أغلب البرازيليين يفضلون مواجهة الطاحونة الهولندية فى دور الـ16

حازم إمام الأحد 22-06-2014 20:54

لايزال البرازيليون يعيشون حالة من الترقب والقلق خوفا على منتخب بلادهم والذى ظهر بمستوى متذبذب خلال المونديال، وبات الأمر بالنسبة لأبناء السامبا حياة أو موت وصار الجميع يتحدث عن مصير الكرة البرازيلية فى المستقبل، وهل سينجح سكولارى المدير الفنى لمنتخب البرازيل، ونيمار وزملاؤه فى المنافسة على اللقب، أم أن أحلامهم ستتلاشى وسط طموحات منتخبات أوروبا، التى تتطلع لحصد اللقب على رأسها الماكينات الألمانية، والطاحونة الهولندية، والديوك الفرنسية.

وأعتقد أن المنتخبات الثلاثة وهى ألمانيا وهولندا وفرنسا باتت تهدد عرش السامبا على الكرة فى العالم، إذا لم يفق سكولارى ونيمار من الغفلة التى أصابتهم منذ انطلاق المونديال.

الأمر لم يعد سهلا فى البرازيل ومن كان يعترض على استضافة المونديال اصبح الآن يخشى على مصير منتخب بلادة، بل إننى لمست ذلك بنفسى فقد تضاءلت المظاهرات بشكل كبير بعد أن تسلل الخوف إلى الشعب البرازيلى على مصير منتخب بلاده.

ووصل الأمر إلى أنهم أجروا استطلاعا للرأى حول المنتخب الذى يفضل البرازيليون مواجهته فى دور الـ16، وكانت المفاجأة بالنسبة لى هو أن 53% من البرازيليين يفضلون مواجهة هولندا، بينما 47% يأملون مقابلة شيلى، وهو استطلاع غير متوقع بالنسبة للخبراء هنا والمتابعين للمونديال، بل إن هذا الاستطلاع كان محور حديثى مع أريجو ساكى المدير الفنى السابق لمنتخب إيطاليا والهولندى رود خولييت نجم المنتخب الهولندى وميلان الأسبق، ونجم الكرة الأفريقية الليبيرى جورج ويا.

وكان الأمر مثيرا للدهشة أن أكثر من نصف الشعب البرازيلى يفضل مواجهة الطاحونة الهولندية رغم المستوى المبهر الذى ظهر به روبن وزملاؤه فى البطولة، وفوزهم الساحق على بطل العالم وهو المنتخب الإسبانى بالخمسة، وهى المباراة من وجهة نظرى التى أطاحت بالإسبان وأفقدتهم الثقة وكشفتهم أمام العالم وتسببت فى الهزيمة التالية أمام تشيلى بهدفين.

لكننى أجد مبررا للشعب البرازيلى فى أنهم يفضلون مواجهة هولندا على تشيلى وهو أن الشعب البرازيلى لا يفضل مواجهة «لاروخا» باعتبار أن لاعبيه يحفظون طريقة السامبا، كما أن منتخبات أمريكا الجنوبية تعتمد على طريقة لعب وأداء واحدة، وهو نفس الانطباع لدى شعوب دول شمال أفريقيا، التى تفضل عدم المواجهة فى تصفيات أمم أفريقيا على سبيل المثال أو فى تصفيات المونديال خوفا من أمور داخل وخارج الملعب، وأذكر أن قبل قرعة تصفيات أمم أفريقيا الأخيرة كنا نتمنى تجنب مواجهة دول شمال أفريقيا، لكن القرعة أوقعتنا مع المنتخب التونسى ووقتها انهلع الخبراء والجماهير والنقاد ليس لأن التوانسة هم الأفضل فى أفريقيا الآن ولكن لحساسية المواجهة مع دول شمال أفريقيا وهو نفس الأمر بالنسبة لدول أمريكا الجنوبية.

كلما مرت ايام على المونديال فى البرازيل ازداد تفاعل الشعب معها واهتمام ابناء الوطن بمنتخب السامبا وقد حضرت اكثر من مونديال سابق سواء فى كوريا واليابان عام 2002 او جنوب أفريقيا 2010، ولكننى أجد مظاهر جديدة بالنسبة لى هنا فى برازيليا فقد كنت فى إحدى الأسواق التجارية واضطررت لاستقلال تاكسى حتى نعود إلى مكان الفندق الذى نقيم فيه وهو فى أحد الأماكن الراقية فى ريودى جانيرو، وفوجئت بشاشة عرض مباريات فى التاكسى الذى ركبته وهو ما يعنى اهتمام الشعب البرازيلى بالمونديال.

على عكس ما تردد بعض وسائل الإعلام العالمية من أن المظاهرات تجتاح البرازيل بسبب البطولة فليس كل ما يتردد فى وسائل الإعلام العالمية يمكن أن يصدق، ولكن لابد أن تكون مشاهدا بنفسك على أرض الواقع ما يحدث داخل هذه الدول قبل أن تطلق الاتهامات بسبب فئة معينة ترغب فى إثارة المشاكل والفتن وتعكير الصفو.