مثله يطل من قنوات الجزيرة وهو يتطاول على الوطن بأبشع الاتهامات وكل ما يهمه أن تنهار الدولة المصرية.. على الأقل يوم يظهرون على شاشات القنوات التحريضية وهم بلا جنسية يحتقرهم المشاهد أياً كانت جنسيته.. إن مثل هذا القرار لو صدر وسحبت الدولة الجنسية عن كل منشق وخائن سوف يزيد المصريين فخراً واعتزازاً بجنسيتهم.. وهنا تصبح للجنسية قيمة لمن يحملها ويصبح الذى يحملها هو الوطنى الحر، لا يتساوى مع الذين يبيعون ضمائرهم ضد وطنهم.

- وهنا أقول: ماذا لو أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى هذه المبادرة بمناسبة شهر رمضان الكريم باعتبار أنه أول شهر كريم يأتى منذ توليه أمر البلاد، بحيث تسمح بعودة أى مصرى من الخارج معلناً التوبة وطالباً العفو والسماح من الشعب المصرى على أن يتعهد بأن يكون ملتزماً بالانضمام إلى صفوف القوى الوطنية خالعاً رداء الجماعة مرتدياً رداء الأم المصرية.. لا شك أن هذه المبادرة سوف تحسب للمصريين جميعاً وتحسب أيضاً للسيسى وسيكون لها أثرها أمام حقوق الإنسان الدولية بل ستكون سنداً لأى قرار تأخذه مصر من شأنه إسقاط الجنسية عن العاقين المتمردين على الوطن.. ومن يتذكر ما حدث مع المنشقين على وطنهم فى المملكة العربية السعودية فقد استفادوا من مبادرة خادم الحرمين الشريفين التى أطلقها لفتح باب التوبة أمام الشباب المغيب والذين كانوا ضحايا للفكر المتطرف.. فقد كانت لفتة العاهل السعودى إنسانية وأبوية.. صحيح أن العفو سيكون له شروط وهو ألا تكون أياديهم قد تلوثت بالدماء، فالعفو يشمل الجرائم التى ارتكبت باللسان وليست الجرائم التى ارتكبت بالسلاح.. وقرار إسقاط الجنسية يوم أن يحدث هو فى حد ذاته قرار فيه تأديب وتهذيب لمن يسىء إلى سمعة وطنه أو ينهش لحم أمه.. يكفى أنه سيكون مكسوراً بلا هوية وطنية.

- من المؤكد أن هناك مئات من المصريين غُرِّر بهم وخرجوا من مصر على أمل عودتهم بعد سقوط النظام الثورى ونسوا أن هذا النظام هو صناعة مصرية من صنع الشعب ولن يسقط أو يتم تغييره طالما يحمل حصانة من الشعب.. يعنى الذين غُرِّر بهم هم ضحايا قيادات التنظيم الدولى للإخوان وكونهم استثمروا فى حملات التشهير ضد الوطن فهذا مقدور عليه لأننا طيبون نغفر الإساءة، المهم ألا تكون من أجنبى، وكونها من مصريين مثلنا غُرِّر بهم فالعفو عند المقدرة هو شهامة، والحمد لله الشهامة فينا لن تموت.

- لذلك أقول: افتحوا أبواب التوبة لكل مصرى يريد العودة لوطنه رافعاً راية الاستسلام ومصر قادرة على احتوائه وتقليم أظفاره يوم أن يرتد أو يلعب بديله.. صدقونى، هذه المبادرة هى العنوان المشرف لسماحة المصريين وسماحة الرئيس فى هذا الشهر الكريم، لعلها تصلح ما أفسده الفاسدون، وتلم شمل المصريين.. وتكون درساً للدول التى تشترى البنى آدمين وتستعديهم ضد أوطانهم.

ghoneim-s@hotmail.com