انتقد أعضاء في مجلس النقابة العامة للأطباء، الأحد، وزير الصحة، الدكتور عادل العدوي، بسبب قراراته الأخيرة التي أصدرها خلال جولاته في المستشفيات الحكومية، منها تبكير ساعات العمل، فيما تقدم عضو بالمجلس ببلاغ إلى لجنة آداب المهنة للتحقيق مع الوزير بتهمة إهانة الأطباء وتحميلهم مسؤولية ترهل المنظومة الصحية.
وقالت نقابة الأطباء إنها تابعت القرارات الأخيرة لوزير الصحة، التي أصدرها أثناء جولاته على بعض المستشفيات، مؤكدةً أنها مهتمة بشكل شديد بوضع خطط حقيقية لعملية إصلاح المنظومة الصحية المتهالكة.
وأضافت النقابة، في بيان الأحد، أن النقابة ترفض أي صورة من صور الإهمال أو عدم الالتزام، لكن في الوقت نفسه ترى أن خطط الإصلاح يجب أن تكون مدروسة، حتى تأتي خطوات الإصلاح بتحسين الخدمة الصحية المطلوب.
وأضاف البيان: «فوجئنا بعد مناقشات مطولة لمشاكل القطاع الصحي بقرارات الدكتور عادل العدوي، وزير الصحة، بتبكير مواعيد العمل لتصبح من 7 صباحًا إلى 1 ظهرًا، بدلا من المواعيد الملزمة لكل العاملين بالحكومة».. وتساءل: «هل تغيير ميعاد العمل سيحل مشكلة مرضى المستشفيات الحكومية في نقص العلاج في المستشفيات؟ وهل سيحل مشكلة المرضى مع طلب المستشفيات للرسوم، مقابل الأشعة والتحاليل والعمليات ودخول العناية والحضانة؟ وهل ذلك سيسد العجز الشديد في أسرة العنايات والحضانات؟».
وأوضحت النقابة أن قرار الوزير تقسيم فترات العمل قد يترتب عليه سحب نصف قوة العمل في المستشفيات من العمل الصباحي «المفترض أنه مجاني» إلى الفترة المسائية «وكل ما فيها بأجر»، أي أن النتيجة النهائية هي مزيد من خصخصة العمل في المستشفيات الحكومية التي تخدم الفقراء ومحدودي الدخل.
وطالبت النقابة وزير الصحة بإعادة دراسة هذه القرارات دراسة متأنية، والبدء في تنفيذ خطوات إصلاح حقيقية لترشيد التعامل مع الموارد المحدودة لوزارة الصحة ووقف الهدر، وإعلان ميزانية وزارة الصحة وبنودها تطبيقا لمبدأ الشفافية وحق المجتمع في المراقبة على أحوال الشعب.
كما طالبت بوضع خطة للتنسيق بين القطاعات المختلفة التي تقدم الخدمة الصحية وتطبيق حقيقي لقواعد مكافحة العدوى في المستشفيات، وتفعيل القرار الوزاري رقم «470» لسنة 2012.
في سياق متصل، قدم الدكتور حسام كمال، عضو مجلس النقابة، أمس بلاغًا إلى لجنة آداب المهنة بنقابة الأطباء ضد الدكتور عادل العدوي بتهمة الإساءة إلى الأطباء والعاملين بالمنظومة الصحية.
وقال في بيان للنقابة: «بدر من وزير الصحة تصريحات إعلامية تهدف إلى الإساءة إلى الأطباء والمهنة بوجه عام ومحاولة تصويرهم على أنهم المسؤولون عن مشاكل المنظومة الصحية».
وذكر «كمال»، في بلاغه، أن ذلك يمثل مسؤولية خطيرة تقع على عاتق الوزارة، موضحةً أن الوزارة تتنصل من مسؤوليتها تجاه الوضع الصحي الحالي، وأن الأطباء هم كبش فداء للرأي العام، مُشيرًا إلى أنه ينتظر استدعاء لجنة آداب المهنة وزير الصحة خلال أيام للتحقيق معه.
من جهته، قال الدكتور أحمد حسين، عضو مجلس نقابة الأطباء، إن القرار الذي وصل المستشفيات بشأن العمل بالعيادات الخارجية لفترتين تبدأ من السابعة صباحُا ليس قرارًا وزاريًا، وما جاء به أسىء فهمه، وسيتم استدراك ذلك من الوزارة قريبًا.
وأوضح: «ما تم فهمه ويريد بعض مديري المستشفيات تطبيقه هو شو إعلامي سيكون وبالاً على وزارة الصحة قبل المريض والطبيب وهو محتوى غير مدروس يحتاج تطبيقه إلى إعادة هيكلة العمل وساعاته في جميع قطاعات الدولة مثل التربية والتعليم كالمدارس والحضانات والنقابات والمواصلات وغيرها».