واشنطن تؤجل إعلان الإفراج عن المساعدات لمصر حتي زيارة «كيري»

كتب: بسنت زين الدين الأحد 22-06-2014 17:06

كشف مسؤولون بوزارة الخارجية الأمريكية أن واشنطن قد «أفرجت قبل 10 أيام»، عن أكثر من 570 مليون دولار من المساعدة المخصصة لمصر بعد حصولها على الضوء الأخضر من الكونجرس، وتلك هي الدفعة التي تم تجميدها في أكتوبر الماضي بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي عن السلطة.

وأكد المسؤولون، للصحفيين على متن الطائرة التي نقلت وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، إلى القاهرة، أمس، أن الإدارة الأمريكية «طلبت من الكونجرس الإفراج عن 650 مليون دولار، وقد تم الإفراج عن أكثر من 570 مليون دولار من القيمة المطلوبة، فيما لا يزال نحو 70 مليون دولار قيد الاحتجاز»، ولا تزال 10 طائرات هليكوبتر «آباتشي» قيد الحجز أيضا. ولم تصدر أي بيانات من الكونجرس حول اتخاذ قرار الإفراج عن المساعدات خلال الفترة الماضية.

وتضاربت تصريحات المسؤولين بشأن أرقام المساعدات على متن الطائرة، مع تكرار توجيه أسئلة الصحفيين لهم، حيث قال أحدهم أن الكمية التي تم الإفراج عنها تبلغ 570 دولار، وأفاد آخر أنها وصلت إلى 575 مليون دولار.
وتعد تلك الشريحة المالية قسما من المساعدة الأمريكية الأساسية إلى مصر، التي تبلغ 1.5 مليار دولار منها 1.3 مليار دولار كمساعدة عسكرية، والتي ربطتها الإدارة الأمريكية بإجراء إصلاحات ديمقراطية بعد عزل مرسي في يوليو 2013، وسيتم استخدامها لسداد عقود عسكرية.
ويأتي إعلان المسؤولين الأمريكيين بالتزامن مع زيارة «كيري» المفاجئة، ليصبح أرفع مسؤول أمريكي يزور القاهرة منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي للسلطة.
وأكدت المتحدثة باسم الخاجية الأمريكية، جين ساكي، أن وزير الخارجية هدفها مناقشة العديد من القضايا المتعلقة بالعلاقات الثنائية وكذلك القضايا الإقليمية والتي تتضمن الأزمة العراقية والسورية والأوضاع في ليبيا والعلاقات الإسرائيلية الفلسطينية والتطرف والتهديدات الإرهابية التي يواجهها الجميع.
ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن مصدر دبلوماسي مصري قوله إن كيري سيناقش أيضا اعتزام مجلس النواب بالكونجرس الأمريكي التصويت، غدا، حول مشروع القانون الذي قدمه مجلس الشيوخ لتخفيض 400 مليون دولار من المساعدات لمصر في ميزانية 2014-2015، وذلك بموجب مشروع قانون للمساعدات الخارجية في الميزانية.

وحذر مسؤولون أمريكيون أن واشنطن لا تزال لديها مخاوف عميقة حول «تكتيكات الاستقطاب»، رغم اعتراف الإدارة الأمريكية بأن مصر تمر بمرحلة انتقالية صعبة للغاية.

وأكد مسؤول أمريكي بوزارة الخارجية الأمريكية لوفد الصحفيين المرافقين لزيارة «كيري» للشرق الأوسط على متن الطائرة، إن واشنطن لديها رغبة شديدة في نجاح عملية التحول الديمقراطي في مصر، مشيرا إلى أن تلك العلاقة الثنائية مبنية على عدة ركائز مختلفة.

وأضاف المسؤول، الذي لم يكشف عن هويته: «نحن نعلم أنها مرحلة صعبة في الوقت الراهن، ولكن نحن أيضا لدينا مخاوف جدية حول البيئة السياسية في مصر».

