ذكرت صحيفة «جارديان» البريطانية أن الغضب والملل والشعور بالاغتراب لدي الشباب السعودي يدفعهم إلي سرقة السيارات، ودخول منافسات «التفحيط» والسباقات بسرعات «مرعبة» في الرياض.
وقالت الصحيفة إن «كثير من الأطفال والشباب يلجأوا إلي سرقة السيارات، ونزع لوحات الأرقام وإضافة ملصقات إلي هياكل السيارات لاستخدامها في سباقات بسرعات عالية غالباً ما يكون عواقب أي هفوة فيها وخيمة»، مشيرة إلي الحوادث في الرياض متكررة وصعبة، كما أصبح سقوط قتلى ومصابين من هذه السباقات أمر عادي.
وذكرت الصحيفة البريطانية أن هذه الظاهرة معروفة في السعودية بـ«التفحيط»، يمارسها في الأغلب الشباب، ومع ذلك تقدم بعض الفتيات علي القيام بها.
وأرجعت «جارديان» انتشار هذه الظاهرة إلي ارتفاع نسبة البطالة التي تصل إلي 30%، مما يجعل ممارستها طريقة للتعبير عن غضبهم وإحباطهم.
وأشارت الصحيفة إلي أنه تم حظر «التفحيط» أول مرة في الثمانينات، أما الآن يدخل ممارسو هذه السباقات فيما يشبه «حرب مفتوحة» مع الشرطة السعودية. وألقت الشرطة السعودية القبض على 750 شاباً خلال الشهور الثلاثة الأولي من العام الحالي لمشاركتهم في «التفحيط».
وأضافت الصحيفة أن الضغوط التي تمارسها السلطات السعودية بالتعاون مع أخصائيين في علم الاجتماع والجريمة لم تحد من هذه الظاهرة، بل جعلتهم أكثر إبداعاً.
وذكرت «جارديان» أن الشباب الذي يمارس «التفحيط يستخدم مجموعة متنوعة من التكتيكات لتفادي الشرطة، بينما يحصل عناصر الشرطة علي دروس في القيادة من المحبوسين من هؤلاء الشباب».
وأكدت الصحيفة أن السلطات السعودية تسعى إلي محاربة هذه الظاهرة لأن عدداً ممن يمارسوها يتحولون إلي مقاتلين مسلحين وينضمون إلي القتال في أفغانستان والعراق، مشيرة إلي أن النموذج الأشهر هو يوسف العييري (أبو صالح)، حيث كان من يمارس «التفحيط»، وترك المدرسة 1991، وذهب إلى أفغانستان، ليصبح حارساً شخصياً لزعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن، وأنشأ الفرع السعودي من التنظيم القاعدة في أواخر التسعينات قبل أن تقتله قوات الأمن السعودية 2004.