شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، السبت، الاحتفال بتخريج دفعة جديدة من ضباط الشرطة، بمقر أكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس، في القاهرة الجديدة.
كان في استقبال الرئيس، لدى وصوله، المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، واللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، وأعضاء المجلس الأعلى للشرطة، واللواءات أحمد جاد منصور، رئيس الأكاديمية، وأكرم كرارة، مدير كلية الشرطة، وأيمن الشريف، كبير المعلمين.
وحظى الرئيس بتصفيق شديد من الحضور، بلغ 10 مرات خلال ساعة ونصف الساعة، بينما صفقوا 3 مرات للمستشار عدلى منصور، الرئيس السابق.
حضر الاحتفال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والدكتور كمال الجنزورى، رئيس مجلس الوزراء الأسبق، وعدد من الوزراء وأسر الطلاب.
وفور وصول الرئيس عزفت الموسيقى السلام الجمهورى، لتخريج 546 ملازماً و67 ضابطاً متخصصاً، منهم 68 من الذكور و8 من الإناث.
وقدم أبناء كلية الشرطة، من مختلف السنوات الدراسية، عروضاً في الاشتباك والرماية، ونماذج لكيفية مواجهة الجريمة، وعدداً آخر من الفقرات التي تظهر مدى استيعابهم لتنفيذ البرامج العملية، والتعامل مع مختلف الظروف التي يمكن أن يتعرضوا لها أثناء أداء المهام التي سيتم تكليفهم بأدائها.
وشدد رئيس الأكاديمية في كلمته، في بداية الاحتفال، على أن تلاحم جميع الجهود ساهم في تخريج دفعات كلية الشرطة، رغم الظروف الصعبة التي مرت بها البلاد.
وأضاف: «الاحتفال يواكب احتفال الوطن بنجاح ثورة شعب عصى على الانكسار، وعلى أرض مصر مهد الحضارات والأديان كان العالم على موعد جديد جاء هذه المرة حين وقف يرى بعين التقدير شموخ مصر وهيبتها لحظة استعراض الرئيس حرس الشرف ومراسم تسليم السلطة، حين وقف العالم مبهوراً بإرادة شعب مصر العظيم، الذي أكد أنه على قلب رجل واحد، وأن مصر ستظل أمة واحدة».
وتابع: «الشعب الأب لن ينسى وصية المستشار عدلى منصور، حين قال إن مصر ستظل دوما وإلى انقضاء الدهر أمة واحدة».
وقدم رئيس الأكاديمية «تحية تقدير واحتفاء لوزير الداخلية، الذي قاد مسيرة الأمن، وتولى المسؤولية في ظل ظروف بالغة الدقة والتعقيد، حتى تحقق بإخلاصه إنجازات أمنية مثلت وبحق وسام شرف ونجاح وتاج عزة».
ووجه التحية إلى «القوات المسلحة الباسلة خير أجناد الأرض ومصنع الرجال»، وقال موجهاً حديثه لخريجى كلية الشرطة: «تؤدون اليوم قسماً عزيزاً غالياً تلتزمون فيه بالوفاء للوطن والولاء لشعبه، وحرصت الأكاديمية على التحلى بقيم العلم والمعرفة، وأعلى مستويات التدريب الأمنى والتحلى بأخلاق الفرسان، فاحرصوا على ترجمة ذلك كله في واقع عملكم، حيث يواكب تخرجكم تحديات وأحداث جسام».
ووجه حديثه للرئيس، قائلاً: «السيد الرئيس نعاهد الله وسيادتكم على الولاء والفداء جنوداً مدافعين عن الحق، سائرين خلف قيادتكم بعد أن قدمتم أروع الأمثلة في الوطنية والعطاء، وسدد الله على طريق الحق خطاكم وحفظكم لشعب مصر».
وطالب الرئيس الشعب بضرورة الاصطفاف من أجل الوطن، وأن يكونوا يداً واحدة، وقال: «الشباب الذي تخرج اليوم عليه الاستعداد للتضحية بروحه ودمه من أجل بلده وناسه، وأقول لهم إياك أن تجور أو تظلم». وأضاف: «هذه الوصية للجميع سواء للخريجين ولشعب مصر، الشعب والجيش والشرطة والشباب في مصر يد واحدة».
