وصفته الصحف الإنجليزية عام 2011 بـ«هنري الكوستاريكي»، الشاب ذو الـ 19 عاماً كان واحدا من العناصر التي ستدعم مشروع أرسين فينجر في شمال لندن، «سريع، مهاري، خفيف الحركة، وهو لايزال صغيراً جداً، لديه كل الاحتمالات الجيدة كي يتطوَّر»، يصفه «الأستاذ»، قبل أن تعطُّل السلطات الإنجليزية إجراءات دخوله في البلاد بسبب تصريح العمل، مما يدفع أرسنال لإعارته طول السنوات الثلاث الماضية.
رحَّالة صغير السن، من إنجلترا إلى فرنسا كي يلعب مع لوريان، من فرنسا إلى إسبانيا بعد تحويل إعارته لريال بيتيس، قبل أن يذهب إلى اليونان في نقطة تطوُّر ونُضج حقيقية مع أوليمبياكوس، «كامبل» يدرك أن تلك اللفَّة الطويلة كانت مُفيدة، صرَّح لصحيفة «ماركا» عام 2013 بأن «اللعب في نادٍ بالدوري وملامسة الضغوط أفضل كثيراً بالنسبة له من أن يكون مع ردّيف أرسنال»، «عندما أعود إلى الدوري الإنجليزي أرغب في أن أكون أساسياً».
تلك الليلة المدهشة في فبراير الماضي جعلت الجميع يفكرون في أن الوقت قد حان لأن يلعب في لندن، حين تفوَّق أولمبياكوس على منافسه مانشستر يونايتد في مباراة الذهاب بدور الـ16 لدوري أبطال أوروبا، وبنتيجة 2-0، أحرز «كامبل» الهدف الثاني منهم، تسلّمه ومراوغة هادئة، قبل أن يُطلق تسديدة من مسافة 30 مترا على مرمى ديفيد دي خيا.
فشل كل لاعبي أرسنال في التسجيل بمرمى مانشستر هذا الموسم ثم قيام هذا الفتى الصغير، الذي ينتمي إلى هناك، بالتسجيل فيه، وبتلك الطريقة، كان الباب الذي بدأت من خلاله المطالبات لـ«فينجر» بإعادته، ليحمل جزءًا من ضغوطات خط هجوم مُترنح، «على الأقل سيكون أفضل كثيراً من سانوجو» كما تقول الجماهير.
جويل كامبل يذهب إلى البرازيل هذا العام وعينه على كل هذا، هو المُهاجم الأبرز خلال التصفيات، انطلاقته المذهلة من منتصف الملعب في هدف كوستاريكا الثالث ضد الولايات المتحدة منح كوستاريكا كلها الكثير من الآمال التي قد تعقدها عليه لصُنعِ فارقٍ ما في المونديال المُقبل.
ورغم علمه بأن الأمور شبه مُستحيلة في مجموعة كتلك، وصعوبة أن تجد نفسك في الثانية والعشرين من عمرك وعليك مُجابهة ثلاثة ضمن أفضل 11 منتخباً في تصنيفِ الاتحاد الدولي: أوروجواي، إنجلترا، إيطاليا، ولكن «كامبل» رأى قبل المونديال أن «الشيء الوحيد الذي سيحاول الجميع فيه هو الثبات لأطول وقت فوق أرضية الملعب».
وفي مباراة كوستاريكا الأولى أمام أوروجواي ليلة أمس، امتلك رفاق كامبل ما هو أكثر من الثبات، كانت هناك سُرعة وقوة ومهارة حقيقية، و«هنري الكوستاريكي» كان النَّجم الأول لكل هذا، أكد على النبوءات بشأنه، وحقق مهمته الشخصية في عودةٍ منتظرة لأرسنال عن طريق إثبات كونه مُهاجما جيدا يمكن التعويل عليه، والأمر الأكبر أن المهمة «شبه المُستحيلة» صارت مُحتملة، بعد 3 نقاط أمام رابع العالم.