وأوضح المسؤول الأمريكي أن نقاط القلق ترتكز حول القانون الجديد الذي يتحكم في المظاهرات، فضلا عن المحاكمات الجماعية وأحكام الإعدام
ووصف المسؤول الأمريكي العلاقات الثنائية بين مصر وأمريكا بأنها «معقدة وتحتاج إلى موازنة المصالح المختلفة»، مؤكدا أن زيارة «كيري» جاءت في الوقت المناسب لاستكشاف تلك المصالح المشتركة.

فيما رأت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن جولة «كيري» عبر عواصم الشرق الأوسط تهدف إلى إرسال رسالتين بشأن أزمة العراق، الأولى هي أن الدول العربية يجب أن تستخدم نفوذها مع السياسيين العراقيين وحثهما على تشكيل حكومة شاملة بسرعة، والثانية هو ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة ضد تمويل المتشددين السنة في الدولة الإسلامية في العراق وسوريا «داعش».

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي آخر على متن طائرة وزير الخارجية الأمريكي قوله إن زيارة «كيري» القصيرة ستعمل على التأكيد على فكرة أن تشكيل حكومة أكثر شمولية يصب في المصالح السياسية والاقتصادية المصرية، مشددا أن «الحكومة المصرية عليها البحث عن طرق للتواصل مع الإخوان المسلمين».

وقال المسؤول، الذي رفض الكشف عن هويته للصحيفة، إن «واشنطن لا تتشارك مع وجهة نظر الحكومة المصرية بوجود رابط بين جماعة الإخوان المسلمين وبين الجماعات الإرهابية»، واصفا التحدي الذي قد تشكله جماعة الإخوان المسلمين بأنه سياسي أكثر منه تحدي أمني.

وتابع المسؤول الأمريكي: «نحن نتفهم أن الحكومة المصرية تعتقد أن الإخوان المسلمين اختاروا سياسة المواجهة مع الحكومة بشكل أساسي، ولذا إذا أرادت الجماعة اللجوء إلى المصالحة السياسية وإدراجها في المشهد السياسي، كما وضحنا لهم، فعليهم أن تكون واضحة بشأن نبذ العنف كي تكون جزءا من حل سياسي يساعد مصر على المضي قدما.. وسنستمر في إرسال تلك الرسالة لهم».

وأضاف: «للأسف، نحن لا نشارك وجهة نظر الحكومة المصرية حول الروابط بين الإخوان المسلمين والجماعات الإرهابية مثل أنصار بيت المقدس، وليس لدينا معلومات تثبت ذلك الارتباط، لذا طلبنا من المصريين لتبادل تلك المعلومات معنا إذا كانت لديهم، لكننا لم نحصل عليها حتى الآن». وأكد المسؤول الأمريكي أن «المخاوف الأساسية لا تزال قائمة».

وحول المساعدات الأمريكية لمصر، أكد مسؤول أمريكي أيضا على متن الطائرة الأمريكية أن «كيري» يريد أن يؤكد أن واشنطن تدعم مصر على قدر الإمكان بشأن تحول البلاد، مضيفا أن عد من المسؤولين الأمريكيين بذلوا جهودهم مع أعضاء الكونجرس لتحرير كمية كبيرة من المساعدات العسكرية، التمويل العسكري الخارجي، وهي جزء من ميزانية عام 2014، فضلا عن صناديق الدعم الاقتصادي التي تقدم حوالي 200 مليون دولار.

فيما شدد مسؤول أمريكي آخر أن «كيري» سيوضح خلال اجتماعاته أن مصر عليها تلبية متطلبات محددة كي يتسنى التصديق على شهادات إضافية في هذا الشأن، ومن تلك المتطلبات سيادة القانون، واتخاذ خطوات إضافية نحو الديمقراطية، وليس فقط إجراء انتخابات، فضلا عن الحفاظ على العلاقة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية، والارتقاء إلى الحفاظ على اتفاق السلام مع إسرائيل.