نجح المنتخب المكسيكى في الحصول على بطاقة التأهل الثانية من المجموعة الأولى إلى دور الـ 16 بعد أداء جيد ونتائج مبهرة خالفت كل التوقعات بعد تصفيات لم تكن هي الأفضل بالنسبة للقادم من القارة الأمريكية الشمالية.
وفاز منتخب الألوان الثلاثة في الفوز على الكاميرون بهدف نظيف قبل إسقاط الكروات بثلاثية مقابل هدف غير مؤثر، وبينها كان على موعد مع حبس أنفاس البرازيليين في مباراة قوية دفاعية تألق فيها حارس المكسيك «أوتشوا» واقتنص نقطة من أصحاب الأرض وضعته في المرتبة الثانية في المجموعة برصيد 7 نقاط، بلا هزيمة، وبرصيد تهديفى إيجابى«+3» بعدما سجل 4 أهداف وسكن مرماه هدف وحد فقط.
الأداء الدفاعى في تلك البطولة هو سمة مميزة للعديد من المنتخبات، التي أحرزت أهدافا غزيرة بسبب الدفاع الذكى، الذي اعتمدت عليه بشكل واضح قد يغير من تكتيك وطريقة اللعبة في السنوات القادمة، خاصة بعد انحسار الضوء إلى حد ما عن التكتيكات الهجومية المجازفة «تيكى تاكا إسبانيا مثل واضح»، وكان المنتخب المكسيكى واحدا من أبرز الفرق التي أظهرت ذلك في مبارياته الثلاث في الدور الأول، حيث لعب بخطة «3/5/2» ومشتقاتها «5/3/2»، «5/4/1» وأحيانا «6/3/1»، وكان الأهم هو غلق وسط الملعب تماما والدفاع المتقدم قبل الاصطدام بالمتاريس الدفاعية في الخلف ومعهم حارس عملاق بالفعل.
المكسيك فريق جماعي وأبرز لاعبيه كان الحارس أوتشوا وأوريبى بيرالتا والمخضرم رافائيل ماركيز، والثنائى الأخير أحرز كل منهما هدفا وصنع الآخر، وأحرز المنتخب الأمريكى الشمالي أهدافه كلها في آخر نصف ساعة من عمر كل مبارياته «75% منها ما بين الدقائق 61 و75»، وكلها من داخل منطقة الجزاء، منها هدفان بالرأس ومثلهما بالقدم اليسرى وسجل الفريق هدفين من ركلتين ركنيتين معتمدا على طول قامة لاعبيه وقدرتهم على حسم الأمور من ركلات ثابتة، وهو ما قد يعاني معه أي منتخب يواجههم في القادم من الأدوار.
بلغ معدل إحراز الأهداف للفريق هدفا واحدا كل ساعة لعب تقريبا، وهو معدل يتماشى مع التكتيك الدفاعي الذي ينتهجه، وعبر كل 9 محاولات على المرمى سجل هدفا، وجرى لاعبوه 312.9 كم في المباريات الثلاث «104.3 كم / المباراة»، وسدد لاعبوه الكرة 34 مرة على مرمى الخصوم منها 15 فقط بين القائمين والعارضة «دقة 44%»، نفذوا 4 مراوغات داخل منطقة الجزاء ومثلها من التمريرات الخطيرة، وبلغ عدد الكرات العرضية 51 بدقة «25%» فقط.
تصدى «أوتشوا» إلى 8 محاولات خطيرة للغاية في المباريات الثلاث منقذا مرماه من أهداف محققة، خاصة في لقاء البرازيل، كما قام زملاؤه بتشتيت 43 كرة و42 عرقلة بالإضافة إلى منع 8 تسديدات من الوصول إلى حارس المرمى، واحتل الفريق المكسيكى مركزا متأخرا في دقة وإجمالي التمريرات «1436 تمريرة بدقة 75%» أغلبها في وسط الملعب وفى المناطق الدفاعية.
هيكتور هيريرا، لاعب وسط المكسيك، كان الأكثر عدوا بإجمالى 32.2 كم في كل المباريات، وهو أيضا أغزر من مرر الكرة «174 تمريرة بدقة 73%» وصنع الهدف الأول في لقاء كرواتيا، وكان الطريف أن المدافع المكسيكى، أندريه جواردادو، هو أكثر اللاعبين تسديدا على مرمى المنافسين «3» وسجل هدفا في مرمى كرواتيا أيضا.