الكراسى «8»
يتناسى الإخوان المسلمون أنهم «من المفروض» أن يكونوا جماعة دعوية سلمية، ولكنهم استخدموا العنف طوال العقود العديدة الماضية، فالتنظيم السرى حقيقة مؤكدة، وتصفية بعض المعارضين حقيقة مؤكدة، والرغبة فى الحكم والهيمنة حقيقة مؤكدة!!..
لقد كتبت هنا سابقا كم بكيت فى شبابى من أجل الإخوان المسلمين ظنا أنهم مظلومون! ثم بدأت أعيد النظر فى منهجهم بعد قراءة ما كتبه «سيد قطب»!!
وعندما تعرفت على الأستاذ «جمال البنا» حصلت منه على العديد مما كتبه شقيقه الأستاذ حسن البنا، وأيضا ما جمعه الأستاذ جمال البنا من وثائق ومستندات وتقارير ومحاضر اجتماعات.. إلخ ووضعها فى كتاب (من وثائق الإخوان المسلمين المجهولة) صدر منه سبعة أجزاء كل جزء قرابة خمسمائة صفحة، ولم يكمل فقد توفاه الله.. وقد قرأت مذكرات من تركوا تنظيم الإخوان بعد سنوات طويلة من الانخراط بالجماعة، ولأننى على مدار رحلة العمر كنت حريصاً على عدم الانتماء لتيار سياسى معين أو الالتحاق بحزب أيا كان عدا منظمة الشباب أيام الجامعة!!..
ساعدنى ذلك على الاستقلالية فى تقييم الأمور.. علاقتى بكل أصحاب الاتجاهات يشوبها الاحترام والود أيا كانت خلافات الآراء.. تدريجيا أدركت أن كثيرا من شباب الإخوان مضللون!!.. يجدون إعلاما رسميا مليئا بالنفاق والمفاسد وما لا يرضى الله ورسوله، وفى المقابل هناك دعاة للإخوان يجذبونهم بحلو الحديث!! وأحمد الله أن قيادات الإخوان خالفت رأى المرشد محمد بديع عندما أعلن فى فبراير 2012 أنهم لن يرشحوا أحدا للرئاسة، ثم نكثوا عهدهم، وأكرمنا الله بوصول د. محمد مرسى للمنصب لنكتشف تدنى قدراته، فقد كان دوما تابعا لا قائدا، مرؤوسا لا رئيسا، وأيا كان ما دار فى نتائج الانتخابات، فصعود الرجل أودى بالإخوان إلى الهاوية.. وللحديث بقية.