قبل نحو 10 سنوات، كانت مجرد حلم، وفكرة في خيال مؤسسها، وأملاً يسعى إليه حينذاك حتى أصبحت حقيقة وواقعاً، تجمعت كل الظروف والإمكانيات والمقومات، لأن تصبح صحيفة رائدة.. وهو ما حدث بالفعل.. بدأت قوية وأبية ومرعبة ومبهرة.. وظلت هكذا.. دخلت كل بيت.. تميزت بالانفرادات والسبق.. وبقيت على كل لسان.. بحث عنها الجميع.. وذاع صيتها بسرعة الصاروخ، حتى أصبحت الأولى.. قدمت الجديد.. وأضافت المزيد.. وصالت وجالت.. واخترقت وواجهت.. وأبحرت وأنجزت.. ووقفت على مسافة واحدة من الجميع.. تعلقت بالجماهير وتعلقوا بها.. وأثرت في الساسة والسياسيين.. والوطن والوطنيين.. والثوار والثائرين.. والصحافة والصحفيين.. لعبت أدوارا مهمة وحيوية.. وسطرت اسمها في التاريخ.. ووصلت القمة.. وحققت المجد.. وجنت وجنى عليها..
كل يوم يمر عليها.. تولد من جديد.. هكذا أعتبرها ويعتبرها الكثيرون من زملائى في المهنة.. وسط هذا الكم الهائل من التحولات والتقلبات والانتهاكات والاتهامات في المجالين الإعلامى والسياسى..
بعد 10 سنوات على تأسيسها.. ستظل صوت كل المصريين الذي لا يغيب.. الصوت الذي لا يكل ولا يمل.. الصوت الذي يعلو ولا يعلى عليه.. هكذا هي منذ صدورها في 7 يونيو 2004.. وهذا لأنى أحد مؤسسيها منذ التحقت بها قبل نحو 10 سنوات، على يد أنور الهوارى، حيث كنت أعمل في مكتب القاهرة، بصحيفة الحياة اللندنية.. ومنذ تلك اللحظة وأنا أشرف ويشرف معظم أبناء جيلى بالانتماء إليها..
وما أتذكره ولا يمكن نسيانه، قبل أيام من صدورها، اجتمع بنا كل من أنور الهوارى، رئيس التحرير، وهشام قاسم، العضو المنتدب للجريدة، لإخطارنا بموعد الصدور، حيث تأخرنا كثيراً على الموعد المحدد من قبل، لأسباب بعضها كان معلوماً والآخر غير معلوم.. قال لنا «الهوارى» و«قاسم» إننا ندشن جريدة للتاريخ، فلا تستعجلوا.. صحيفة لا تظهر إلا كل 50 عاما.. ولأننا كصحفيين آمنا بالفكرة، تركنا كل ما كنا فيه، واندفعنا نحو بنائها بكل ما أوتينا من قوة.. وبنيناها طوبة طوبة.. حتى أصبحت هكذا عملاقة برأى معظم المصريين.. وتحقق حلم الجميع «إدارة» و«تحريراً».. وصار للقارئ في مصر جريدة مستقلة، لا حزبية ولا قومية.. نجحت «المصري اليوم» بفضل التوفيق من الله.. والظروف التي واكبت صدورها.. وإصرار صحفييها ومصوريها وموزعيها وإدارتها وكل العاملين بها.. وبسببها ثار الثائرون.. وعلى دربها سار الكثيرون..
هي الآن في تحد جديد في عهد جديد.. ولن تتنازل عن تخطيه مهما كلفتها الظروف.. ولـ«المصري اليوم» بعد مرور 10 سنوات، أقول: أنت أهم حلم صحفى في حياتى بعد معاناة مع الصحافة الحزبية منذ بداية مشوارى الصحفى في عام 93/ 94.