«الكوماندوز» الإسرائيلى يسيطر على سفينة المساعدات الأيرلندية لغزة ويقتادها إلى ميناء أشدود

الأحد 06-06-2010 00:00

سيطرت وحدات عسكرية إسرائيلية وقوات كوماندوز على سفينة المساعدات الأيرلندية «ريتشيل كورى» فى المياه الدولية على بعد 22 ميلاً من سواحل القطاع، حيث اعتلت القوات الإسرائيلية ترافقها الزوارق الحربية متن السفينة وسيطرت عليها دون وقوع مواجهات مع نشطاء السفينة أو إطلاق نار، أو مقاومة من الأفراد على متنها استجابة لأوامر رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، الذى أكد ضرورة توخى الحذر فى التعامل مع السفينة على خلاف المجزرة،

 التى ارتكبتها القوات الإسرائيلية بحق أسطول الحرية يوم الاثنين الماضى، والذى وضع الدولة العبرية فى موقف لا تحسد عليه وأزمة غير مسبوقة فى تاريخها.

قالت المقدم أفيتال ليبوفيتش، الناطقة باسم الجيش الإسرائيلى إنه جرى اقتياد السفينة فى المياه الدولية إلى ميناء أشدود الإسرائيلى لتفتيشها وأضافت: «يجب أن نقول إن هناك فرقاً بين هذه السفينة والأسطول الأخير، الذى اختار طاقمه استخدام العنف، بينما استسلم طاقم هذه السفينة دون مواجهات».

وأشارت ليبوفيتش إلى أن ركاب السفينة ليسوا مكبلين، لكنها تجنبت تحديد وضعهم القانونى بانتظار أن يتم التحقيق معهم لدى وصولهم إلى ميناء أشدود.

ويمثل اعتراض سفينة «ريتشيل كورى»، التى كانت فى عداد «أسطول الحرية»، الهادف لكسر الحصار البحرى على غزة، تحديا جديدا للمجتمع الدولى ومطالباته بالسماح لها ببلوغ غزة وفك الحصار على القطاع، وتحمل السفينة 15 من النشطاء الأيرلنديين والماليزيين و1000طن من المساعدات، وتخلد ذكرى الناشطة الأمريكية ريتشيل كورى، التى قتلتها جرافة الاحتلال عام 2003، بعد أن تصدت لمحاولتهم هدم منزل فلسطينيين فى القدس.

كان النشطاء الدوليون على متن السفينة «راشيل كورى» أصروا على التوجه إلى قطاع غزة، بهدف فك الحصار المفروض عليه متجاهلين التهديدات الإسرائيلية المتتالية باعتلائها واقتيادها إلى ميناء أشدود، وقبل اعتلائها، اعترضتها 3 زوارق إسرائيلية فى المياه الدولية قبل وصولها غزة بنحو 100 كيلومتر، إلا أن القوات الإسرائيلية نفذت تهديداتها باقتحامها واقتيادها بعد أن تجاهلت أوامرها بتحويل خط سيرها إلى ميناء أشدود الإسرائيلى.

وتضاربت الأنباء فى البداية حول اقتحام السفينة فى المياه الدولية، وقالت مصادر على متنها إنه جرى اقتحامها من قبل القوات الإسرائيلية لكن دون وقوع مواجهات، إذ كان النشطاء أكدوا أنهم لن يقاوموا، وهو ما نفته غيرتا برلين،

من حركة غزة الحرة فى بداية الأمر، ثم اعترضت الزوارق الحربية الإسرائيلية مسيرة السفينة إلى أن تم اقتحامها من قبل وحدات إسرائيلية خاصة وقوات كوماندوز وتم قطع الاتصال بالسفينة، سوى عن طريق الأقمار الصناعية.

وبدا التعامل الإسرائيلى الأخير مع السفينة أكثر تحفظا رغم اقتحامها، خشية تعرض الدولة العبرية لمزيد من الانتقادات والضغوط الدولية بعد جريمة «أسطول الحرية»، وبحسب الرواية الإسرائيلية، فإن قوات الكوماندوز اقتحمتها واعتلت ظهر السفينة دون وقوع مواجهات مع النشطاء المشاركين فيها.

وقال أمجد الشوا، المسؤول فى لجنة استقبال السفينة، منسق شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية إن «عدة زوارق بحرية إسرائيلية اعترضت هذه السفينة على بعد حوالى 30 إلى 35 ميلا (بحريا) من شواطئ بحر غزة».

وأضاف «لا معلومات لدينا عن استخدام العنف أو إطلاق النار»، وتابع «اقتادوا السفينة ربما إلى ميناء أشدود أو مكان آخر»، موضحا أنه أجرى اتصالا هاتفيا مع السفينة قبل انقطاع الاتصالات.

وأدانت حماس اعتراض السفينة واعتبرته قرصنة إسرائيلية وجريمة جديدة ترتكبها تل أبيب، وأعلنت الحركة أنه سيصل القطاع عدد كبير من سفن المساعدات خلال الأسابيع المقبلة.

وقبل الحادث، حث البيت الأبيض السفينة الأيرلندية على التوجه إلى ميناء أشدود، لتفادى المواجهة مع القوات الإسرائيلية، وأعلنت الخارجية الأمريكية أن واشنطن تعمل على تجنب تكرار مأساة «أسطول الحرية»، وقال المتحدث باسم الوزارة فيليب كراولى إن بلاده تتعاون مع أيرلندا وإسرائيل والسلطات الفلسطينية،

 وترغب أن ترى ريتشيل كورى وباقى السفن تتعاون مع السلطات الإسرائيلية لإيصال المساعدات إلى غزة، بينما قال دبلوماسى أمريكى إن واشنطن ترغب فى تغيير النهج المتبع للسماح بوصول كميات أكبر من المساعدات إلى قطاع غزة.

فى غضون ذلك، ذكرت صحيفة «جارديان» البريطانية أن التقرير الطبى الذى وضعته السلطات التركية بعد تشريح جثث مواطنيها الـ9، الذين قتلوا فى الهجوم الإسرائيلى على أسطول الحرية، يظهر أن الضحايا أمطروا بوابل من الرصاص وبعضهم من مسافة قريبة بصورة هيستيرية وأن 5 منهم قتلوا نتيجة إصابتهم بجروح بسبب إطلاق النيران على رؤوسهم.

ونقلت الصحيفة عن يالسين بويوك، نائب رئيس المجلس التركى للطب الشرعى، الذى قام بتشريح الجثث، بأمر من وزارة العدل التركية، قوله إن الجثث أصيبت بما مجموعه 30 رصاصة. وأضاف أن مواطنا فى الستين من العمر قضى بعد إصابته بـ4 رصاصات فى الجبهة والصدر والفخذ والظهر.