حالات «التحرش».. نطلق عليها قلة أدب، وعدم إلمام بالدين، وعدم تعلم الأخلاق.. وحالات فرض نفوذ على المواطنين من إتاوات وترويع وترهيب نطلق عليها «بلطجة».. وللأسف تحولت البلطجة والتحرش من حالات فردية إلى ظاهرة منتشرة!!..
لو حللنا أسباب هذه الظواهر نجد أولا حرص الأسر على تنشئة أبنائها على العنف اعتقادا بأن ذلك يجعلهم أقدر على مواجهة الحياة!!.. إضافة إلى الثقافة المفروضة علينا من الإعلام السيئ!.. فما تقدمه السينما والدراما من أفلام ومسلسلات تدور أغلبها حول البطل العنيف والبلطجى أبودم خفيف.. فيشاهدها الشباب ويتأثرون بها ويتخذونها قدوة!.. أما الواسطة والمحسوبية فتجعل من لايملكها يشعر بالقهر والدونية والغل.. هذه الأحاسيس تولد نوعا من العنف المضاد.. أما البطالة التى يعانى منها غالبية الشباب فقد ولدت إحباطا وكبتا.. فخرج هذا الكبت فى صورة تحرش وبلطجة!!.
لو رجعنا إلى الخطاب الدينى نجد التركيز على العبادات، وإطلاق اللحية، وعذاب القبر!! وغفل الدور القيمى والتوعوى للتعامل مع الآخرين مع تطورات العصر الحديث.. الأمر الذى يتعارض مع الدور الحقيقى للأديان فى وضع بروتوكول للحياة مع الآخر والارتقاء بالإنسان لذاته ومجتمعه الذى يعيش فيه...
لعلاج هذه الظواهر يتطلب الأمر: توقيع العقاب الرادع السريع على من ارتكب تحرشا أو بلطجة.. الوقاية خير من العلاج فعلينا أن نساهم جميعا كأفراد وأسرة ومدرسة وجامعة وجامع وكنيسة وإعلام فى حل هذه المشكلة.. الحلول معروفة ياسادة وبأيدينا جميعا، ولن تكلف الموازنة العامة للدولة أى أعباء.. فلنبدأ فورا!
محاسب طارق أبوعلفة - الإسكندرية