وقدم الخريجون للرئيس درعاً تجسد شعار أكاديمية الشرطة، ثم بدأ مجندو الإدارة العامة لتدريب قوات الأمن تقديم عروض استخدام «عصا التونفا»، وجسدوا علم مصر في ساحة العرض.
ثم قدم طلبة من الكلية، من الحاصلين على الأحزمة السوداء في رياضات الدفاع عن النفس، عرضاً لمجموعة من التدريبات القتالية بالأسلحة، لمواجهة الخارجين على القانون، وكيفية تفادى الإصابات، ثم اجتاز أحد الطلاب مانعاً ممتداً من «السناكى» بجسارة.
وقدم الطلبة بياناً عملياً لبعض من التدريبات الشرطية المستحدثة، ومنها كيفية الاقتحامات وتحرير الرهائن، وعرضاً لكيفية اقتحام حافلة عن طريق القفز من سيارة دفع رباعى، والدراجات النارية باستخدام رياضة «الباركور» المزمع تدريب جميع طلاب الكلية عليها العام الدراسى الجديد.
وتضمنت العروض عرضاً للخيالة، والدراجات النارية، وسيارات الإدارة العامة للمرور، التي حملت أعلام مصر، ثم عرضاً للسيارات التي تم ضمها حديثاً لجهاز الشرطة، وسيارات الرقم القومى، والإغاثة المرورية وأوناش المرور وسيارات تحقيق الأدلة الجنائية، والأمن المركزى، والدفع الرباعى وناقلات الجنود المدرعة، التي يمكنها التعامل مع التجمعات، ثم السيارات المدرعة ضد الطلقات والتى تحمل مجموعات قتالية ضد الطلقات الخارقة، ثم عرضاً للمدرعة فهد وسيارات الحماية المدنية، والإدارة العامة للأمن ونماذج من وحدات التدخل السريع.
وعقب ذلك بدأ العرض العسكرى العام للخريجين الجدد، الذي بدأ باستعراض الأعلام، وردد الطلاب شعار كلية الشرطة «علم- خلق- واجب»، ثم تمت مراسم تسليم وتسلم القيادة من أول الخريجين إلى أقدم الطلاب.
وأدى الطلاب الجدد يمين الولاء بعد أن صدق وزير الداخلية على منحهم درجة الليسانس في القانون والشرطة مع تعيينهم اعتباراً من 21 يونيو الجارى، برتبة الملازم تحت الاختبار، وقلد الرئيس الأوائل من الطلاب نوط الامتياز.
وشدد وزير الداخلية، على أن «الشرطة عازمة على فرض سلطان القانون وهيبته، بما كفلهُ لها الدستور من إجراءاتٍ لإنفاذه وما حمّله لها أبناء الوطن من أمانة»، وقدم التحية للرئيس السابق، عدلى منصور.
واستهل الوزير كلمته، بالآية القرآنية: «إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا»، ووجه حديثه، إلى الرئيس قائلاً: «بأصدقِ مشاعرِ الود وبكل معانى التقديرِ والامتنــان نرحب بكم بين جيلٍ جديد من أبنـائك الأوفياء الـــذين يخطونَ أولـى خُطـواتـِـهم في خدمةِ الوطن، ينضمون إلى أجيالٍ أخرى سَبَقتهم من ضباطِ الشرطة في ميادينِ العمل الأمنى المختلفة، يبذلون جهودهم بلا كللٍ أو ملل لتحقيق رسالة الأمن السامية، حتى نضمن لمجتمعنا مزيداً من الاستقرار والأمان الذي أقسمنا على تحقيقهِ مهما كلفنا من تضحياتِ».
وأضاف: «طبيعة عمل أجهزة الشرطة مواجهةِ حالاتِ مخالفة القانون وتجاوز حدودهِ، ومع شيوع هذه المخالفات والمجاهرةِ بتجاوز تلك الحدود يتعاظمُ العبء الذي تتحملهُ الأجهزة الأمنية، الأمرُ الذي يتطلبَ جهوداً كبيرة لإعادة روح الالتزام بأحكامِ القانون، وهو أمر ليس عملاً أمنياً فقط لكنهُ يستلزمُ تضافر جهودِ جميع المؤسساتِ الوطنية الرسمية وغير الرسمية».