قال عدد من خبرء الإعلام، إن شكل الإعلام في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي سيختلف عن شكل الإعلام الفترة الماضية، مشيرين إلى أن الفضائيات الخاصة ستقف بجوار الرئيس الفترة المقبلة ولن تحاول التعرض إلى سلبيات الدولة، وستحاول ان تبني الامل في الشعب المصري، حتي يرضي عنها الرئيس، لان مصالح اصحابها تأتي من رضا الرئيس عليهم، اما التليفزيون المصري فسوف تتغير منظومته بتشكيل المجلس الوطني للاعلام، الذي سوف يجعل هناك حراجة عاجلة لتليفزيون الدولة الرجل المريض الذي ترفض الدولة اعلان وفاته، وذلك بتغير قانون 13 لعام 79 الذي يحكم المبنى.
وقال الدكتور حسن علي عميد إعلام جامعة بني سويف: «الرئيس السيسي ينظر إلى التليفزيون المصري نظرة سلبية، لأن هذا الجهاز يكلف الدولة شهريا قرابة 220 مليون جنية من خزانة وزارة المالية، ولا نتاج له، والتليفزيون المصري لدية أزمات كبيرة وسط الإعلام الخاص، منها أنه غير قادر على المنافسة وسط الكيانات الفضائية الجديدة، وبالتالي هناك ضعف في الإقبال علية، وبعد تشكيل المجلس الوطني للإعلام، بهيئاته الثلاث، ستتم عملية جراحة دقيقة لتليفزيون الدولة الجسد المترهل، خاصة أن المجلس الوطني سيغير قانون 13 لعام 1979 الذي يحكم التليفزيون المصري منذ إنشائه، وسيكون هناك هيكلة لهذا المبنى».
وأضاف «حسن»: «سر سكوت السيسي عن مبنى التليفزيون، أنه يعرف أن المجلس الوطني للإعلام سيغير وضع المبني إداريًا ووظيفيا بالنسبة للعاملين به، كما أن السيسي لديه ملفات أكبر من ملف التليفزيون، وسيتم دمج قنوات فضائية وصل عددها إلى 33 قناة، وسيكون هناك دمج للقنوات الإقليمية مع المتخصصة، والقنوات الفضائية مع التليفزيون، بالإضافة إلى أن هناك قطاعات كبيرة ستتحول العمالة فيها إلى وزرات أخرى مثل قطاع الامن، وسيكون هناك تغيير كامل لشكل التليفزيون بعد مجلس الشعب».
وتابع: «أما بالنسبة للإعلام الخاص، فهو من ساند السيسي في الانتخابات، وكان من الأدوات المهمة في ثورتي 25 يناير و30 يونيو، وهناك أرضية مشتركة بين الإعلام الخاص والسيسي، وهي البحث عن مصلحة مصر ونهوض الدولة، ولذا لن تضار الفضائيات الخاصة، لكن لن يترك الرئيس الحبل على الغارب لكل من هب ودب يظهر في الفضائيات، وهناك ملاحظة أن الإقبال على برامج التوك شو أصبح ضعيفًا بالنسبة للجمهور المصري، وفي المقابل سيكون هناك تعبئة للرأي العام المصري، عن بارقة الامل الجديدة مع الرئيس المنتخب، والذي يمثل عنصر الامان للبلد، وسيركز الاعلام في الفترة المقبلة على (الأمل) لأن صناعة الأمل في الفترة المقبلة يجب على السيسي أن ينتبه لها، وتنتهي مرحلة الصوت العالي في الفضائيات».
وقال الخبير الإعلامي الدكتور فاروق أبو زيد، إن الإعلام المصري بشكل عام ارتفع سقف حريته، مضيفًا: «ما يحدث حرية عرفية، غير مسنودة بقوانين وهذا الشكل ممتدد منذ ثورة 25 يناير، وهناك تأييد تام للسيسي من القنوات التليفزيونية الحكومية والخاصة، والصحافة الخاصة والحكومية والحزبية، ولكن لن تظهر الدولة المعارضة للسيسي إلا بعد تشكيل البرلمان، ومن سيشكل الحكومة من أحزاب، إلا اذا كانت هناك حكومة ائتلافية ولا يوجد بها معارضة، وستكون وسيلة المعارضة في الحكومة الصحف الحزبية وليست الفضائيات، خاصة أن أصحاب الفضائيات أصحاب مصالح مع الرئيس السيسي».
وقال الخبير الإعلامي الدكتور عدلي رضا: «يجب على الفضائيات أن تقوم على بناء الدول، ويكون لديها أجندة قومية تسعى لها الفترة المقبلة، تقود مصر إلى الأمام، ولا يجب التركيز على السلبيات، وأتمني أن يكون هناك إعلاميين جدد يتبنون، فكرة الأمل الجديد إلى لمصر».